الأقباط متحدون | (33) الأب متى المسكين والنخبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٠٦ | الأحد ٢ يونيو ٢٠١٣ |   ٢٥ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٤٥ السنة الثامنة  
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : .....
٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

(33) الأب متى المسكين والنخبة

الأحد ٢ يونيو ٢٠١٣ - ٤٩: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  د.ماجد عزت إٍسرائيل

          كلمة(نخــبة) فى القاموس العربى  تعنى مجموعة غـالباً ما تكون صغيرة ومنتقاه بدقة،وتمتاز بالثروة الثقافة،أو المركز الاجتماعى أو السلطة السياسية ،وتعنى فى القاموس اللاتينى أيضا الأقـــليـة المنتــخبة أو المنتـقاة من مجــموعــة اجتماعيـة تمارس نفـوذا غــالباً فى تلـك المجموعة أو  حزب أو طائفة دينية أو دولة، ويطـــلق هذا المفهوم على من يشغـلون مراكز عليا في المجتمع، لما يتفوقون به على غيرهم من صفات حـقيقية أو مزعـومة، وللتـمييز بين النخـبة في مجتمع ما، وبين الجـماعــــات الأخرى التي لا تتميز بالصفات نفسها ، لـــذا لا يمكن الحديث عن النخبة إلا فى داخـــل أحد فــــروع النشاط ،ومن فروعها: النخبة الاجتمـاعية، والدينــية،و السياسية،و الثقافية، خلاصة القــول:النخبة هم قـادة الرآى العام والمؤثرين فيه، ويشكلون اتجاهات الرآى العام وتوجيهات المجتمع. 
            
               والقديس الأب متى المسكين كان أحد شيوخ رهبان دير أنبا مقار (1919-2006م)، ترك لنا  تراثـاً ثقافياً ضخماً،يعد فى عصرنا الحالى من أهــــم مصـــادر دراسـة التاريخ، تمثل هذا التراث  فيما هـــو مكتوب أو مخـطوط بخط يده مثل مذكـراته الشخصية التى كتبــــهاــ ونشرت بعد نـياحته، تحت اسم أبونا القمص متى المـــسكين السيرة الذاتية ـ كذلك بعض المراسـلات مع بعض البطاركـــة أو المؤسسات الحكومية والثقافيــة وبعض الشـخصيات ،وهــــناك العديد من المقــــــالات والأبــحاث والدراسات،وما يقرب من نحو أكــثر من( 180) مــؤلف (كــتاب)،ومنها ما هــــو مسموع تمــثل فى العــديد من شـــرائط الكـاست ــ تم تحـــويلها إلى سى دى، وبعض التسجيلات التلفزيونية،والأحاديث المحــــلية والدوليـــة،ومنـها ما هـو فوتوغــــرافى، تمثل فى الصور الــفوتوغرافيـــة مع العـــديد من الشخصيات الدينيـة و السياسية والثقافية والفنـــية،ومنها ما هو شفاهى تمثل فى تم  إلـقاه على تلامـيذه أو أصدقائه من الرهبان،أو المــقربين منه، ولم يتـم تســجيله أو كتابتها.
 
          هذا التراث الثقافى الذى تركه القديس الأب متى المسكين،دفع العديد من الباحثين والمؤرخين وبعض الكتاب فى خارج مصر وداخلها من التنقب بداخلها، عن طريق تشجيع العديد من قــــــيادات النخب الثقافية بعض تلاميذهم على البحث فى هذا التراث،ففى جامعة القاهرة قـــدمت"عايدة نصيف" أطروحة الدكتوراه حول (مقارنة بين توما الأكوينى والأب متى المسكين،بين العــــقل والإيمـــــان)، وقدمت "كاترين كوهلر" الباحثة الألمانية دراسة عن عن( العلاقات الإسلامية والمسيحي) وتركزت دراسته حول "تاريخ حياة الراهب متى المسكين" وهناك دراسـة تاريخية يقوم بإعـــدادها الآن كاتب هذه السطور حول رؤية تاريخية عن "حياة الأب متى المسكين".
        على أية حال،كان لتراث الأب القديس"متى المسكين" دافع للنخبة الثقافية المحلية والدولية من آجراء المــقابلات والتسجيلات والمناظرات العلمية والثقافية،نذكر على سبل المثال (محــــاورة الأب متى المسكين مع جابر عصفور،والراحل نصر حامد أبوزيد،وهــدى وصفى عام 1991م)،كما كانت لقاءاته مع "عاطف العراقى" أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة،و"ذكى سالم"باحث فى الفلسفة الإسلامية، تعد من أروع نماذج للوحدة مصرالثقافية والوطنية.
           كما تحدث الأسقف البريطانى"جـيفرى راويل " من نخب الدينية  فى مقالته(اكتشاف قديس من داخل نسك وروحانية الصحراء) بمناسبة نياحة الأب "متى المسكين فتحدث عن معايشته له من  بدير"أنبا مقار"عام 1979م فذكر قائلاً" سألت الأب متى المسكين آنــــذاك عن اخـــــتباره عن الله فأجاب:إنى اختبارى عن الله كان من خلال الآخرين أكثر من كونه اختبار لنفسى مباشرة،إنى دائمــــا أتغذى على الفتات الساقط من المائدة التى أعدها الله للآخرين بواسطتى).
       خلاصة القول سعت النخب بشتى فروعها من الأستفادة من تراث وثقافة القديس"متى المسكين" سواء كان فى حياته عن طريق عقد المقابلات والمساجلات والمقارنات الثقافية التى تســــهم فى بناء وطننا العزيز مصر،أو بعد نياحته فى البحث والتنقب فى تراثه، الذى يعد من أهم الأرشفيات لدراسة العديد من شتى المجالات الدينية والفلسفية والتاريخية والاجتماعية وغيرها من العلوم.
   وأخير،نحتفل فى هذه الأيام بذكرى نياحة القديس الأب "متى المسكين"االسابعة (2006-2013م)، فـــهل يتأخذ البابا "تواضروس الثانى"( من ديسمبر2012 م أطال الله عمره)،قراراً بًإقــامة مــــزار خاص لهذا القديس؟،أو السماح لجميع المكتبات المسيحية بشتى الكنائيس ببيع كـــــتبه وتـــداوله،أم ســــوف تظل حبيسة داخل اسوار دير أنبا مقار، ومكتبة مرقس بشبرا،ولكن أقول فى النهاية"ذكرى الصديق تدوم إلى الأبد.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :