الأقباط متحدون | يعقوب الراعي وحظيرة بيت لحم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٢٤ | الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ٧كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٧٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

يعقوب الراعي وحظيرة بيت لحم

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ - ١٣: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 عساسي عبدالحميد
كنا خارج بيت لحم مع قطعاننا عندما أبرقت السماء وأرعدت في تلك الليلة، فهرعنا لتجميع قطعاننا قصد العودة للحظيرة، لأن الرعود المزمجرة غالبا ما تتبعها سيول جارفة وأمطار منهمرة ولهذا كان حريا بنا أن نسرع لحظيرة بيت لحم في تلك الليلة، وكانت الأيام الماضية قد شهدت توافد العديد من الشعب نحو بيت لحم كما أمر القيصرأغسطيس، جائوا جميعا من كل محكوميات روما قصد الاكتتاب و عد الأنفس من الجليل ودمشق و أنطاكية و بيروت ومصر وأفسس ..... كانت بيت لحم تعج بالناس الى درجة لم يجد العديد منهم مكانا للمبيت فنصبوا الخيام بالطرق والساحات وهناك من ذهب للنوم في الحظيرة...

وعلمت أنه بالحظيرة امرأة اسمها مريم جائت من الناصرة وقد وضعت مولودا فأشعلنا سراجا وحملنا لها أرغفة وأجبانا لكي تذر الحليب لصغيرها، اقتربنا نحوها بهدوء وتحلقنا نحن الرعاة حولها وحول المولود، كانت أحاسيسنا تزداد وتتوقد كأشعلة الشموع المزدانة ليلة فصح مجيد وكانت دهشتنا تفيض كخمرة معتقة ونحن ننظر للطفل المقمط بالمذود بفرح غريب....

بعد مرور سنين عديدة علمت أن ذلك الطفل الذي ازداد بحظيرة بيت لحم قد صار نبيا باليهودية و قد رأيته مرارا واعظا تلتف حوله الجموع كما التففنا حوله نحن الرعاة في تلك الليلة بحظيرة بيت لحم،فكان يتحدث عن أنوار السماء المتوهجة و عن الرعاة العائدين وهم يرددون أغنية المساء وكان يحث الشعب على التوبة التي تصنع منا خليقة جديدة فنصفح عن ظالمينا و نبارك لاعنينا و عن الايمان الحق الذي يجعلنا نطرد الأسقام و العلل بلمسة حانية ونظرة شافية..... كان الناصري اطلالة ربيع أشواقنا المفعم بأريج الورد و الياسمين والمترنم مع كركرة جداولنا الحالمة...كان كلامه كالكرم المثقل و كغلال الصيف المباركة ......،

نعم هو بالذات يسوع ذالك المقمط بمذود في حظيرتنا قد أرسل اليوم تلاميذ من عامة الناس الى كل الأمم ليوصلوا اليهم حرارة الكلمة.... مرت سنين عديدة وما زالت تنابيني ذكرى يسوع الطفل بحظيرة بيت لحم وذكرى أمه مريم النورانية فيروادني الحنين الجارف لتك الليلة لأقصد ذلك المكان وعندما أطيل النظر بالمذود و جنبات حظيرة بيت لحم أتذكر والدي الراحل المنعمة روحه في العلياء والمصونة دوما في حرز الحياة، كان والدي يردد دوما نبوءة ميخا.... (....أتيت الي في بيت لحم فجعلته بيت الخبز السماوي.... من يأكل منك لا يجوع ... ومن يشرب من حبك لن يعطش أبدا.... وهبت شعبك سلامك الفائق .... قطعت خيلهم من وسطهم و أبدت مراكبهم .... اذ صرت لهم سور سماي يحفظهم ... قطعت كل سحر و عيافة... اذ كشفت لهم أسرار سماواتك... يالك من راع الهي عجيب.....)




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :