عادل حزين


  9 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

التدليس صناعة إسلاموية

عادل حزين

ما صنف هؤلاء الكائنات؟ وهل يعد من البشر من مات منه الضمير؟
من بعد أن أتحفنا أحد السادة المتأسلمين بمذكراته عن الإرهاب والإرهابيين وعن أبو فلان وبن علان... يعود ويحاضرنا عن "مفهوم الحرية"! وينتصر في تحفته الجديدة لمفهوم الظواهري – الإرهابي العالمي المعروف – عن الحرية في المقارنة بين ذلك المفهوم ومفهوم بوش عن الحرية.
يقول فض الله فاه أن الظواهري يدعو إلى حرية مقابلة للحرية التي يدعو إليها بوش! وهذا طبعا غير منكور لأن الظواهري يدعو لحرية النساء حسب برقع طالبان، وحرية –عدم –
 الاستماع للموسيقى، وحرية تربية الذقن لما هو أطول من قبضة اليد – لا حرية فيما هو أقصر من ذلك-، وحرية هدم آثار البشرية –ممنوع الحرية في عدم هدمها -، وطبعا لا ننسى أحدث حرية، حرية الذبح الشرعي، وحرية تفجير المخابز بمن فيها، وحرية الانتحار بأحزمة ناسفة في مساجد الشيعة، وحرية إرهاب شعب العراق ومحاولة منعه من الانتخاب، وحريات أخرى كثيرة تصعب على الحصر... يقول –أيضا – أن هذا ما استقر عليه الضمير الإنساني وما تدعوا إليه الشريعة... يقول أيضا "الحقيقة(كذا؟) أن الناس يصدقون الظواهري عندما يسمعونه". الحقيقة التي يعرفها هو طبعا لوحده... وجلا جلا جلا... آية من القرآن وحديث شريف وأدى الحرية وإلا فلا... وعلى من يريد التفكير أو التعقيب أن ينتبه فالآيات والأحاديث في مقالته تضفى القداسة على مقالته وحتى على شخصه وعلى رأيه، ومن يرى غير ما يراه فقد عاد الله ورسوله والظواهري ومحامى الإرهابيين... ويا خسارة "الراية" التي انكسرت تحت وقع فحيح الظلاميين.

مستشار من مصر... رجل قضاء سابق للأسف الشديد... قال له أحد رجال الكنيسة المصرية أن الأقباط المصريين وطنيون مخلصون ويقومون بتحويلات مالية تصل إلى بليون دولار... أنا شخصيا فهمت أن المصريين الأقباط يقومون بتلك التحويلات كما يقوم بها كل مصري وكل جنسيات العالم لأوطانها... أما سيادة المستشار فاستدل من هذه المقولة استدلالا أعوج، وهو أن الأقباط يحولون لكنيستهم هذه الأموال وأنشأ يطالب بتدخل الجهاز المركزي للمحاسبات لمراقبة صرف الكنيسة المصرية لتلك الأموال... وقال وعاد وحلل واستنتج واستشهد بمقولات من صحف صفراء على أنها مراجع معتبرة تؤيد ما يدعو إليه... بصراحة أنا أخجل من تدليس كهذا خاصة إن أنصب على فئة تعانى من حرمانها لحقوق كثيرة، وكنت أظن أن حقوقهم أمانة في عنق المسلمين بداءة تجنيبا لهم من الحرج، وعرفانا بترفعهم عن المطالبة بتلك الحقوق زمنا طويلا، وحفاظهم على عدم المساس بمشاعر المسلمين المصريين حتى الإرهابيين منهم. أما أن نقوم بالتدليس عليهم واستنطاقهم بما لم يقولوا فهذه بصراحة قمة في الوقاحة...

الكنيسة المصرية أو رجال محسوبون عليها صرحوا أنه ليس لديهم مانع من أن يترشح بعض الأقباط على قوائم الجماعة المنحلة في انتخابات مجلس الشعب القادمة!!! لهم أقول بكل الحب "إياكم". مقعد أو اثنين أو حتى عشرين في مجلس الشعب ليست لهم أي قيمة حتى تضعوا أيديكم في أيدي قوم كمثل هؤلاء. وماذا فعل أي عضو بمجلس الشعب أو ماذا في يده أن يفعل حتى تظنون أن مقعد فيه يستأهل أن تضفوا شرعية على أناس كهؤلاء؟ هل رأيتم أحدا سبق وأن تحالف معهم وعاد بأكثر من خفي حنين؟ هل رأيتم ماذا فعل حزب الوفد بنفسه عندما وضع يده في يدهم، وأين هو الآن مما كان؟ هل رأيتم ما حدث لحزب الأحرار وحتى مصر الفتاة وكيف لفظتهم جميعا الجماهير التي وإن كانت طيبة لكنها أبدا ليست عبيطة؟ إن فعلتموها... فهل حسبتم كم ستخسرون من مواقف المعتدلين والعلمانيين المسلمين الذين عولتم عليهم طوال عقود وها قد بدءوا يرفعون الصوت ليؤمنوا لكم استرداد حقوقكم؟ هل يهون عليكم دم فرج فودة؟ هل تبيعون سنوات سجن سعد الدين إبراهيم بثمن بخس هو مقعد في مجلس لا يملك من أمره شيئا؟ هل يهون عليكم التبرؤ من سيد القمني وغيره وغيره من الشرفاء من أجل حصولكم على بعض الحقوق؟ وأي مركز يجد فيه هو وأمثاله أنفسهم إن فعلتموها؟؟؟

عادل حزين
نيويورك

 
 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون