الأقباط متحدون | سينتهي كل شيء مؤلم ذات يوم!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٤ | السبت ١٩ يناير ٢٠١٣ | ١١ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠١٠ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

سينتهي كل شيء مؤلم ذات يوم!

السبت ١٩ يناير ٢٠١٣ - ٥١: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نوري إيشوع

من وراء القفار، ينطلق ذئب برفقته،  كلب و حمار، من بين الأدغال، يهرول فيل و تزحف أفعى و يكبّر رافع راية سفاح مغوار، حامل بيده اليسار لغز و طلاسم سحّار و في اليد اليمين رشاش قتل و سيف قاطع للرقاب كمنشار.
 
 من بين أكوام القمامة تظهر هامات أشباه الرجال، وجوه غريبة، مغبرة ورؤوس عفنة يعلو كل منها عمامة قذف و شتم و تدمير أمصار، قادمة كأشباح من أوديةِ النسيان، أبو ذباح، أبو سواح، أبو ساطور و أبو سفيان، أسماء و وجوه تثير الإشمئزاز و يتجنب رؤيتها كل الأحرار،  تحمل في عقولها عجائب و أفكار!
من قبور الظلمة، ثار قتلة الكلمة،  سلبوا الطفولة أحلام الغد و حبسوا في قماقم حقدهم هبوب النسمة، أنفاسهم دخان ملوث بسموم، حرقوا التاريخ،  ذبحوا على عتبة جهلهم مصادر المعرفة و كتموا أنفاس العلوم. قوانينهم، سوط للجلد و سيف للحد بقطع الرأس و اليد، محبتهم، حجارة للرجم و موسيقاهم صرخات إمرأة ترقص إلماً على إيقاعات و ضربات شرطي في هيئة عدالة اللاعدالة، ليعلمها بسوطه الحارق كيف تقبر بيدها الغد، و يرشدها أن تكون عمياء لا ترى و لا تُرى، لانها عوراء و لا تصلح إلا أن تكون مصدر متعة و حاضنة أجنة و خادمة تمتثل لتلبية حاجات السيد متى شاء و شذْ!
 
من جحور أعداء الإنسانية،  بدأت غزوات الدمار فنشروا الرعب بين الآمنين و جعلوا حتى وحوش الغابة من بشاعة أفعالهم تحتار،  دمروا الحضارة،  خربوا الديار، سرقوا المدنية،  زرعوا في كل زوايا الوطن الآلام و الأخطار و أغتالوا كل المصلحين و الأخيار!
رغم القتل و الألم و الدمعة و الحزن،  رغم الخراب و تدمير وطن، رغم خسوف الشمس حزناً على طفل جائع و أمرأة مرتعبة من نهار الظلمة، رغم بكاء رجل طاعن في السن على سلبه ذكرياته الجميلة و هو يسير بخطى بطيئة نحو النهاية المحتومة، رغم إصفرار جنائن الورود و الياسمين!
 
 سوف تشرق الشمس و تنثر دفئها على القلوب البائسة  فتبعث بها الأمل و تعلو هامات الوطن بالجد و العمل. في الغد، تشرق شمس الحرية على أبناء الوطن فتمسح الدمعة عن عيون الأطفال الحزانى،  تلقي بظلال الطمأنينة على النساء اللواتي عشن مرارة الوحدة و الخوف و البرد.
 
 غدأ سينتهي كل شيء مؤلم  و تنهمر رحمة السماء على الصالحين و الأبرار،  يهطل غيث الخير و البركة على التراب المقدس فيلبس ثوبا أخضراً، إيذانا بقدوم حمامة السلام لتعلن بشارة الخلاص لكل الناس بعد إندحار الشر و الأشرار و هروبهم الى أقبية إلههم المخادع، الجبار.
 سينتهي كل شيء مؤلمٍ ذات يومٍ، ينتحر الذئب و الكلب و الحمار،  يموت الفيل و يلجأ الأفعى الى الجحور و يتلاشى المقاتل حامل راية الأشرار، فتبتسم الديار لأصحاب الدار، ضحكة و نغمة و إشراقة  شمس الشرق على كل الشرفاء و الأخيار!

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :