الأقباط متحدون | الناس كفرت بالدين !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢٣ | الثلاثاء ٥ فبراير ٢٠١٣ | ٢٨ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٧ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

الناس كفرت بالدين !!

الثلاثاء ٥ فبراير ٢٠١٣ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : القس أيمن لويس
سمعت هذه الجملة من كثيرين الايام الماضية ، وطبعا السبب معروف !! ، فما نراه وما نسمعه من المتحدثين باسم الدين ، وما يعرض علينا من بضاعة ومحتوى ، جعل كثيرين يكرهون سماع اى شىء عن الدين ، بل وصل الامر ان بعض من الناس يخافون من سماع اى شىء يتعلق بهذا الدين الذى يتحدثون عنه ، والذى يتحدثون بإسمه ، إن الامر بحق يستحق التفكير ، هل هذا هو الدين الذى صنعه الله ؟!! وهل هذا هو كلام الله ؟!!! .  عزيزى القارىء اصرحك القول اننى كثيراَ ما افكر فى هذا الامر وعلى هذا النحو . واعلم ان موضوع الدين قتل بحثاَ من المفكرين والفلاسفه حتى وصل بالبعض منهم ، لرفض الدين وتمادى البعض حتى وصل الامر بالتشكيك فى وجود الله أصلاَ ، وهذا الفكر منتشر فى الغرب انتشار النار فى الهشيم ، وكان السبب تشدد الكنيسة وتطرفها والمغالاة فى الامور الدينية فى حقبة معروفة من التاريخ .
 
اتذكر كل هذا وانا ارى تشدد المتدينين وغطرستهم ورغبتهم المحمومه فى التحكم والسيطرة والاستحواذ على الناس بالاستحواذ على السلطة لفرض قيود على العباد ، إن التاريخ يعيد نفسه ها قوم يجلسون انفسهم على كرسى الالوهية يحرمون ويحللون بما يساير هواهم بغطاء دينى يسمونه الشرع !! . يدينون الناس ويأمرون بغلظه ، يسمونه الامر بالمعروف ، ويرهبون العباد للسمع والطاعة . لكم يقول كتابى "ويل لكم أيها القادة الجهال والعميان والمراؤون! لأنكم تشبهون قبور مبيضة تظهر من خارج جميلة ، وهى من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة . هكذا أنتم أيضاَ : من خارج تظهرون للناس أبرار ، ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثم"(مت27:23-29) . قال الرب لأرميا "بالكذب يتنبأ الانبياء بأسمى . لم أرسلهم ، ولا أمرتهم ، ولاكلمتهم. برؤيا كاذبة وعرافة وباطل ومكر قلوبهم هم يتنبأون لكم "(أر14:14) .   
 
أتذكر مشهد يوم كنا مجتمعين فى احدى اللقاءات للحوار الدينى ، وفى وسط الحوار المحتدم وقف نفر من الحضور صارخاَ فى وجه علماء الدين قائلاَ "أنتم يامن تتحدثون عن الدين أنتم سبب المشكله وتعب الناس ، صدعتم أدمغتنا بمعتقداتكم ، زهقتونا ، سيبوا الناس تعيش فى هدوء... الخ " وعلى ما يبدو أنه كان واحدا من اللادينيين ، لكن كلامه فى الحقيقة يحمل جزء من الحق ، فكم من تقاتل وحروب حدثت بسبب وبأسم الدين ، وكم من بيوت خربت وأكتست بالحزن ، وكم من ارامل ترملت وكم من جرائم ارتكبت وترتكب بأسم الدين ،وكم وكم ... ألخ .
 
ولأننى ثابت الايمان راسخ العقيدة عارف بقدر من وصاياه وكلامه وأحكام شريعته ، بحسب الكتاب الذى أأمن به (الكتاب المقدس) ، الذى به عرفت الله فى ذاته ، واختبرته فى حياتى ، عرفته ليس كما عرفه هؤلاء  ، فقد قال الله فى كتابه الذى اتعبد به " إن كان أحد فيكم يظن أنه دين ، وهو ليس يلجم لسانه ، بل يخدع قلبه ، فديانة هذا باطلة .الديانة الطاهرة النقيه عند الله الاب هى هذه : افتقاد اليتامى والارامل فى ضيقتهم ، وحفظ الانسان نفسه من الدنس الذى فى العالم . " (يع27،26:1) ، هذا هو الدين الذى اعتنقه يطلب النقاء والطهارة والعفة ، كما يأمر بفعل الخير لجميع الناس  "اطلبوا الخير لا الشر لكى تحيوا ، فعلى هذا يكون الرب إله الجنود معكم ، ابغضوا الشر ، واحبوا الخير ، وثبتوا الحق فى الباب "(عا15،14:5) ، "قد أخبرك أيها الانسان ما هو صالح ، وماذا يطلبه منك الرب ، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة ، وتسلك متواضعاَ مع إلهك"(مى8:6 ) . هذا هو الدين الذى اعرفه والذى تعلمته ، لا يطلب فعل الخير فقط ، بل يطلب ايضاَ التمسك بالحق ، قول الحق ، وتصديق الحق وعمل الحق حتى لوكان التمسك به قد يعرضنى لخسارة وعدم مكاسب دنيوية .
 
"تعرفون الحق والحق يحرركم" (يو32:8) . انه دين يصنع مٌصالحه للأنسان مع الهه ومع نفسه ومع الاخر "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه ، فبالأولى كثيراَ ونحن مصالحون نخلص بحياته! . وليس ذلك فقط ، بل نفتخر أيضاَ بالله بربنا يسوع المسيح ، الذى نلنا به الان المصالحة "(رو11،10:5) ، هذه المصالحة هى مصدر أنتاج الشعور بالسلام الداخلى الذى منه تظهر ثمار المحبة للجميع والمودة الاخوية لتكوين مجتمع سوى مترابط تسوده العدالة الاجتماعية ، الدين الذى اعرفه يعلمنى ، "لاتدينوا لكى لا تدانوا"(مت1:7) فهو يحترم حرية الفرد ، من خلال منظومة القيم والقوانين التى يتفق عليها المجتمع ويشرف على تطبيقها نظام أدارى(رو13) .
 
أنه رساله سلام ووئام ،لاحرب وخصام ، فيقول الكتاب المقدس "من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا : من لذاتكم المحاربه فى أعضائكم؟ تشتهون ولستم تملكون . تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا . تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون ، لأنكم لا تطلبون .تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون ردياَ لكى تنفقوا فى لذاتكم"(يع1:4-3) .  
 
فى الدين الذى اعرفة الكثير من الجمال ، ولكن اهم ما فية لمن لا يعرف ، انه لم يأتى كأى دين ، فليس هو مجموعة من الطقوس العبادية أو مجرد نظم واحكام تعلن عن اله قاسى متربص بالعباد ، يستغلها مرضى النفوس والعقول السادية . انه يغير الطبائع ويروض النفوس ، لذلك جاء المسيح نبى ليس كسائر الانبياء ، فهوالوحيد الذى لم ينخسه الشيطان وهو الذى لم يعرف الخطية ، ومن هذا الذى لم يفعل خطية سوى الله !!!. وجاء ملك ليس كسائر الملوك ، جاء ليملك على القلوب ، ليملك روحياَ وليس جسدياَ ، قائلاَ "مملكتى ليست من هذا العالم" فلم تشغلة الثروات ورافضاَ للسلطة (يو15،14:6) . وجاء كاهناَ يقدم نفسه ذبيحة عن خطايا البشر .
 
عزيزى .. الله محبة ، ورحمة ، وسلام ، فلا تجعل احداَ يشوة صورته فى داخلك ، أدعوك لتتعرف على هذا الدين .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :