الأقباط متحدون | كــــــــارثـــــــة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٧ | السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ | ١١ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

كــــــــارثـــــــة

السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ - ١٢: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: هيام فاروق


من مساويء ما أتتنا به نكسة "25 يناير".. انتشار ظاهرة الإدمان.. إدمان المخدرات بجميع أنواعها وأشكال تعاطيها.
للأسف الشديد، لاحظت شدة معاناة معظم بيوت شعب مصر، على وجه الخصوص، من آفة التدخين وتعاطي المخدرات.. وكم تشب النزاعات والحرائق والمشادات داخل البيوت الآن؛ بسبب اكتشاف الآباء والأمهات لإدمان أحد أبنائهم أو بناتهم. 
 
بدأت ثورتنا الجميلة (الملعونة) في ميدان التحريش (التحرير)، وإذ بنا نرى في كل مكان وزمان أطفالًا صغارًا يدخنون على مرأى من الجميع. ويالها من كارثة محققة عندما علمت أن هؤلاء الأطفال لا يتعدون سن العاشرة.. بل والبنات أيضًا يتاجرون في المخدرات.. ناهيك عن من يديرهم من مافيا الكبار والمحنكين في هذا المجال. يا لها من كارثة ومهزلة في ظل غياب أمني وأخلاقي وسلوكي. إنها كارثة يا شعب بكل المقاييس. 
 
هل وصلنا إلى هذا الحد؟ حتى إنه ما من شارع بكِ يا مصر لا يوجد به مخدرات.. ولِمَا لا وقد نشأ الطفل منذ نعومة أظافره ليرى أمامه والده وربما والدته تُدخن.. ثم يذهب إلى مدرسته ليجد مُعلمه يُدخن.. ثم يركب مواصلات ليرى الغالبية العظمة مُدخنين، بل ويُدخن هو أيضًا سلبيًّا معهم ورغمًا عن إرادته.. ثم يُشاهد التلفاز، وإذ ببطله المفضل يُدخن أيضًا.. ثم على سبيل المرح وخفة الدم، يبدأ هو نفسه بتقليد الكبار أمام والديه وإخوته في ظل مداعباتهم وضحكاتهم على ما يفعله.. على سبيل (اشتم عمو.. أو أضربلك بابا؟) كلها سلوكيات نلقنها لأطفالنا عن جهل، مع حيازتنا لأعلى الشهادات العلمية إن أمكن. ثم ينشأ الطفل وإذ به شاب وشابة شرهين للتدخين وتوابعه من تعاطي مخدرات إلى منشطات إلى... إلخ.
 
ثم ندَّعي أننا شعب مٌتَدين بالفطرة.. ولا أعلم أي دين هذا الذى يدعونا إلى هذه الكارثة؟!! ونحن أكثر شعوب العالم شكوة من المرض، وترددًا على الأطباء بجميع التخصصات.. نشكو التلوث، ونشكو سوء ردود أفعال الجيل الجديد، وقلة تأدبهم، وكثرة إنفاقهم في ظل أزمات اقتصادية دولية طاحنة، ومعاناة مجتمعنا على وجه التحديد من غلاء المعيشة، وأزمات رغيف العيش، والبنزين، وكافة السلع والخدمات. 
 
ذُهلتُ عندما سمعت أن الدول العربية تنفق 500 مليار جنيه في قصة المخدرات هذه.. ألا يكفي هذا المبلغ يا سادة لميزانية دول باكملها؟!! في حين أن معظم الدول العربية والأفريقية لا تزرع التبغ بل تستورده بنسبة 100% من الدول الأوروبية.. وقد صارت الشعوب العربية حسب آخر إحصائية بعد نكسة "25 يناير" أكثر الشعوب تعرضًا للتدخين وتعاطي المخدرات في العالم. 
 
حقا فقدنا الكبير.. وفقدنا الرهبة والخوف لا من الأمن فقط، بل ومن الله أيضًا.. وأصبح أقل مواطن في مصر يطيح في أكبر رتبة في الشرطة والجيش على مرأى ومسمع من الجميع. 
 
ولكن ما أسعدني اليوم هو سماعي لخبر عظيم أتمنى تحقيقه.. ألا وهو قيام الجمعية الدولية لمكافحة الإدمان بحملة قوية يوم 6 أكتوبر للانتصار على هذه الظاهرة، التي تفشت وببجاحة منقطعة النظير في مجتمعاتنا المصرية. 
 
وعليها، أناشد المسئولين لتفعيل القوانين الخاصة بتحديد أماكن المدخنين، وفرض عقوبات رادعة على المخالفين والمتعاطين والمتاجرين. 
كما أناشد أيضًا دولتنا ومسئولينا بالانتباه والحذر بالكارثة الكبرى على الحدود الليبية، التي أصابتنا برواج تجارة هذه المخدرات، حتى أغرقت شوارعنا وشبابنا بها خلال السنوات السابقة. هناك كارثة على حدود مصر وليبيا يا سادة.. يعلمها جيدًا رجال الأمن والمسئولين.
 
أناشد دولتنا بوضع أجهزة كاشفة لحيازة المخدرات داخل جسم الإنسان كما فعلت الأردن على حدودها حاليًا. 
وأخيرًا.. انتبهوا يا شباب الجيل الصاعد إلى أن وطنكم بحاجة إليكم، وأنتم أقوى من مغريات العصر وتحدي الزمن. أفيقوا يا شعب مصر من هذه الكارثة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :