Zürich, 16.05.005
|
-
Eng. Adly A. Youssef
-
Alte Landstrasse 23
-
8702 Zollikon
-
Switzerland
- Tel.: 0041-1/391 42 33
- Fax: 0041-1/391 77 50
- e-mail:
adly.youssef@copts-united.com
|
-
زيورخ 16
مايو 2005
-
صاحب
السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
-
ولي عهد
المملكة العربية السعودية
-
-
بعد التحية
-
لابد أنكم
على علم بأن كل من يعيش في مصر أو يزورها في هذه الأيام العصيبة التي يمر
بها شرقنا الأوسط يتلمس بلا شك حقيقة مؤلمة
وهي انتشار الهوس الإسلامي الوهابي في المحروسة واشتداد التوتر بين أقباط
مصر ومسلميها . وذلك بسبب دولاراتكم التي اغدقتموها
على أولي الأمر والقيادات المصرية الذين باعوا بلدهم للوهابين وعقائدهم .
-
ويرجع هذا
الانتشار الوبائي لهذه الظواهر الضارة إلي تشبع البلاد بأفكار رجعية بالية
ثبت فشلها تماماً في الماضي كإقحام الدين في شئون الدولة وأتباع أفكار
وسياسات وسلوكيات توصف بالإسلامية يأنف منها كل عقلاء المسلمين (وطبعاً
باستثناء الوهابيين الذين نشــروها) .
-
ويعلم
الجميع كذلك دور ومسئولية بلادكم في فرض هذه السلبيات على شعب مصر في وقت
يعاني فيه من تفشي الفقر وسوء الإدارة والحكم مما يجعله فريسة سهلة
للهلوسات والعقائد الوهابية البالية ذات الوقع
السيئ .
-
فالأغراء
بالمال والضغط المستمر العلني والمستتر على من يدير الأمور في مصر وإتباع
طرق الرشوة والخداع والأغراء هي وسائل غير شريفة (علماً بأن دولاراتكم
أغدقتموها فقط على ما لا يزيد على 20 ألف مصري
بينما الضرر الفادح على مصر بسبب دولاراتكم الوهابية أصاب 73 مليون مصري)
يجب أن تتنزه عنها أية دعوة دينية سامية وشريفة.
-
وقد نال
أقباط مصر خاصة نصيب الأسد من المتاعب التي بذرتموها في أرض مصر خلال
الحقبات الثلاثة الماضية . فالأفكار الإسلامية
الوهابية المتطرفة قد عزلتهم عن حقوقهم في ممارسة النشاط السياسي والمساهمة
الفعالة الفعلية في إدارة شئون بلادهم . هذا بالطبع إلي جانب المحاولات
المستديمة لأسلمتهم جميعاً بإغراءات دولاراتكم مسغلين
فقرهم المادي حتى تخلو أرض مصر من أقباطها ! ولعلك تعلم يا صاحب السمو أن
هذه الأسلمة لا تتبع طرق الإقناع بمزايا
الإسلام عن المسيحية (وتجعل لا إكراه في الدين كلام مفرغ من معناه وعكس ما
تنفذه السعودية) . وأنما تعدد حالات ما تظنوه
نجاحاً بأسلمة الأقباط
يرجع إلي سبل ملتوية
كرشوة ضعفاء النفوس واستغلال فقر المعوزين وحماقات الشباب
المندفع وراء سراب العواطف واثارات الجنس . كل
هذا ومصر تتعرض بلا انقطاع لأحاديث التشدد الديني والحث على كراهية غير
المسلمين وضرورة تجنبهم وإخضاعهم بالقوة للإسلام وهم صاغرون .
فإقحام الإسلام في كل أمر من
أمور الحياة الدنيا في مصر من مباريات الرياضة إلي سلوكيات الإنسان اليومية
أدي إلي تكاثر الفتاوى
الغريبة المضحكة ببلاهتها التي لا تعقل والتي أضرت بسمعة الإسلام ضرراً
بليغاً وأصبح يطلق عليهم مؤلفي ومخترعي الفتاوى الوهابية .
-
تحدث هذه
الأمور كافة يا طويل العمر بفضل تأييد وتمويل بلادكم لعملاء
الأسلمة في مصر وكأن
أسلمة مصر هي الحل المؤكد والشاغل الوحيد لانتشال الإسلام من ورطته
الكبرى الحالية والخندق الذي أوقعتم الإسلام فيه بفضل دولاراتكم الوهابية
التي أنجبت أسامة بن لادن والقرضاوي
والزرقاوي والشعراوي
والسماوي وأعوانهم من مجرمي أحداث 9/11/2001 . حتى أصبح العالم المتمدين
يتوقع كل الشر من المسلمين ويتوجس من كل فعل لهم .
ونتج عن ذلك كراهية الإسلام والمسلمين المنفذين للإرهاب كوسيلة لنشر
الإسلام . وكان الأجدر بكم أذن يا طويل العمر أن تنفقوا أموالكم وتبذلوا
جهودكم في تصحيح صورة الإسلام (والتي لطختموها بتخطيط مخابراتكم ووزارتكم
الإسلامية خلال الثلاثين عاماً الماضية وتعاونكم الوثيق مع الأخوان
المسلمين لنشر الإسلام مستعملين القتل والإرهاب وسيلة لذلك) وأصبح الإسلام
ديناً يشجع على القتل والإرهاب .
-
أرفعوا
أيديكم عن مصر وأقباطها . فقد فشل من هم أكثر حيلة وأعظم قدرة وأقوى بطشاً
في القضاء عليهم عبر القرون ومن تبقي منهم على عقيدته ، أنما هو المتمرس
بمواجهة المصاعب والأكثر استعداداً لمقابلة التحديات والتمسك بدينه ومجتمعه
. أنكم تواجهون خلاصة الانتخاب الطبيعي الذي فرض على أقباط مصر فأبقى من هو
الأصلح بينهم بينما ذهب الضعفاء إلي حيث ذهبوا وعلى الباغي تدور الدوائر
ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها .
-
هذا
بالطبع بالإضافة إلي أن زيادة أعداد المسلمين بأسلمة
أقباط مصر لن يفيد الإسلام شيئاً. فالمسلمين يعدون الآن بأكثر من مليار
الآن وأن كان وقعهم في هذا العالم الآن لا يمكن بأن يوصف إيجابياً . بل على
النقيض ، فالعالم الحر كله يعتبرهم رسل ومنفذي
الشرور والإرهاب والخراب والكراهية .
-
يا صاحب
السمو ، لقد حاباك الله بكثيرمن المال ،
فلماذا لا تحسن استخدام هذه الأموال في تطهير دينك مما علق
به من شوائب بسبب تخطيطكم والقضاء على روح
الصلف والتعالي والتعنت التي يتهم العالم كله دولاراتكم الوهابية التي
أنفقتموها لمدة ثلاثين عاماً كاملةً لنشر وترسيخ الوهابية عالمياً .
-
ليكن
تعاونك يا سمو الأمير في القضاء على الإرهاب مخلصاً ودعوياً حتى يعود
للعالم السلام الذي فقده (بسبب السعودية وأن تصلحوا ما أفسدتموه ونشرتموه
من كراهية وقتل في العالم أجمع) فتذكر لكم الإنسانية جمعاء الفضل في إرجاع
الوئام والسكينة بين الشعوب وفي قلوبها بدلاً عن العمل الدائب على استمرار
الكراهية والعنصرية والقهر وإجبار المستضعفين على إتباع دين رفضوه في
الماضي وسيستمرون في رفضه مستقبلاً طالما أتيحت لهم فرص الخيار الحر وسيرى
الذين ظلموا أي منقلباً ينقلبون .
-
وأنك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ولا يصح إلا الصحيح والحق أحق أن
يتبع كما أن الرجوع إلي الحق فضيلة والمكابرة في الخطأ رذيلة .
-
مع تحياتي
-
-
مهندس /
عدلي أباد ير يوسف
-
رئيس
المؤتمر الدولي الأول لأقباط المهجر المنعقد في زيورخ في الفترة من 23 إلى
25 سبتمبر 2004 .
-
رئيس
اللجنة التأسيسية لمؤتمر اتحاد الأقباط المنعقد في زيورخ من 29 إلى 30
يناير 2005
|
|
|
|