على يا عوض
قلم : حنا المقدس
لا أعرف الخلفية التاريخية للإسم " على عوض " الذى كنا ونحن صغار نطلقه على سائقى الحنطور والعربة الكارو والسادة العربجية فى محاولة لإغاظتهم لدرجه أنهم يشتمون كل من أطلقه عليهم " يا على عوض " ويصل الأمر إلى النزول من الحنطور والجرى وراء الأطفال الأشقياء بالكرباج حيث أنهم يرفضون كلمة "على عوض " ، رغم أنه مجرد إسم لا يدل على أى شىء سلبى وكذلك ونحن صغار كنا عندما نرى شخصاً مريضاً عقلياً أو مجنوناً يسير فى الطريق نضع صباع السبابه ونحركه فوق أنوفنا معتقدين أن هذا يهيج هؤلاء المجانين فيجرون وراءنا محاولين الفتك بنا وكانت المتعة الكبيرة لنا فى ذلك هو الضحك المتواصل على العربجى عندما يثار من " على عوض " والمريض عقلياً عندما ينفعل كلما حركنا صباع السبابه فوق الأنف !!!
وفى هذه الايام العصيبة التى تمر بها بلادنا ظهر قناع ولبس عادى من اللون الأسود وسط شباب التظاهر وأسموا أنفسهم" البلاك بلوك " والغريب أن العربجية لم يثيرهم الزى طالما لم يقولوا" على ياعوض " وكذلك المجانين لم ينفعلوا طالما لم يحركوا السبابة على الأنف بل الذين فقدوا أعصابهم هم أعلى مناصب الدولة فأعلن النائب العام القبض على أفراد " البلاك بلوك " وأفردت الداخلية تفاصيل تنظيم " البلاك بلوك " الذى يريد هدم الدولة !!!
والرئاسة هددت بكشف المستور وكيف أن " البلاك بلوك " هم الميليشيات المسلحة للمعارضة المدنية !!!.
وكما جن جنون العربجية من على عوض وكما إنفعل مرضى العقل من" صباع يتحرك فوق الأنف " كذلك نسى النائب العام القانون بأنه لايمكنه القبض على أحد دون جريمة وليس لمجرد لابس "بلاك بلوك " .
وخرجت الداخلية عن شعورها وركزت جهودها على القبض على هؤلاء " البلاك بلوك " بالقرب من دار القضاء العالى ولم تتمكن من القبض إلا على عدد خمسة أفراد تم الإفراج عنهم فوراً ، لأن الدليل كان فقط لبسهم اللون الأسود مثل " البلاك بلوك" ، والرئاسة بكل جلالها نسبت الجريمة إلى هؤلاء المعارضين و" البلاك بلوك " والحقيقة كلما أتذكر على عوض وسبابة الأنف و " البلاك بلوك" .... أبتسم وأضحك وأتعجب وتنتابنى الرغبة فى أن أصرخ وأن أضع أصبعى على أنفى للرئيس وجماعته ، وأن أصيح " على يا عوض"
أنا " بلاك بلوك " .
حاجة تكسف!!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :