الأقباط متحدون | طائر النهضة الحزين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الاثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

طائر النهضة الحزين

الاثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ - ٢٥: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سامي فؤاد
لم يفكر سوى في نفسه وجماعته فقط، عندما وقف يصرخ "أنا الرئيس أنا الرئيس.
. خافوا مني يابلد".. لم يقلها حرفيًّا.. ولكنها فهمت من سياق إعلانه الذي يجب أن يتخلص فورًا مِمَن من أشاروا عليه به؛ لأنه لو "هندستَ الكلام يا أستاذ الهندسة"؛ لأدركت قبل أن تقول لمَن تقول، وماذا تقول، وفي أي توقيت تقول؛ لأنه رغم أن من صاغ الإعلان حاول أن يغلفه ببنود تخيل أنها ستلهب مشاعر الجماهير، وتلهيهم عن باقي البنود، وفي الوقت ذاته تكون أداة لمواجهة النخبة السياسية، وأساتذة القانون، وفقهاء الدستور في مصر، بإحراجهم، والترويج في الشارع أنهم يدافعون عن النائب العام بما عليه من علامات استفهام، وأنهم يحمون رموز النظام القديم.

لكن الشارع أذكى من هذا، وما يؤيده جماعتك قبل أن يعرفوه، يرفضه الشارع قبل النخبة بعد أن يفرزوه، ولكن دعنا نذهب معك إلى إعادة المحاكمات لرموز النظام السابق، ولكل من تلطخت يداه بالدم، ولنبدأ فورًا..

ولكن قبل أن نبدأ.. هل لنا أن نطلب منك أن تنظر في يديك أنت وجماعتك عندما صرخ الشارع "يسقط يسقط حكم العسكر".. وخرجتم مؤيدين، وقلتم "الجيش خط أحمر" في خلط واضح ومتعمد، ثم كرمت من ضاعت الأدلة بتهاونهم وتخاذلهم وعدم حفاظهم عليها؟

واليوم بما أحدثته من انقسام وإلهاب للمشاعر، ولم تفكر لحظة في أن مصر بعد 25 يناير لم توافق على وثيقة السلمي، وأن مصر حدثت بها موجة غضب ثانية في نوفمبر 2011؛ رفضًا لتمرير قرارات تعلي من شأن مؤسسة أو فرد على الوطن.

إن الأرض التي سالت عليها الدماء، والعيون التي ذهبت فداء للحرية والديمقراطية، لن تقبل ديكتاتورًا للحظات، وليس لشهرين، بعد كل هذا ألا تتحمل أنتَ أيضًا ما عرَّضت له الوطن من دماء، وبدلاً من أن تخرج بخطاب يطمئن الشارع، بعد اندلاع أحداث شارع محمد محمود، خرجت بعد الأبواق بتصريحات منفرة وضعت القوي الثورية في صف واحد مع الفلول، "اللفظ" الذي زاد استخدامه معكم هذه الأيام، وكأن كل من لا يرضى صاغرًا يُصبح "فلول"، بل أصبحنا نسمع من محبيكم تصنيفات للمجتمع الليبرالية، الاشتراكية، والعلمانية، وكأنكم نسيتم شعارات الميدان، بل ونسى أصحاب التصنيف والفرز والإقصاء أنه لولا هؤلاء لكان الكثير منهم مازال يقضي أيامه في محبسه. وبدلاً من أن تخرج بخطاب يلم الشمل ويطمئن النفوس، حتى ولو حقنًا للدماء ومنعًا لصراع مؤيديك مع معارضي قراراتك، خرجت لتلقي خطابك على جماعتك أمام قصر الاتحادية، وكأن الوطن اختزل فيهم، وأصبحوا هم الوطن، وما يرضون به يرضاه الجميع.

السيد الرئيس الرجال يُعرفون بالحق, وليس الحق يُعرف بالرجال، ولسنا بصدد الدفاع عن النائب العام أو غيره، فمصر وسلامتها فوق الجميع، ولكن لا يقبل الحق لو يراد به باطل، خاصة لو كان الكيل قد طفح! فأين وعودك ونهضتك؟ وماذا قدمت لكي تأخذ؟ بل أطفأت النار ببنزين! ففي وقت تبكي مصر أبناءها في أسيوط، وجنودها في رفح، وتسيل الدماء في أرجائها، وتخدش تلال القمامة حياءها وبريقها، وتلوث بقع الزيت نيلها، وكأن وعد المائة يوم كان بزيادة همومها، فالأيام غير كافية لتحقيق الوعود، ومشروع النهضة لم نستوعبه، وبالغ فيه الإعلام، ووعودكم بالمشاركة لا بالمغالبة نتجاوزها، فكيف لنا أن ننسى كل هذا ونثق في وعد بديكتاتور مؤقت؟!

وإن كان الغرض هو تحصين اللجنة التأسسية فأي لجنة وقد انفض من حولها الجميع؟ وانفض من حولك الكثير؟ والآن.. كل ما نتمناه أن يتذكر الرئيس أن مصر لن ترضى إلا بالحرية والديمقراطية، فقد تعيش أيامًا وسنواتٍ عليلة، ولكن لن تقبل أو يقبل أبناؤها أن تعيش ولو للحظات ذليلة، وإن فكرة الديكتاتور ليست حلاًّ "شاطر"، ومَن تغطى بالديكتاتورية "عريان"!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :