صفحات الأقباط تهتم بخلافات الطوائف المسيحية على حساب القضايا الأساسية
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
انشغلت صفحات الأقباط في صحافة الأحد بقضايا داخلية مثل تصريحات الأنبا بيشوي عن الغزو الإنجيلي وشائعات محاكمات القمص سمعان إبراهيم والقس مكاري يونان، ولم تهتم الصفحات بالقضايا المرتبطة بحقوق الأقباط والانتهاكات التي يتعرضون لها!!
* روزا ليوسف وكشف المستور:
نبدأ جولتنا هذا الأسبوع حول الأقباط في صحافة الأحد، بصفحة "قساوسة ورهبان" بجريدة روزا ليوسف، فتكتب وفاء وصفي تحت عنوان مفاجأة من العيار الثقيل تكشفها روزا ليوسف "الأنبا بيشوي يحتفي بقس إنجيلي وقال أنه قريب إلى قلبه وقدم كتابًا له عام 2008" وهو كتاب "أديرة الصعيد وكنوز في جرار مخطوطات دير الأنبا باخوميوس" للدكتور القس عبد المسيح إسطفانوس المدير العام لدار الكتاب المقدس (سابقًا) والأستاذ بكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية. وقد قمنا بعرض ملخص له على موقع "الأقباط متحدون" منذ حوالي سنة.
تنتقد الكاتبة الأنبا بيشوي بأن له أكثر من وجه، فتارة يهاجم الإنجيليين في مؤتمرات تثبيت العقيدة وتارة يقوم بتقديم كتاباتهم فتقول بالنص "للأنبا بيشوي أكثر من وجه وأكثر من موقف ضد الإنجيليين فهو يقف ضد الإنجيليين ويقوم بتقديم كتاباتهم ويمدحهم ويؤكد على وحدة الطريق والاتجاه وفي نفس الوقت يؤكد على وجود غزو ومخطط لاختراق الكنيسة من قبلهم".
وليس هذا فقط –والحديث للكاتبة- بل إنه –تقصد الأنبا بيشوي-مدح في المقدمة الدكتور "عبد المسيح" ولقبه "بالعزيز" أي أنه شخص قريب من قلبه، وأشاد بأسلوبه في مقدمة قيمة كتب فيها يقول: يشرفنا أن نقدم لهذا الكتاب القيم وتتساءل الكاتبة: إذا كان شرفًا لنيافة الأنبا بيشوي بأن يقوم بتقديم كتاب لقس إنجيلي أليس كان هذا ضمن المخطط المزعوم.. وأقر بأن كتابه "قيم" أي يضيف للمسيحية كلها وإلا لما كان قد قام بتقديمه من أساسه.
وتختتم الكاتبة مقالها بأن "سكرتير المجمع المقدس الذي يحمي الكنيسة من المعتقدات الخاطئة والذي يقوم بالصلاة مع الكنائس الإنجيلية وفي نفس الوقت يقوم بإيقاف أحد الكهنة من الخدمة بعد أن مدح قسيسًا إنجيليًا أثناء صلاة الجنازة عليه، إذًا فالأنبا بيشوي ليس ضد العالم الواقف ضده بل إنه شخص غير ذلك ومواقفه شاهدة عليه ولكن لا يزال الخوف يسيطر علي الجميع الذين يعلمون الحقائق، ولكن لا يستطيعون التفوه بالكلمة. إن نيافته يذكرني بشخصية "الكارتون" الشهيرة "المزدوج" وهو كارتون كان لشخص يجمع بين المتناقضات أحياه الأنبا بيشوي من جديد".
* مخطط "جرجسي" لتلميع الأنبا بيشوي:
في تقرير لنفس الكاتبة-وفاء وصفي- لا يقل حده عن سابقة تحت عنوان "عادل جرجس يهين البابا شنوده وينصب بيشوي بطريركيًا تنفيذيًا للكنيسة" معتبرة وجود مخطط "جرجسى" لتلميع الأنبا بيشوي.
وصفت الكاتبة الأستاذ عادل جرجس بالكاتب "المغمور" الذي ظهر وطل علينا فجأة فور شائعة وفاة البابا وتولى الأنبا يؤانس البطريركية، وتنتقد جرجس في قوله أن الأنبا بيشوي بحكم موقعه يعتبر "البابا التنفيذي" و"بطريرك تسيير الأعمال بالكنيسة".
معتبرة إن هذه الكلمات تحمل إدانة للكاتب فهي تعنى كما فهمت الكاتبة منها أن الأنبا بيشوي هو البابا الفعلي والبابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية هو مجرد صورة أو لقب فقط والمتحكم الرئيسي في إدارة الكنيسة هو الأنبا بيشوي وتأكيدًا لكلامه من أضاف الجملة الأخرى عندما وصفه بأنه "بطريرك تسيير الأعمال بالكنيسة" إذًا فهو لا يخطط فقط لمساعدة الأنبا بيشوي لاعتلاء الكرسي البطريركي وإنما ألغي وجود البابا شنوده وجعل الأنبا بيشوي هو المتحكم بالأمور وبطريرك تسيير الأعمال بالكنيسة، وخاصة عندما وصف أن القس مكاري يونان درس السحر الأسود وأصبح يتاجر بها داخل الكنيسة
وهو ما نفاه أيضًا البابا شنوده في حوار له وأكد معزته للقس مكاري إلا أنه مازال يكتب ما يمليه عليه بيشوي والذي أصبح يتجاهل ما يقوله البابا علنًا.
وتتساءل الكاتبة: "من هو الذي يقوم بتلميع أسقف بعينه ليعتلي الكرسي البطريركي، من الذي قام الآن بإلغاء دور البابا شنوده الثالث وجعله بطريركًا صوريًا والبابا المسئول هو الأنبا بيشوي؟ مما يعد إهانة مباشرة لقداسة البابا -أطال الله عمره- أم أن الأنبا بيشوي سيتبرأ من عادل ويصبح غير مسئول عنه وينفي جلسة الصلح التي تمت بينهم ليظهر بمظهر البريء أمام البابا، أم سيكون عادل جرجس ضمن أعداء الأنبا بيشوي الذين يحاولون تشويه صورته أمام الرأي العام أم ستفسر الجملة على أن الأنبا بيشوي مجرد آلة تنفيذية لقرارات البابا فقط وهل سيتقبل نيافته بهذا التفسير؟!"
* الوفد ومبايعة البابا لجمال مبارك:
نترك روزا ليوسف ونذهب إلى صفحة "قداس الأحد" بجريدة الوفد، ونجد تحقيق لمشرف الصفحة الأستاذ مجدي سلامة الذي بدوره ينتقد البابا شنوده موجهًا حديثه له قائلاً: "لا يا صاحب القداسة.. البابا شنودة يرتدي عباءة الإخوان المسلمين، خلط الدين بالسياسة وبايع جمال مبارك على بياض".
ويأتي خلفية هذا الاتهام بعد تصريحات البابا شنوده المؤيدة لجمال مبارك في حال ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأوضح سلامة أن لا خلاف على أنه من حق البابا إعلان رأيه في كل شيء، من حقه أن يشهر قناعاته أمام الجميع وأن يقول ما يشاء فيمن يشاء، ولكن لا خلاف أيضًا على أن ما يقوله صاحب القداسة سيعتبره الأقباط الأرثوذكس-على الأقل- فرضًا وأمرًا يجب أن يطاع، ولهذا كان عليه أن يوضح إن ما يقوله عن انتخابات الرئاسة هو مجرد رأى شخصي وأنه يترك الحرية لكل قبطي ليختار من يراه مناسبًا لهذا المنصب المهم".
ويرصد الموقع نتيجة استطلاع الرأي المنشور على موقعنا "الأقباط متحدون" حول من هو الأفضل برأيك للترشح لرئاسة الجمهورية؟ وكانت النتائج كالتالي: 44% يؤيدون أحمد زويل، 34% اختاروا محمد البرادعى، 19% لعمرو موسى.
ويأتي المقال الأسبوعي للقمص مرقس عزيز بعنوان "كان مبصرًا وأعماه الشيطان" ردًا على كتابات الدكتور حنين عبد المسيح التي تنتقد العقيدة الأرثوذكسية.
* جدوى صفحات الأقباط:
ويكتب المهندس مدحت بشاي -عضو التيار العلماني القبطي- في زاوية بعنوان "هابد بارك" عن جدوى تخصيص صفحات للأقباط في عدد من الصحف المصرية، ويرصد بشاي الآراء المتعددة لأهمية هذه الصفحات منها ما يراه البعض من كونها مهمة لتنمية الوعي الديني، والتعريف بالطقوس والتقاليد والحكايات والفنون التراثية مما يساعد على محو حالة الجهل بأسس العقائد ومرجعياتها.
أو ما يراه البعض الآخر من أن وسائل الإعلام بكل وسائطها يجب أن يكون للأقباط نصيب مناسب فيها، وفريق ثالث يرى إن من شأن تخصيص تلك الصفحات عبر فتح الملفات الساخنة وعرض القضايا الشائكة بمواجهة موضوعية السماح بالبحث عن حلول قد تكون مفيدة، لكنه في النهاية ينبر وينبه بشاي على ضرورة الانتباه لخطورة تلك الصفحات الدينية في حال غياب الإعداد الجيد والتخطيط السليم عبر تحديد الأهداف ودراسة الواقع بشكل مهني حتى لا تصبح تلك الصفحات واحدة من مناطق دعم النعرات الطائفية.
* الجمهورية والدفاع عن دير المقطم:
نختتم جولتنا بصفحة "أجراس الأحد" التي يشرف عليها الأستاذ سامح محروس، حيث تذهب إيمان إبراهيم في جولة إلى دير القديس سمعان بالمقطم بعد ما وصفته بقذائف المدفعية التي أطلقها الأنبا بيشوي عن الدير واصفًا إياه بـ "الوكر".
ويؤكد في هذا التحقيق أبناء الدير في اعترافات خاصة لـ "الجمهورية" أنهم يتمسكون بالتعاليم الأرثوذكسية.. ويعتزون بالبابا شنوده.
من جانبه أكد القس إبرام فهمي سليمان كاهن كنيسة سمعان الخراز بالمقطم: إن القمص سمعان سافر إلي الخارج بتصريح من قداسة البابا وحصل منه على دعواته بالصحة والبركة قبل السفر.. ونفىَ القس إبرام ما تردد حول نشر أفكار بروتستانت داخل اجتماعات الكنيسة.. مؤكدًا إن الأرثوذكسية تسير في دمائه منذ الصغر.
مضيفًا: نحن مولودون أبًا عن جد في الكنيسة الأرثوذكسية.. ونحن غيورون عليها وعلى طقوسها وعقيدتها ونفوس أبنائنا الغالية.
وأوضح إن هدف الكنيسة هو خلاص وبنيان وراحة النفوس ومشاركتها في كل الظروف.. والآباء الكهنة يسعون لتحقيق تلك الأهداف حتى يتمجد الرب مع الجميع.
مؤكدًا إن القمص سمعان بحالة صحية جيدة.. وأنه كان يعاني من آلام بالرقبة استدعت إجراء فحوصات طبية وعلاج طبيعي، وهو بحالة صحية ونفسية جيدة حاليًا.
* المحاكمات الكنسية.. والأهواء الشخصية:
ويأتي المقال الأسبوعي للأستاذ سامح محروس تحت عنوان "المحاكمات الكنسية.. والأهواء الشخصية" حيث يؤكد على انشغال الرأي العام مؤخرًا بما قيل تجاوزًا عن "المحاكمات الكنسية".
ويرى محروس أن هذه الكلمة ليست في محلها وغير دقيقة على الإطلاق. لأن المحاكمات تعد عملاً سياديًا تختص به الدولة وحدها دون غيرها من خلال محاكمها المعترف بها قانونًا.
كما أن هذا الدور تمارسه الدولة من خلال قوانين محددة وواضحة اقرها الشعب من خلال نوابه في البرلمان. ووفق إجراءات وضمانات قانونية واضحة لمن يتخاصمون أمام القضاء أو تجري محاكمتهم بمعرفته. ولا يجوز لأي هيئة أو مؤسسة في المجتمع أن تزعم قيامها بهذا الدور وإلا تحولت إلى نظام موازِ لنظام الدولة.
ومن هنا يؤكد محروس على أنه لا يصح أن تطلق الكنيسة على ما يحدث بداخلها لفظ "محاكمات". ولكن الصحيح إن هذا نوع من المساءلة الداخلية التي تقوم بها الكنيسة لرجالها في حدود أدوارهم الوظيفية داخلها. شأنها في ذلك شأن أي مؤسسة تقوم بإسناد هذا الدور لإدارة الشئون القانونية على سبيل المثال..
ولاحظ محروس إن الحديث عن المحاكمات الكنسية اتسم بطابع شخصي بحت فيمن رشحتهم الأحداث الأخيرة للخضوع لها، وأيضًا في الطريقة التي نفت بها الأوساط الكنسية صحة هذه الأنباء وهو الأمر الذي يضع علامات استفهام كثيرة حول هذه المحاكمات. وموضوعية القائمين عليها. ومدى نزاهة إجراءاتها.
ويطالب محروس في نهاية مقاله بألا يطغى الجانب الشخصي على المحاكمات الكنسية. وأن يخضع تقييم الناس وتقدير حجم أعمالهم لمعايير وضوابط موضوعية لا تحابي الوجوه ولا علاقة لها بأي اعتبارات شخصية..
فالمحاكمات الكنسية -في رأيه- في حاجة إلى مراجعة جادة يتم من خلالها وضع لوائح واضحة وضوح الشمس لطريقة عملها.. لأن القاعدة القانونية الذهبية تقول: لا عقوبة ولا جريمة إلا بنص. ولم نسمع عن أي قانون في الدنيا يقول إن عقوبة الإنسان وجريمته الوحيدة هي عدم رضا أو استظراف القيادات له.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :