الأقباط متحدون | رجل دين !!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٢ | الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٤ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٣ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

رجل دين !!!

الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢ - ٣٤: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس أيمن لويس

 هذه الكلمة التى تعودتُ عند سماعها . أن يملآ قلبى أحساس خاص وشعور غريب  ، يجمع  بين الرهبة والتقدير ، والاحترام والاكرام ، فهى  كلمة ، لها قيمتها وقدسياتها . هذا ما تشبعت به من خلال ثقافتى الدينية       


والاجتماعية . ولهذا اجلس امام الفضائيات هذه الايام ، مندهشاَ مذهولاَ متعجباَ مفكراَ متأملاَ . حيث أصبح من أهم برامج التوك شو وانجحها  واكثرها مشاهدة ، هى التى تتناول الموضوعات الدينية الخالية من الروحانية ، كما اصبح نجوم الشاشات هم يسمونهم رجال الدين !!، فهم الضيوف الدائمين . وما شد أنتباهى ، وسبب أندهاشى  و و و  ..الخ . هى الصفات التى يظهر بها هؤلاء الملقبون برجال الدين سواء ، دعاة أو وعاظ أو شيوخ أو فقهاء . فهم دائماَ فى حالة من الهياج والغضب ، لغتهم خشنة ، وأحياناَ الفاظهم نابية ، وكلما زادت مظاهر تدينهم كلما أشتدت غلظتهم وعلت نبرتهم ، وتجاوزوا حدود اللياقة . وهم يعتدون على الاخرين معتبرين أن تدينهم يعطيهم الحق فى الخوض فى الاعراض ومحاكمة تصرفات الاخرين بما يسمى شرع الله ، ونراهم يتحدثون بتعالى وأستعلاء , وهم من المعاصى ليسوا أبرياء . وحديثهم لا يخرج عن موضوع من أثنين ، الاول المرأة بكل ما فيها ، فهى محور حديثهم واهتمامهم  . والثانى تكفيرالاخر ، والتربص به للنيل منه . كما أن السخرية التى تصل لحد المسخرة أحيانا هى أسلوب حديثهم ، ويصل الامر لحد اللامعقول حتى أنهم يكذبون ولا يخجلون مما يفعلون ويقولون . والمؤسف أنهم لايدرون أنهم من يسيؤن لدينهم بينما هم يتشدقون بالدفاع عنه . نصبوا أنفسهم وكلاء الله والمتحدثون عنه ،  هم قضاته وحكامه على العباد ، وهم أيضاَ الجلاد ومنفذ الاحكام . ولكنهم فى ذات الوقت منذهون عن الحساب ، نراهم يتحدثون عن الرحمان وتخلوا الرحمة من أقولهم وافعالهم ، متحيزون متعصبون لايعرفون للعدل طريق, لكنهم يرفعون العدل شعار .
 
فهل من الرحمة زواج طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات لم تصل بعد لسن المحيض ؟!!  . وهل من العدل التزرع بالشرع ليكون وسيلة للانقضاض على حقوق الاخر ؟!! . رافضين سنة التنوع التى فطرت عليها البشرية .
 
    فما تعلمت عن رجل الدين وأستقر فى وجدانى ، أنه لا يصيح ولا يسمع صوته ، يتحدث بهدؤ وصوت خفيض وتواضع ، يجمع ولا يفرق ، يبنى ولا يهدم ، يُصلح ويصالح ولا يعادى ولا يخاصم ، وأذا شُتم لم يشتم عوضاَ ، وأذا تألم لايهدد بوعيد أو انتقام ، لسانه يبارك ولا يلعن ، يترفع عن البغضى  فيغفر الاساءة لمن يسىء أليه ، تشغله الروحانيات و لايهتم بالدونياويات ، يذهد فى متع الحياة ومتعته التقرب إلى الله ، لايعتدى على الاخرين ، لابقول ولا بفعل ، يسعى للخير للجميع ولا يدبر للشر ، يتأذى لألام الاخرين حتى لمن لايتفق معه فى الدين أو الملة ، ولايشمت فى مصائب الاخرين ، يلجاء إليه الضعيف فيتقوى ، ويسعى لأنصاف المظلوم ، ويفرج كرب الملكوم ، يستر ولايفضح ، يؤدى واجباته أكثر مما يطلب من حقوقه .... الخ .
 
وبعد كل ما قلت ، يسألنى قارىء .. من أين لك هذه الصفات لرجل الدين ؟ أقول .. هذا ما علمنى إياه كتابى المقدس ، وهو جزء وليس كل ، ولأنه كثير أكتفى بأن أذكر منه هذا المقطع ، الذى يلخص جوهر عمل رجل الدين ، أن يكون رجل محبة ، ولا يقدر أحد أن يعطى المحبه إن لم تسكن المحبه فى قلبه  . فأول أيه واصغر أية يتعلمها المسيحى "الله محبه" ، ويقول أيضاَ فى الكتاب المقدس (إن قال أحد :"إنى أُحب الله" وأبغض أخاه ، فهو كاذب . لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره ، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره ؟ . ولنا هذه الوصية منه : أن من يحب الله يحب أخاه أيضاَ) . (1يو21،20:4) ، والاخوه المقصودة  ليست أخوة الجسد أو الدين ، بل الاخوه فى البشرية ، ويشرح لنا بولس الرسول كيفية المحبة قائلاَ : "إن أطعمت كل أموالى ، وإن سلمت جسدى حتى أحترق ، ولكن ليس لى محبه ، فلا أنتفع شيئاَ . المحبه تتأنى وترفق . المحبه لا تحسد . المحبة لا تتفاخر ، ولا تنتفخ ، ولا تقبح ، ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد ، ولا تظن السؤ ، ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق ، وتحتمل كل شىء ، وتصدق كل شىء ، وترجو كل شىء ، وتصبر على كل شىء . . !!! .
 
     صلوا لأجلنا حتى ننجح فى جهادنا وسعينا لنحيا بوصايا كتابنا المقدس .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :