الأقباط متحدون | الرئيس وفــن الإتيـــــكيت
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٥٦ | الجمعة ٥ ابريل ٢٠١٣ | ٢٧برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٧ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

الرئيس وفــن الإتيـــــكيت

د.ماجد عزت إسرائيل | الجمعة ٥ ابريل ٢٠١٣ - ١٩: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 د.ماجد عزت إسرائيل

      كلمة "إتيكيت" فرنسية الأصل ويعود تاريخها للملك "لويس الرابع عشر (1638-1715م)، وتعنى "الدعــــوة القـــيمة"،حيث كانت تصدر تعليمات تكتب خلف بطاقات الدعوة للقصر الملكى ليسهل على المدعو التعامل مع المواقف ومتابعتها،بينما أصبح الإتيكـيت فى عالمنا الآن يعني الأساليب السليمة فى التصرف امام الناس، إى الدقـة والذوق وتقدير الآخرين، وحسن التصرف والتعامل معهم. وبينما بلور علماء الاجتماع  فـن الإتيكيت في أنه: آداب فى العادات والتقـاليد الحميدة، وسلـوك اجتماعيى مقبول لـــدى المجتمع، ذهب الباحثون في إلتقــــاء الحضارات إلى أنه سلوك حضارى يعكس طبيعة تربية الفرد داخل المجتمع. أما فى عالم السياسة فإن كلمة "إتيكيت" تأتي مترادفة لكلمة "بروتوكول"، وقد يحدث بعض اللبس لدى البعض بين الكلمتين فالإتيـكيت تعنى بشكل محدد السلوك الشخصي المهذب، أما لفــــــظ "بروتوكول" فتعنى"المراسم" وهى مجموع الإجراءات والتقاليد، وقواعد اللياقة التي تسود المعاملات، والاتصالات المحلية والدوليـــة،وهى أشياء متعارف عليــــها بين شتى دول العالم.

وخلاصة القول فإن كلمة "إتيكيت" تعنى: السلوك الذي يساعد الناس على الإنسجام والتلاؤم والتآلف مع بعضهم البعض مع البيئـة الاجتماعية التي يعـيشون فيها، والإتيكـــــيت علـم آداب السلوك والمعاشرة وفن الحياة اليومية الراقية.
 
        على أية حال، لقد كان الفراعنة هم أول من عرفوا فن الإتيكيت والبروتوكول لأن أول حكومة مركزية منظمة فى العالم عرفتها مصرفى عام ( 3232 ق.م) ،ولــــذا يعــود الفضل لاجدادنا فى فنون وطقوس الواجبات والمناسبات وتنسيــــق الزيارات بين الأمـم، وربما نقلها الأوربيون إلى بلادهم بعد ذلك.
     
   ومنذ  تولى "محمد على باشا"(1805-1848م) أمور البلاد وأسرتة ظلت تحكم مصر حتى رحيل آخر أفرادها هو الملك"فاروق الأول"(1936-1952م) عقب أحــداث ثورة 23 يوليو 1952م،وحرصت الأسرة على تعليم من يتولى السلطة فنون الإتيكيت بجانب بعض الفنون والعلوم الآخرى مثل الفلسفة والمنطق والتاريخ  واللــــغات مثل الفرنسية والتركية والإنجليزية ، ويدرس فنون الموسيقى و الفروسية.
  وبعد ثورة 23 يوليو 1952م،تولى السلطة الحاكمة فى البلاد رؤساء تعود نشأتهم إلى المؤسسة العسكرية المصرية،وهى مدرسة معروفه عبر تاريخها العسكرى بالانضباط  والالتزام فشبابها يتم فرزهم بدنياً وصحياً كشرط أساسي للإلتحاق بها، وخـــلال فترة الدراسة يدرس فنون الحرب والقتال،والمشروعات العسكرية والتنموية، بجانب دراسة بعـــض العلوم الآخرى مثل الهندسة والعلوم الطبيعة والتاريخ والجغرافيا،وكان آخر رؤسائها من خريجى هندسة الطيران،الرئيس السابق"محمد حسنى مبارك" الذى تم الاطاحة به عقب ثورة 25 يناير 2011م. 
 
       ومنذ 30 يونيو 2012م تولى الرئيس"محمد مرسى" وهـو أول رئيس مدنى، من خارج المؤسسة العسكرية،حيث تخرج فى كلية الهندسة، و استكمل دراسته بالولايات المـــــتحدة الأمريكية، وخلال تلك الفترة وحتى كتابة هــذة السطور،حدثت بعض المواقف التى تعبر عن عجز المؤسسة الرئاسية الجديدة "المدنية وغير العسكرية" فى توفير خبراء فى فنون شتى مجالات الإتيكيت، ونذكر من هذه المواقف على سبيل المثال:
     أثناء لقائه برئيسة وزراءاستراليا " جــــوليا جيــــلارد"، خلال زيارته الأولى للأمم المتحدة، والتي كانت أسوأ أخــطائه التي شاهدها العالم على شاشات الفــــضائيات وكانت موضع سخرية رسامي الكاريكاتير وموضوع قفشات النكتة المصرية الحريفة،  أما لقـــــائه بالرئيس الأميركي الأسبق"بيل كلينتون" حين تنخع من فمه ــ الحركة التي تسبق البصق ـــ وهو فى نقل تلفزيونى مباشر، أما لقائه الصحافى برئيسة وزراء ألمــانيا "أنجيــلا ميركل" التقطته الكاميرات وهو ينظر فى ساعته،وأصبح هذا المشهد مادة للفكاهة والتنكيت فى شتى دول العالم.
         وفى مشهد آخر أثناء حصوله على الدكتواره الفخرية من دولة باكستان،حيث قام سيادته بإلقاء كلمة عن"فضل العرب فى العلوم"حيث حدثت أخطاء فى كلمته وهذا ما عبر عنه الكاتب "يوسف زيدان "  فى مقالته المنشورة بجريدة المصرى اليوم بعنوان "الأخطاء السبع لمرسى فى باكستان".
      وفى لقطة تلفزيونيه نقلتها وسائل الأعلام  العربية والأجنبية، فى أثناء مؤتمر القمة العربية المنعقد بدولة قطر كان الرئيس وبعض رفاقه مستغرقون في النوم، مما دفع البعض لنشر هذا المشهد عبر اليو تيوب بمصاحبة الأغانى مثل"عيون القلب" للفنانة نجاة.
      وأخيراً،سيادة الرئيس .. إن هذه مصر التى علمت العالم فنون الإتيكيت منذ عهد الفراعنة وحتى الإطــــاحة بآخر رؤسائها عقب ثورة 25  يناير 2011م، ولا بد أنك تعلم إن كلمــــات الرؤساء عبر تاريخينا الحديث والمعاصر تعد وثائـــــق ومصدر من مصادر كتابة التاريخ فى المستقبــــل القريب،انــظر فى خطب الزعيم"جــــمال عبد الناصر" لشعبه ولأمتـــه العربية،وتذكر كلمات الرئيس"محمد أنور السادات" بالكنيست الإسرائيلى فى زيارته الـــــشهيرة عام 1977م ،وربما تتذكر معى خطب  الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" وتعـــــلم من فصحاته وبلاغته .. سيادة الرئيس: ليس عيبا أن يخطىء المرء بل العيب كل العيب ألا يتعلم من خطئه .. فرفقــــا بنا وبمصرنا الحبيبة،افعل ما شئت،ولكن تذكر التاريخ.
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :