د.مراد وهبه، هو أستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس ومؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد ويعتبر واحد من بين أكثر 500  شخصية شهيرة في العالم. من مواليد محافظة اسيوط ويتصادف اليوم عيد مولده فى  13 أكتوبر 1926 م. نال الدكتوراة من جامعة الأسكندرية. ورغم ذلك لم يستدعيه احد فى الجمعية التاسيسية للدستور ليستمع لرؤيته.

التقيته  فى مكتبه بمنزله بمصر الجديدة وسط الآلاف من الكتب فى مكتبته باللغة الانجليزية والفرنسية وقليل من العربية، لا يتابع الصحافة الا فى قراءة الأخبار فقط ...دار الحوار حول علاقة العَلمانية بالدين وهل العَلمانية مناقضة للاصولية وهل هناك فرق بينها وبين الليبرالية؟ وهل يملك العلمانيين مشروعا للنهضة؟وماهو مصير الأقليات والمراة فى ظل وجود حكم الاخوان؟ والى أين تتجه مصر فى ظل حكم الاخوان؟ وغيرها من الأسئلة...

 

بالنسبة لتعريفى لا يوجد التباس، تعريفى للعلمانية انتهيت اليه من أساسين: الأول: من نظرية كوبرنيكوس ودوران الارض حول الشمس فالبشرية ظلت لقرنين تعتقد ان الارض لا تتحرك وعندما اثبت كوبرنيكوس دوران الارض انزعجت السلطة الدينية. فهذا يعنى ان الانسان يتحرك ويتغير والتغيير يواكب التفكير النسبى، فمحكوم علينا ان يكون تفكيرنا نسبى  والعقل البشرى عاجز عن الوصول للحقيقة المطلقة وهذا يعنى ان الحقيقة ثابتة والحضارة تتطور وهذا تناقض اذن فالحقيقة لابد ان تكون متغيرة فما هو حقيقة اليوم غدا قد لا يكون وانتهيت الى عدم وجود حقيقة مطلقة.

الاساس الثانى: لغويا العَلمانية  جذرها من "عَلم" من العَالم وليس العلم والأصل اللاتينى أيضا يعنى "العالم" . العالم موجود ويتغير سواء توجد أديان أو لا توجد، لا يجب إدخال ما هو مطلق على العَلمانية  وبالتالى لا يوجد مزاحمة بين العَلمانية  والدين

 

الالتباس جاء من مسألة فصل الدين عن الدولة، وهذا الالتباس يعنى ان الدولة ليس لها علاقة بالدين لكن ماذا عن المتدينين لا يجب ان تستبعدهم.الدولة ترعى الكل ولا يجب ان تمتنع عن رعاية المواطنين. اذا قلت فصل الدين عن السياسة فهناك من يحب الاشتغال بالسياسة فلماذا تمنعه.

- متى يحدث التصادم بين العَلمانية  والدين؟

الدين يمر بثلاث مراحل الأولى الدين كايمان "مسألة شخصية"، الثانية: التعبير عن الايمان بالعقيدة من خلال  عدة بنود "علم الكلام او علم اللاهوت"، المرحلة الثالثة : فرض هذا المعتقد على المجتمع وهنا يحدث الصدام نتيجة فرض معتقد مطلق على مجتمع متعدد الاديان.

 

مصطلح الأصولية يعنى الالتزام بالمعتقد حرفيا بالعودة الى الأصول واذا وجدت اى نظرية علمية او سياسية تستبعد وفى هذه الحالة فانت تقصى جزء من التطور العلمى. الاصولى ليس من حقه ان يفرض رأيه فى مجال العلم والسياسة وتعريفى للعلمانية يمنع نزول الاصولية فى المجتمع ولا يضع تناقض بين العَلمانية  والدين ولكن بين العَلمانية  والأصولية.

 

فى نظريتى عن الديمقراطية، ارى انها تتكون من العَلمانية  والعقد الاجتماعى  والتنوير ثم الليبرالية. العَلمانية  تحصرك فى التفكير النسبى، والعقد الاجتماعى يمنعك من التأسيس الدينى للمجتمع والتنوير يحرر العقل من كل المعتقدات التى تمنعة من التطور والليبرالية تعنى ان سلطة الفرد اقوى من سلطة المجتمع، ولا يمكن ان تكون ليبراليا بدون ان تكون علمانيا والخلط بين العَلمانية  والليبرالية مضر.

 

لا يوجد اى حزب، فمثلا حزب المصريين الاحرار اين هو من الاربع الأشيا الخاصة بالديمقراطية؟ اذا كنت تريد ان تتحاشى العَلمانية  لعدم التصادم مع المجتمع فلا يمكن ان تكون علمانيا ضمنا وتصبح الاحزاب الليبرالية معزولة عن العَلمانية  فهنا يوجد التزييف

تابعت ثورة 25 يناير ، ومن قبل ان تحدث تابعت شباب كنت التقى به وجدته فى التحرير، الشباب استخدم "الفيس بوك" وهذا إبداع لانه استخدم منتج تكنولوجى راقى كان يستخدمة للنميمة وفطن انه يمكن استخدامه للتغيير الجذرى فى المجتمع لانه دعى لاسقاط النظام.

من 25 يناير حتى الساعة الواحدة ظهرا يوم الجمعة 28 يناير هذه ثورة الشباب بعد ذلك خرج الإخوان  من السجون واستولوا على الثورة ودفعوا الشباب للصدام مع الجيش، ثم تخلى الإخوان  وتصالحوا مع الجيش وتركوا الشباب بدون غطاء فى مواجهة الجيش منذ  يوم 28 يناير نحن فى ثورة مضادة حتى الان.الإخوان  هم القوى المانعة من الثورة.

فى كتاباتى قبل الثورة قلت أن الحزب الوطنى فرع من الإخوان ، فيوجد تفاهم خفى الان مع الحزب الوطنى لأن الجذر واحد.

 

بالطبع الثورة كان ينقصها فيلسوف، لذلك لم تأتى بنتيجة ايجابية

 

اذا كنت منعزل عن الناس فلماذا فصلنى السادات من الجامعة وكتب تقرير انى اخطر استاذ فى  الجامعة على الطلاب

 

بدون علمانية لا تطور، لان نقيضها الأصولية. 
 

لا يمكن، من ينادى بمشروع النهضة، النهضة جاءت بعد العصور الوسطى فاذا كان رئيس الجمهورية ينادى بمشروع للنهضة فهذا يعنى اننا نعيش فى العصور الوسطى فمشروع النهضة وهم وبلا مستقبل.

 

العَلمانية  لا يمكن فرضها، لابد من تغيير الذهنية بقناعة وليس بالفرض

 

النهضة مرتبطة بالعَلمانية ، فالعَلمانية  بداية الخروج من العصور الوسطى، اذا كان المثقف يدرك انه لكى يخرج من العصور الوسطى فلابد من تغيير ذهنة ليدخل فى النهضة ثم التنوير

العَلمانية  مرتبطة بالمثقفين، الاصولية الاسلامية خطفت المثقفين من الصعب ان تجد مثقفا علمانيا فبعضهم قد تحول لذلك من النتائج السلبية لضرب ثورة 25 يناير تفكك الدولة والمجتمع والفوضى التى نعيش فيها نتيجة اجهاض الثورة

 

انا منشغل اكثر بتأسيس تيار، لا يلفت نظرى المتحول هى مسألة خاصة به لا يمكن ان حكم عليه. سؤال لماذا نفشل فى تأسيس تيار علمانى؟ لان ليس لدينا جرأة عقلية على نقد التراث ، فالتراث يصل الى مستوى القداسة فيمتنع نقده وبالتالى لا يمكن عمل تغيير جذرى بالتالى تدعو الى العلمانيه.

من الممكن، أظن أن الإخوان  عندما تولوا الحكم ضعفت شعبيتهم

 

نحن الآن فى الصيف ، دورة السنة تتكون من الربيع ثم الشتاء ثم الخريف ثم الصيف وتنتهى الدورة . الثورة تحتضر الان فليس لدينا غير البلطجية

 

الاقليات مهددة، لأنك تفرض معتقد مطلق على المجتمع، وملزم ان يقصى اى مطلق آخر

لن يقدر، والا لن يكون اصوليا، هذا وهم، اذكرك بما يحدث فى سيناء فمنازل الاقباط محصنة بالدبابات

 

تعس، وتصل الى الحضيض وتتلاشى كامراة

 

نعم، لاننا مقدمين على هوية أصولية والهوية المصرية تندثر

-هل استدعاك احد لجلسة استماع فى جمعية الدستور؟ 

لا احد استدعانى، انا غير مطلوب !!

 

المادة الثانية هى أصل الخلاف، الخلاف الان مصطنع بين مبادئ وأحكام الشريعة فكلهم تحت بند الشريعة..الشريعة معتقد مطلق مطلوب تطبيقه فى المجتمع

 

هذا مؤقت، فالاصل هو تطبيق الشريعة، الامر مراحل ومؤجل حتى يصلو الى الاحكام فى النهاية حتى يتدرب الشعب.

تتوقف على  تسريع الوعى، رفع الوعى يقصر من الفترة الزمنية. التطور لا يرحم، فمن يقف ضده سينتهى وهناك نهاية للاخوان.

 

الحكم صعب . الامر متروك للشعب ويجب ان يحدث لهم افاقة فالإخوان  خدروا الشعب

 

تابعت هذه المسالة منذ الاعتداء على برجى التجارة ، ودعيت لمؤتمر فى ولاية بوسطن فى ديسمبر 2001، ما حدث ان تكلفة مقاومة الارهاب مكلفة جدا، والدول التى تقاوم الارهاب لديها ازمة اقتصادية، الشرط الاساسى ان توقف الارهاب ان تقرر عمل مقايضة مع الارهابيين بدلا من ان تقتلهم ويقتلوك.الغرب سمح لهم بالرجوع الى بلادهم وعمل المراجعات الفقهية وتولو الحكم  وارتضت امريكا بذلك. عندما وصلوا للحكم افسدو الاتفاق لان ذهنهم لم يتغير، لانه عاد مرة اخرى ليطبق المعتقد، فبدأ الغرب يطارد الارهابيين واصبح هناك ازمة بين الإخوان  والغرب. ليس مجرد صفقه لكن واحد يريد الراحة، وآخر  بدلا من يقتل يأخذ الحكم

 

اهم شئ لدى اسرائيل الامن الحضارى وليس الأديان، ان تصبح امنة وغير مهددة. 

 

هذه هى القضية، وهى واضحة فى التطور الحادث فى سيناء لأنه يقحم اسرائيل ويقحم الجيش المصرى ويحدث ما لا نتمناه وهذا يؤكد فكرتى ان الامن الحضارى اهم من الامن العسكرى

 

لا يمكن، المعركة فى سوريا يصعب حسمها فالاسد فى صراع مع الإخوان  ، هل أوربا وامريكا قادرة على خلع الاسد وترك البلاد كلها للاخوان ؟ ولا  تنسى أن دول الخليج ضد الإخوان.

السعى نحو التوريث هو السبب،  لكن المسألة اعمق من ذلك، الناس لا ترى حقيقة المسألة، الحقيقة ان الجيش المصرى جيش وطنى اى ملزم بالدفاع عن الارض فى مواجهة عدو خارجى . الإخوان  مفهوم الحرب عندهم دائم الى الابد الى ان يتمكنوا من كوكب الارض. اذن قرار الحرب سيكون فى يد الإخوان  عندما يتولو السلطة فى هذ الحالة يصبح  الجيش المصرى اصولى.

 

هذا تطور ايجابى مهم جدا ، وانا سعيد أن يحدث هذا

 

الرؤية صعبة، التاريخ يقول ان التطور لا يرحم، اذا وقفت ضد التطور تنقرض.اتذكر محاميا قام بانشاء جمعية باسم المنقرضين ووضع شرط دخولها ان يعترف العضو انه "منقرض"!!

 

نحن نفعل ذلك، نفرغ التكنولوجيا من القيم الحضارية، فنشترى الادوات الكهربائية ونطالب المراة ان تجلس فى البيت رغم انها اخترعت لتساعد المراة فى العمل خارج المنزل.