جديد الموقع
من أكل التفاحة ؟
بقلم سامي فؤاد
وسط الزحام والضجيج بين صراعات الحياة التي تنوعت بين صراع علي الأرض والموارد صراع عقائد وأجناس والوان صراع تنوعت أشكاله وأسبابه ولكنه في النهاية صراع ، ماهذه الحياة؟ وكيف يراها ملايين البشر كلاً بعينه ورؤيته ، كيف يراها القادة والرؤساء وكيف يراها صناع الحرب وطالبي السلام كيف يراها المتشددين وكيف يراها المعتدلين وهل تختلف النظرة للحياة بين الغني والفقير ، السليم المعافي والعليل اسئلة إجابتها اسئلة وقياساتها مختلفة ومتنوعة تشكلها البيئة والعقائد والثقافات وأدوات كثيرة بل الحالة المزاجية لشخص واحد قد تغير نظرته في اليوم الواحد للحياة فهي جميلة وردية في حالات الصفا ، وكئيبة مؤلمة لحظات حزنه ، وهي للمتشدد ديار كفر وابتلاء لا تعينه علي حسم صراعه الداخلي مع غرائزة ورغباته بل كل ما فيها يتحرك لغوايته وغواية من مثله ودوره تحريرها وقتال مشركيها ،ملايين الرؤي والنظرات ودعنا نقول أن لكل إنسان أن يري الحياة ويري البشر كما يريد ولكن الذي ليس من حقه أن يفرض رؤيته علي أحد أن يحارب المجتمع تعصباً لفكره ورؤيته يحق له أن لا يقضم قضمة من التفاحة لكن ليس من حقه أن يمنع الأخرين وأقصد بالتفاحة هنا الحياة كلها ، فطالما لك الحق أن تري الحياة بحسب رؤيتك فيحق لي أن اراها هكذا ، أن أراها أختبار لأبناء واحفاد ادم ، وكما توافرت لأدم الأول حرية الاختيار بين أن يأكل ويطرد من الفردوس أو لا يأكل ويبقي وكان له الأختيار والمصير، أفلا يحق لأبناءوة حرية أختيار ما يعتقدوا وما يعتنقوا حتي لو كان هذا سبباً لأن يمنعوا ويحرموا من ان يكونوا جوارك في جنة وفردوس معتقدك ، فقد يروا فيما يعتنقوا جنات وفراديس أنت أيضا ستحرم منها ، وإذا استسلمنا لصراع المؤجلات هذا لن ننتهي ولن يتلاقي البشر لأنه صراع القياس فيه مصير ، أنت تراه في النار وهو يراك كذلك فليحسم الأمر بأن يكون هنيئاً لك بجنتك ولا تحزن لأجله دعه لمصيره ، لأن صراع العقائد دائم ومتجدد فما يلبث أن ينتهي بين عقيدة واخري حتي يبدء في صراع بين ابناء العقيدة الواحدة ومذاهبها المختلفة ، وهناك دائما من البشر من يسعي إلي الشقاء وتحويل أجمل ما في الأديان من دعوات للسلام والحب والسمو بالأخلاق إلي صراعات من أجل الله ومن أجل الدين فتتحول المجتمعات إلي ديار حرب وتتعقد بساطة الفكرة وسموها إلي مذاهب ومدارس تصبغ بصبغات واغراض شخصية كثيرا ما كنت بعيده كل البعد عن ما نشئت وسميت باسمه وهو الدين ، ولهذا كانت الجنة تباع في عصور الظلام في أوربا وقتل علماء وأدباء وحاكموا جالليلو باسم الهرطقة ودارت حروب مقدسة باسم الصليب وحرم البسطاء والمعتدلين أن يقولوا أن المسيح يصرخ في وجوهكم \" طوبي لصانعي السلام \" . ثم قتل فرج فودة وقتل الرئيس السادات وكاد نجيب محفوظ ان يقتل ثم رأينا من بين القتلة من يقول قتلنا تأولاً وكم من دماء سفكت وأبرياء قتلوا تأولاً ، قاتل ومقتول باسم الدين والدين منهم بريء بل يصرخ في وجوهم \" إنك لا تهدي من احببت لكن الله يهدي من يشاء \" . بل كثيرا ممن قتلوا كانوا ابرياء غرربهم وتم تحفيزهم لنصرة الله والدين ، ودائماً للصراع تجارة ومتربحيه والتشنج والتشدد ساحتهم وتجارتهم الرائجة ، لأنه لو ظل استخدام الدين في صراعتنا ومنافستنا السياسية والحياتية الأخري سيقتل كل يوم العديد بفتوي تكفير، بل ومن يستخدم الشعارات الدينية اليوم كاداة تميزة عن الأخريين أو كأداة في أدوات منافسته السياسية ودعايته الإنتخابية قد تستخدم ضده نفس الأداة غداً من من هم أكثر منه غلواً وتشدداً ، ومن الأمثلة القريبة عندما حاول البعض من جماعة الأخوان المسلمين والسلفين تحويل الخلاف علي الأستفتاء الدستوري الحالي علي خلاف بين الشرعية والشريعة ورافضي الشرعية والشريعة من الليبراليين والعلمانيين رغم علمهم ويقينهم إنهه مجرد خلاف سياسي ، نجد أن هناك من خرج من الجماعة السلفية الجهادية ليضع الأخوان والسلفيين في موضع ليس ببعيد عن الليبراليين والعلمانيين معللا ذلك بأن الإنتخابات من حيث المبدأ محرمة وطريق الإنتخابات والديموقراطية طريق مسدود ولا يأتي إلا بنتائج شركية (راجع : الحَصَادُ المُرّ للإخْوَان والسّلَفِيّين بقلم / أحمد عشوش ) . إذا لتكن التفاحة أمام الجميع وليبقي الكل حر في اختياره بان يقضمها أو لا يقضمها كلاً ً حر في مصيره بما لا يضر الآخريين ولا يتعارض مع المجتمع الذي يعيش فيه وليكن سلوكه واخلاقه هي اولي وسائل دعوته وليس يده او سلاحه .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :