الأقباط متحدون | الأقباط مش رقم.. هما أصل البلد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤٢ | الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٧ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط مش رقم.. هما أصل البلد

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٢ - ٢٨: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جيهان خضير
عزيزي القارئ أود أن أشير في بداية مقالي هذا إلي شئ كنت حريصة علي الا اتحدث عنه أبدا ، وهو هويتي ، والتي كنت دوما أوكد علي أن مصريتي هي ديانتي ولكنني هذه المرة أعتذر لك عزيزي القارئ فالموضوع جد خطير ووصل بنا الأمر إلي منعطف أشد خطورة ، ولذلك فأنني أود أن أوضح أن كاتبة هذا المقال مسلمة الديانة مصرية الهوية حتي النخاع والأقباط أهلي وأفخر بهم في كل مكان خطت فيه قدمي .

   إن ما دفعني لهذه المقدمة هو إصرار البعض علي أن قضية المواطنة وحقوق الأقباط في ذلك الوطن لا يتحدث عنها سوي بعض الأقباط ، وهذا خطأ أشاعته تيارات الإسلام السياسي لأضعاف موقف الأقباط بشكل خاص ، وإظهار القضية علي أنها تشغل بال الجماعة القبطية فقط ، وهذا أمر مجافي للحقيقة تماما ، فقضية الأقباط وحقوق المواطنة الكاملة هي قضية تشغل بال كل المصريين ، وتقدم علي الكثير من القضايا الآخري ليس لسبب سوي الدفاع عن هويتنا المصرية أمام الزحف القادم الينا عبر الصحروات محاولا ولسنوات طويلة أقتلاع مصريتنا ، والتي باتت تشكل لهم ألماً حضاريا ويشعرهم بحجمهم الطبيعي ، البعض قد يصور هذا الأمر علي انها شيفونية ، ولكنني أعشق تلك التي تسمونها أنتم شيفونية ، ولكنني أسميها الغيرة علي الهوية ، فهي أعز ما نملك ففيها نعيش وعليها سوف نموت .

   القضية القبطية علي المحك ، الإصرار علي تغييب تلك القضية بات هدفا واضحا لتيارات الإسلام السياسي ، الرغبة في الأستحواذ وشهوة الحكم تدفع بهم إلي إزاحة كل ما يقف في طريقهم ، وهم يشعرون منذ فترة طويلة أن العقبة الوحيدة أمام تديين الهوية المصرية هم الأقباط ، هم يقفون حجر عثرة أمام ذلك المشروع ، الأقباط يدافعون عن الدولة المدنية الحديثة ، ويؤكدون علي الهوية المصرية ، ليس بالكلام فقط ولكنها الممارسة علي الأرض تقول ذلك ، وجودهم علي أرض مصر ساند الهوية المصرية عبر التاريخ ، وحافظ كثيرا علي تراثا مصريا كاد أن يندثر ويضيع في خضم الصراعات والحروب الطويلة والاحتلالات التي تعرضت لها مصر علي مر الزمان ، فشكلوا حاضنة قوية حفظت هذه الحضارة من الضياع في وسط الركام القادم الينا من الشرق والغرب .

علي كل المتحدثين عن الأكثرية والأقلية أن يعوا دروس التاريخ ، ويعودوا إلي الوراء ليعرفوا أن تلك الأكثرية الموجودة الان كانت يوما ما أقلية في ذلك البلد ، ولم تفعل بهم الاكثرية في ذلك الزمان ماتفعله أكثرية هذه الأيام ، هم شكلوا سدا منيعا ضد غزو هذه البلاد ودافعوا عنه بالمال والدم ، ولم يبخلوا لا لشئ سوي لأحساس نابع منهم بأن هذا الوطن يستحق وأكثر كل هذه التضحيات التي قدمت والتي هم علي أستعداد لتقديمها مستقبلا .

لايصح ولا يليق أن يخرج علينا جاهل بحقائق التاريخ أو حاقد او موتور لكي يتحدث عن الأقباط كرقم ، وهنا اتعجب من موقف النظام في مصر من هذه القضية ، والتي باتت توجع صانع القرار في مصر ، عدد الأقباط يقلقهم ، تنامي قدرتهم الاقتصادية كان من المفروض ان يسعدهم ، الوطن واحد ، والهم واحد ، وكل ثراء يصب في صالح هذا الوطن ، لو كانوا يعلمون .

الحديث بهذه الطريقة أصبح يثير الشكوك ولا يبعث علي الطمأننية أبدا ، رائحة العنف والكراهية تطل بوجهها القبيح علينا في كل حادثة طائفية ، الخطاب الصادر من الأكثرية يبعث علي القلق ، والذي بدأ العالم كله يشعر أيضا بذات الشعور .

السماح لهذا الخطاب المتدني من الأكثرية جريمة في حق الأنسانية قبل أن تكون في حق أبناء هذا الوطن من الأقباط ، هذا الخطاب الطائفي الذي لاينم سوي عن حقد دفين في عقول مريضة ، وهو بهذه المناسبة خطاب ترفضه الجماعة الوطنية المصرية ، والتي لا تري مستقبل لهذا الوطن سوي في وجود دولة مدنية حديثة يعيش عليها كل أبناء هذا الوطن بحرية وكرامة أنسانية ، ياسادة قالوها زمان " أصحاب العقول في نعيم " وأكررها علي مسامعكم ياليتكم تسمعون ، " الأقباط مش رقم ، هما أهل البلد .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :