الأقباط متحدون | أنتفاضة النصارى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٩ | الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٢ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

أنتفاضة النصارى

الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ - ٣٧: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس. أيمن لويس

تعالت الاصوات التى تتحدث عن الحرب الاهلية ، أنتظر كثيرون أن تكون طائفية ، فنحن مجتمع طائفى بكل ما تعنية الكلمة ، وأن يبدأها المسيحون ، أن يفعلها النصارى ، فما يعانية المسيحيون من روح عدائية تترجم فى صورة ممارسات ظلم وأضطهاد تعطى منطقية لأصحاب هذة التوقعات ، ولاسيما أن الامر فى العقود الاخيرة تعدى روح الكراهية والاقصاء والاذدراء ، حتى اصبحت جرائم قتل شبه جماعية ، تُلمح بخطة أبادة ، وفى كل مرة تعرض فيها المسيحيون لحوادث اعتداء أسفرت عن تساقط قتلى بطواطأ امنى سافر أومساندة النظام ، كان هناك توقع بظهور فُجُر النصارى ، وأنفجار غضب الحليم وظهور شره !! . وتختلف وتتباين دوافع القائلون بأنتفاضة النصارى . فهناك فريق من أصحاب النيات الحنسة ، يفكرون بردة الفعل لأى انسان طبيعى (الفطرة) عين بعين وسن بسن لذا فلاساءة بلاساءة والاعتداء بالاعتداء ، وبمنطق كل هذا الضغط لبد أن يولد الانفجار . وفريق أخر يتمناها وينفخ فى النار ليؤججها لأغراض شخصية أو لدعم أهداف سياسية لتأكيد فشل القيادة السياسية الحالية والذى لايحتاج الى تأكيد ، وزيادة حالة السخط العام . أما الفريق الثالث هم من يبزلون كل جهد لأستفزاز المسيحيون لتوصيلهم لحالة أنفلات الاعصاب والتهور لتنفيذ مخططتهم ، وهو جر المسيحيين لبدء الحرب الاهلية الطائفية ، فهى الفرصه التى ينتظرونها بل يشتاقون اليها على أحر من الجمر للخروج للجهاد لقتل الكفار ، وهؤلاء مشحونون بميل فطرى للعداء مثارون فى حالة من الهياج لا تستشعر نفوسهم الراحة ألا عند سفك الدماء لتنقية الامة ، ولا يروى ظمأهم إلا مشاهدة جثث القتلى وأحصاء عددها ، أنها القرابين التى يتعبدون بها لألههم ، هؤلاء يعيشون حالة من الاستقواء بسبب تفوقهم العددى ، وغطاء نظام سياسى بكل مؤسساتة ، وتعاطف مجتمعى فى عمومه .

من المعروف أن الاسلاميين بكل تنويعاتهم لديهم مشكلة كبيرة فى قبول الاخر ، وهم يبنون فكرهم هذا على عقيدة دينية ، لذا هم لايشعرون أن هناك مشكله فيما يفعلون ، ولا يستشعرون الحرج مما يعلنون ، بل يرون ان هذا حق وواجب دينى ، أن النظام الحاكم هو المؤسس الاول لهذا الفكر وهذا الاتجاه وله أيدلوجياته . ما اعلن منها وما لم يعلن بعد ، رغم ما يرددونه من شعارات التسامح الجوفاء التى تتناقض مع صورتهم الخارجية . علينا أن نعترف أننا أمام نظام طائفى 100% ، ورئيس طائفى دون أى مجال للشك ، وموقف الاخوان تجاه المسيحيون وكنائسهم معروف ، وساذج من أصابه حالة من الاندهاش والاكتئاب من موقفهم برئيسهم فى أحداث الخصوص والكاتدرائية ، وإن كان رفضهم للأخر يصل لحد أنهم يجدون صعوبة فى قبول المسلم غير الاخوانى فكم يكون غير المسلم بالنسبة لهم ؟!!. والسلفيون أكثر غلظة وأشد ظلماَ وعدوانية وأفتراء . بوجه عام إن كان قيمة المواطن المصرى قد تدنت إلى أقل مستوياتها فى عهد الرئيس د.مرسى بما يفوقها بمراحل عنه بما وصلت ألية فى عهد سابقه . فكم تكون قيمة غير المسلم ؟!! .

هل ما يحدث هو أستكمال لما سمعناه أن هناك مخطط لتفريغ المنطقة من غير المسيحيين ؟ وهل هذا المخطط حقيقة ؟ فقد كانت البداية لبنان ثم تلاها العراق وقد تم تقسيم السودان وها هى سوريا تحت الممارسة ، فلم يتبقى فى المنطقة إلا أقباط مصر وهم أكثر اقلية دينية عددية ، كما كانوا دائماَ هم مصدر دعم وسند لأخوتهم المسيحيون فى البلدان الناطقة بالعربية . أنهم يمثلون للأسلاميون المتشددون شوكه فى الحلق . . على العموم ، إن التيارات الاسلامية المتشددة تعيش اليوم فى حماية نظام د.مرسى وبمباركة أمريكية عصرها الذهبى . وقديماَ قال سليمان الحكيم تحت ثلاث تضطرب الارض ، وأربعة لا تستطيع أحتمالها : تحت عبد إذا ملك ، وأحمق إذا شبع خبزاً ، تحت شنيعة إذا تزوجت ، وأمة إذا ورثت سيدتها .

عودة لموضوع المقال .. هل يفعلها المسيحيون ويعلنون الانتفاضة ويواجهون العنف بالعنف والسلاح بالسلاح ؟ ومتى ؟ متى يفتحون مخازن الاسلحة المكدسة بالكنائس والاديرة ؟ لماذا لم تظهر بعد مذبحة الكشح او بعد مذبحة كنيسة القديسين او امبابة أو ، أو ، .. الخ ، وأخيراً وليس أخراً الخصوص ومهزلة الكاتدرائية . ماذا ينتظرون ؟ هل ينتظرون اشارة من كائنات فضائية بعدما افتضح أمر امريكا والغرب وانه لا دين لهم فما يهمهم هو المصالح والهيمنة ! .

لا.. ولن .. ولم .. يفعلها المسيحيون أبداً ، هذة هى الحقيقة التى قد لايصدقها الاغلبية ، والتى قد لايقبلها عدد ضئيل جداً من المسيحيين . ليس خوفاً ولا جبناً ولكن لعدة أسباب أخرى ترجع لطبيعة المسيحى وتكوينه ، أقول منها . أولاً . . أن المسيحى بطبعه لا يميل للتصادم أو لأستخدام العنف الدموى ، فتعاليم التسامح لديه جزء أساسى فى عقيدته الدينية إن أراد أن يحيا بمنهج المسيح وفى الغالب هو يريد ذلك ، إن الغفران للأخرين لديه مرتبط بغفران الله لخطاياه ويكرر هذا فى صلاتة الربانية اليوميه عدة مرات ، كما ان عبادته لاتقبل إلا بممارسة الغفران . فهو منتج من نسج هذه الخيوط  ،وتعلم منذ الصغر بوصايا لا تجازوا أحداً عن شر بشر . ثانياً .. أن الحكومات السابقة كانت تتعامل مع المسيحيون على أساس أنهم جالية أو فصيل وأنهم مسؤلية الكنيسة وهى المتحدث الرسمى لهم وأختزُلت الكنيسة فى البابا . فأرتوا بماء الزهد الارثوذكسى والجهاد الروحى السلبى (الصوم والصلاة) وهذا هو مفهوم الجهاد المسيحى . ثالثاً .. إن أراد الاقباط أن يفعلوها لكانوا قاموا بها أبان الغزو الاسلام أو فى عصور كانوا فيها أكثر عدداً من الوقت الراهن ، لم يكن يوماً الاقباط أصحاب هوى للقتال . مثل ما حدث فى أسبانيا . فواحدة من الاسباب التى حافظت على بقاء المسيحيين بالمنطقة شدة أنتمائهم الدينى وبعدهم عن المواجهات الدامية وإلا لكان حدث لهم مثل ما حدث للمسيحيين فى بلاد المغرب العربى . رابعاً .. إن التعاليم المسيحية تكرس مفهوم الوطن والدولة والمواطنة ، لهذا لن يكونوا يوماً مليشيات مسلحة ويوم أن يخرج المسيحيون سوف يخرجون مع جموع الشعب المصرى بأعتبارهم جزء من نسيج هذا المجتمع ، مثلما حدث فى 25 يناير ، إن قيمة الوطن ومفهوم المواطنه من أساسيات الشخصية القبطية .

أخيراً .. إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد ، فلا ترتع من الامر ، لأن فوق العالى عالياً يلاحظ ، والأعلى فوقهما .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :