الكاتب
جديد الموقع
أضبط ..الكتيبة الطيبية ذات الرداء الأسود!
بقلم / حنان بديع ساويرس
فى الأيام القليلة الماضية ومع إنتشار الحركة المُسماة "بالبلاك بلوك " بدأت المواقع الإسلامية تُكرس لفكرة أن "الكتيبة الطيبية" هى المؤسسة لهذه الحركة ، فقد نشرت الصفحة الرسمية للمرصد الإسلامى لمقاومة التنصير بالفيس بوك والتى تناقلته بدورها بعض المواقع الإسلامية وعلى رأسهم موقع إخوان أون لاين التابع لجماعة الإخوان المُسلمين هذا الخبر ومضمونه ما يلى:
* البلاك بلوك هو الذراع المُدرب والمُسلح للكتيبة الطيبية التى سبق وتحدثت عنها وقلت مراراً أن تلك الكتيبة الطيبية تحظى برعاية مباشرة من الكنيسة وتخضع لإشراف القس متياس نصر صديق أحمد شفيق .وسبق وقلت أن محمد أبو حامد رتب مقابلة بين حمدين صباحى ومتياس نصر داخل الكنيسة يوم 19 نوفمبر ثم سافر أبو حامد بعدها إلى أبو ظبى فى نفس اليوم مساءاً .. تردد أسم المدعو شريف الصريفى الناشط القبطى والقيادى بحركة الكتيبة الطيبية كمؤسس لمجموعة البلاك بلوك .
- أولاً : الكتيبة الطيبية لمن لا يعرف هى "جريدة" غير دورية تأسست عام 2004 تحت رعاية القمص متياس نصر ، فهى ليست بحركة كما يَزعُم هؤلاء ، فهدفها الأساسى مُنذ نشأتها أن تكون مِنبَر يعلو من خلاله صوت الأقباط للرد على إعلام مُضلل ، ضد أى إفتراءات أو إتهامات باطلة مُلفقة ومُغرضة قد يفتعلها أصحاب المصالح من صانعى الفتن ، مثل هذا الإتهام الذى نحن بصدده الآن ، وأن تعرض مطالب وتَظلُمات الأقباط التى يتجاهلها المسؤولون ، فربما يُنظر لها بعين الجدية ، ولاسيما إن كانت حُجتهم المُعتادة أنهم لا يعلمون ماذا يحدث للأقباط !! وهذا مُنذ عهد الرئيس السابق مُبارك ، لذا كانت الكتيبة محل إهتمام ومُراقبة المُنتفعين من قهر وقمع الأقباط ، لذلك كان هناك نوع من الهجوم الدائم عليها وعلى مؤسسها "الأب متياس" ولا سيما من موقع "المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير" رغم أن أسم هذا الموقع فى حد ذاته يَعد فتنة عُظمى وجريمة فى حق الوطن ، فواضح جداً من إختيارهم لهذا الأسم هو تعمدهم السافر لإزدراء المسيحية وتكفيرها وإثارة إستفزاز المشاعر الدينية لدى الأقباط ، بل وسبهم من خلاله وإلصاق الإتهامات والأكاذيب بهم بشكل فج وبدون إنقطاع !! وإهانة الرموز القبطية التى لم تسلم من أكاذيبهم ، ورغم أن هذه الإتهامات المُحرضة ضد الأقباط والتى تأتى من وحى خيال مريض هى فى مضمونها خطيرة ، لكنها ساذجة وناتجة عن عقول سطحية تربت على الأكاذيب الغير منطقية!! فلا يُصدقها حتى الأطفال الصغار فلا يُصدقها سوى صُناعها !!
- فالكاذبون عادة ّ لا يخشون الله ومُعاقبته لهم عن إتهامهم للأبرياء بدم بارد ، وقلب غليظ ، وفكر عنيد مُتطرف لا يعرف سوى التعصب ولا يتقى الله الذى قال بالكتاب المقدس " إن مُبرئ المُذنب ومُذنب البرئ كلاهما مَكرهة للرب" وإن لم يكن الكتاب المُقدس دليلهم فعليهم الرجوع لما جاء بالدين الإسلامى الذى قال " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"
- ثانياً : سُميت الجريدة بهذا الأسم نسبة "للكتيبة الطيبية" التى أستشهدت مع قائدها القديس موريس فى عصر الإستشهاد بالمسيحية ، وهى فرقة من الجنود الأقباط من صعيد مصر ، وجاءت كلمة طيبية نسبةّ إلى "طيبة" ، وهى مدينة الأقصر حالياً.
- أما عن زى أعضاء وكورال الكتيبة فى الحفلات والمُناسبات والذين يرتدونه مُنذ سنوات وليس بجديد أو وليد هذه الأيام البلاك بلوكية !! فهو عبارة عن " تي شيرت" أسود اللون ومرسوم عليه من الأمام مُفتاح الحياة عند الفراعنة" ومُعظمنا يعرف شكله ، وهو يُشبه شكل الصليب رمز المسيحية ، ومن هنا بدأ المُتربصون بالكتيبة وبالقمص متياس ربط هذا الزى بزى البلاك بلوك فى مُحاولة لضرب عصفورين بحجر وهو التخلص من البلاك بلوك ، والكتيبة الطيبية فى نفس الوقت ، فمن جانب يفقد البلاك بلوك تعاطف الرأى العام عندما يُروج بأن مؤسسيه "أقباط" مُستغلين حالة التعصب الدينى بمصر والتى نُحسد عليه ، ولا سيما أننا لدينا من التعصب والتطرف الدينى والإحتقان الطائفى المُتراكم بمصر ما يجعلنا نحصل على الأرقام القياسية التى ربما ندخل بها ضمن موسوعة جينيس ونحن مُطمئنين أننا سنحصل على المراكز الأولى !! ، ومع ذلك ، مازال هناك بارقة أمل ، لأن مثل هذه الأكاذيب الطائفية قد فقدت مصداقيتها بالشارع المصرى ولاسيما بعد الثورة ، فأصبحت هذه الإتهامات المُغرضة التى تُلصق بالأقباط من حين لآخر لا تروق للمصريين ، فعلموا جيداً ما هو الهدف منها ومن ورائها .
- فكان لون تى شيرت الكتيبة "الأسود" هو الحُجة الواهية التى أستخدمها هؤلاء المُتربصون للنيل من الكتيبة ورائدها ، وكأنهم قد توصلوا إلى ثغرة تُأخذ عليهم !! ، فأتصورهم يقولون أُضبط .. الكتيبة الطيبية ذات الرداء الأسود ضُبطت مُتلبسة بجسم الجريمة !!
- لقد إسترعى إنتباهى ما قاله محمود عفيفى المُتحدث بأسم حركة 6 إبريل فى تصريح له عن سبب القبض على طارق أحمد عضو الحركة ،أثناء أحداث كورنيش النيل ، هو أنه كان يرتدى ملابس سوداء ، وأكد أن الحرز المقدم من الشرطة للنيابة اُثناء عرض المتهم عليها هو "تى شيرت اسود" ، وكوفية سوداء"
- تخيلوا أن أداة الجريمة التى ضُبط مُتلبساً بها عضو 6 إبريل هى ، تى شيرت أسود وكوفية سوداء!! فقد وصل الأمر أن يتم القبض على من يرتدى اللون الأسود بمعنى أن الأيام القادمة سنجد الملايين من المصريين مِمَن يعشقون إرتداء اللون الأسود يقبعون بالسجون !! وسوف يزيد أعداد المقبوض عليهم ليلاً وهذا لإنتشار السواريهات السوداء فى السهرات ليلاً !!
- فعشرات الأسر من أسر الشهداء يرتدون السواد ، فهل سيتم القبض عليهم مُتلبسين بالزى الأسود!!
- وكم من المصريين فى هذه الأيام السوداء لم يشعر بالإكتئاب وأصبح اللون المُفضل لملابس الكثيرين منهم هو اللون الأسود الذى يُشبه الأيام السوداء التى نحيياها ولاسيما مع وجود أزمة إقتصادية مما يجعلنا على حافة المجاعات ، وغياب الأمن ، وغلاء المعيشة ، والتحرش والمُستقبل الغامض بسلامته !! وبما أن مُعظم المصريون يعيشون حالة من الحزن المُضنى مابين فقدانهم لشهداء أو خوفاً من المُستقبل المجهول ، مما جعلهم يفضلون إرتداء اللون الأسود ، إذاً.. ننتظر الأيام القادمة الزج بهم جميعاً فى السجون !!
- فقد ذكرنى ذلك بالخليفة الفاطمى "الحاكم بأمر الله" عندما منع أكل الملوخية أو زراعتها !!
* عزيزى القارئ دعنى أحلل ما جاء من إفتراءت ضد الكتيبة بالمواقع الإسلامية.
- فقد قالوا أن : البلاك بلوك هو الذراع المُدرب والمُسلح للكتيبة الطيبية.. أن تلك الكتيبة الطيبية تحظى برعاية مُباشرة من الكنيسة وتخضع لإشراف القس متياس نصر صديق أحمد شفيق.
- فهذا ما أبتلينا به جراء الإنتكاسة المُسماة "بالثورة" وهو قلب الموازين والحقائق وإستبدال الأماكن !! فمن كانت تُشير إليهم أصابع الإتهام بالأمس القريب بأنهم مُسلحون هم من يتهمون الأقباط اليوم بأنهم مُسلحون!! فينسبون للأقباط المُسالمون ما كانوا يوصمون به قبل الثورة !! رغم أن الكثيرين كانوا يُدافعون عنهم ، ويتعاطفون معهم ، إعتقاداً منهم أن النظام السابق هو الذى كان يلحق بهم إتهامات زائفة .
- فإذا كان الأقباط لديهم سلاح وجماعات مُسلحة لكانوا من باب أولى تصدوا للإعتداءات الغاشمة المُتلاحقة عليهم ودافعوا بها عن كنائسهم التى تتعرض للحرق تارة وللهدم تارة ، بخلاف إختطاف فلذات أكبادهم وإجبارهم على تغيير ديانتهم !!
- فقد ظهرت جماعة البلاك بلوك بعد ذلك بوسائل الإعلام وهم يؤدون الصلاة الإسلامية ، وقد أعلنوا صراحة أنهم مُسلمون ، مؤكدين على أنه لا داعى للزج بالأقباط فى هذا الأمر ، وأن مَن يدعون أن هناك علاقة للأقباط بالبلاك بلوك هدفهم البلبلة وإثارة الفتن الطائفية فى محاولة لحرق الوطن بنارها .
- بالنسبة لشريف الصريفى الذى إدعوا أنه قبطى وينتمى للكتيبة الطيبية ، قد أعلن فى حوار له حسب "بوابة الأخبار" أنه مُسلم ، وأن سبب شائعة أنه مسيحى هو إلتقاط صورة له مع أحد الآباء الكهنة فى إحدى حفلات "الوحدة الوطنية" بمدينة المحلة ، مما يتضح أنه ليس له أى علاقة بالكتيبة الطيبية ، أو القمص متياس نصر كما روج هؤلاء بذلك ، والجدير بالذكر أن أعضاء البلاك بلوك قد أصدروا بيان نُشر "ببوابة الأخبار" أيضاً مفاده بأنهم ليسوا لهم علاقة بالمدعو " شريف الصريفى" وأنهم غير مسؤولون عن أى تصريحات له ، وهذا معناه أنه فى كِلتا الحالتين ليس له علاقة بالكتيبة سواء كان عضو بالبلاك بلوك ، أو لم يكن .
* فلو إفترضنا حسب الحالة الأولى وأنه حقاً عضواً بالبلاك بلوك ،فبعد أن أعلن أنه مُسلم الديانة ، فبذلك تهوى وتسقط القصة الخيالية التى روجت لها المواقع الإسلامية ، بل وتُقطع من جذورها ، فكونه مُسلم الديانة ينفى تماماً علاقته بالكتيبة الطيبية وبالقمص متياس !! ، لأنه ليس من المنطق أن يكون مُسلم الديانة وفى نفس الوقت يُلقب " بالناشط القبطى ، والقيادى بالكتيبة الطيبية" وهذا فى إشارة خبيثة منهم بأنها حركة وليست جريدة !! وليس من المنطق أيضاً أن يكون مثلاً قائداً لكورال كتيبة التسبيح التابع للكتيبة وهو مُسلم الديانة !! ، والكورال لمن لا يعرف هو عبارة عن "مجموعة من الأفراد من مُختلف الأعمار يرتلون ترانيم دينية مسيحية فى الحفلات الدينية" ، ولو إفترضنا حسب الحالة الثانية ، أنه ليس عضواً بالبلاك بلوك فهذا معناه أنه لا يشكل خطراً من الأساس !!
* وبعد أن إكتشفنا أن دليلهم الأكيد فى هذا الإتهام المُغرض ما هو إلا عبارة عن أكاذيب مُلفقة من نسيج خيالهم !! وأن " شريف الصريفى" والذين أدعوا أنه ناشط قبطى وقيادى بالكتيبة وأتضح بعد ذلك بأنه غير مسيحى من الأصل !! فبهذا تكون قد أتضحت الرؤية للعيان ، فهذا يُثبت مدى إفتضاح أمر هؤلاء الكاذبون المُضللون الذين يلقون بالأقباط بإتهامات جُزافية هم منها براء !!
- أما الإشارة بأن القمص متياس هو صديق الفريق أحمد شفيق ، فهذا يذكرنى بشخصية أبو لًمعَة الذى كان يلقى على مَسامعنا خُرافات ليجذب إنتباهنا بها ، ولكن شتان بين الهدفان ، فأبو لَمعَة كان يفعل ذلك لُيسعدنا ويُدخل السرور والمرح لقلوبنا ، ولكن هؤلاء تمرسوا على إختلاق الخُرافات للعبث بعقول البسطاء وجلب الفتن وحرق الوطن !!
- فالتلويح بأن هذا فلول وذاك صديق لشفيق أو صباحى أصبح مُثير للإشمئزاز والإستفزاز فى آن واحد ، لأنهم ببساطة ليسوا أشخاص مُسجلين خطر أو إرهابيين دوليين حتى تُشير أصابع الإتهام لمن يعرفهم ، ورغم أن معرفتهم ليست محل شُبهات ، لكن القمص متياس ليس صديقاً لهذا أو تقابل يوماً مع ذاك كما يزعم هؤلاء !!
- ولكن يبدو أن الإشارة بأن القمص متياس صديق لشفيق وأن أبو حامد دبر لقاء أبونا بحمدين صباحى ، وهذا الربط الغريب بين علاقة المذكور أسماءهم بالقمص متياس ، الغرض الأساسى منه هو الإنتقام بأثر رجعى عن إنتخاب مُعظم الأقباط للمُرشحين المدنيين عموماً بعيداً عن مُرشحى التيارات الدينية ولا سيما أن الإخوان يعتبرون أن أصحاب هذه الأسماء السالفة الذكر بمثابة أعداءهم اللدودين ، لذا تم جمعهم بسلة واحدة !!
- بخلاف أننا كأقباط قد إعتدنا ، أن نُلقى جزافاً بالإتهامات عقب كل موقف تتخذه الكنيسة ، أو عقب كل حدث سياسى يحدث بمصر!!
* فعلى سبيل المثال وليس الحصر ، قد أُشيع زوراً أثناء الإنتخابات الرئاسية أن الكنيسة تحشد للتصويت للفريق شفيق وهذا لتصوير الأمر على أنه إختيار طائفى فى محاولة للتأثيرعلى شعبيته " وكأن الأقباط قُصر وينتظرون إذن الكنيسة فى كل كبيرة وصغيرة !! ، والدليل على عدم صدق هذا الكلام هو تنوع تصويت الأقباط ما بين شفيق وموسى وصباحى بل أيضاً منهم من إنتخب أبو الفتوح الإخوانى الأصل !! فى الوقت التى كانت التيارات الإسلامية تحشد للتصويت لمُرشحيها !!
* وأيضاً فى إستفتاء مارس روجوا بأن الكنيسة توجه الأقباط للإستفتاء "بلا" رغم أنهم من كانوا يفعلون ذلك ، فقاموا بحشد البسطاء للإستفتاء " بنعم" وعندما أكتسحت " نعم " بقدرة قادر أطلقوا عليها غزوة الصناديق!! ونفس السيناريو حدث بتفاصيله فى الإستفتاء على الدستور.
* وآخيراً وبالطبع ليس بأخر ، فعندما إنسحبت الكنيسة من الحوار الوطنى إلا وقد تم الزج بها ، وبأقباط بعينهم مُتمثلين فى الكتيبة الطيبية ، وفى الأب متياس ، بأنهم هم من وراء البلاك بلوك ، فى مُحاولة لتوريطهم فى مُهاترات ومكائد لا شأن لهم بها ، وكأنه نوع من التلويح بالعصا حتى لا تستقل الكنيسة برأى خاص فيما بعد ترى أنه رأى صائب ولمصلحة الوطن ، لدرجة أنهم قاموا بتقديم بلاغ للنائب العام بذلك ، وقد أنطبق عليهم القول أنهم "كذبوا الكذبة وقاموا بتصديقها وعجبى !!
وإلى هنا تنتهى الأكاذيب والإفتراءات ضد الأقباط والكنيسة بشكل مؤقت ، ولحين إشعارا آخر .. عفواً لحين إنتخابات أو إنسحابات أو إستفتاء آخر .. والله الموفق والمُستعان !!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :