د. يوسف عاذر


  25 نوفمبر 2004

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

السلام الضائع علي أرض مصر

أن الشعب المصري بالبلاد الأوروبية وبلاد المهجر "وأنا واحد منهم" شعباً محب لوطنه الأم مصر، أنها تعيش في أعماقه، فأرواحهم تعيش في مصر وأجسادهم تعيش في بلاد الغربة، فحبهم لمصر وطنهم الأصلي حب لا يوصف ولا يمكن التعبير عنه، ولعل القول الخالد لقداسة البابا شنودة الثالث أطال الله حياته حين قال عن عمق مشاعره ومشاعر أبنائه الأقباط: "أن مصر وطناً لا نعيش فيه وإنما وطناً يعيش فينا" لأبلغ تعبير عن مشاعر الأقباط عامة وأقباط بلاد الغربة خاصة.

فمن يهاجمون أقباط الدول الأوروبية والمهجر ويتهمونهم اتهامات باطلة ليست صحيحة تصل إلى اتهامهم بالخيانة فمخطئون .....فأنهم عن جهالة ودون معرفة حقيقية لروح الديمقراطية التي تسود مجتمعاتنا المتحضرة التي تقوم علي حرية الرأي والتعبير عنه بطريقة أو أخري لا تعجب بعض المتسرعين الغير فاهمين لروح الديمقراطية الحقيقية فأقل ما يقال أن الجهل يطمس الحقائق فلا يميزون بين الاحتجاجات السلمية التي تبعد تماماً عن أساليب العنف وتلك التي تنشر الإرهاب والعنف في كل مكان.

وإذا تغلغلنا أكثر فسنجد أن تسميم جو المودة وإيجاد الفرقة بين أبناء الوطن يعود إلي الجماعات المتأسلمة التي نشأت علي التعاليم الخاطئة وتعاليم التعصب الديني لجماعة الأخوان المسلمين. فان استخدام أساليب العنف والتنكيل بكل ما هو غير مسلم لبعيد كل البعد عن روح الدين وأيضا عن روح الوطنية التي تدعو بالأخوة في الوطن، وأن الدين لله والوطن للجميع.

أن هذا التيار البغيض أدي إلى الكثير من الاعتداءات العلنية والمستترة ضد الأقباط داخل مصر علي يد كل من تأثر بتعاليمهم. وللأسف أن تأثير هذه الجماعة كبيراً جداً علي الشعب الطيب الذي يضع الدين في المرتبة الأولى ....... وكان أخطر ما حدث انتشار تعاليم هذه الجماعة في المدارس فتربي النشء بل أجيال كاملة علي تكفير غي المسلمين بل والمعتدلين أصحاب الفكر المتحضر من المسلمين.

أن عهد السلام الذي عاشه الأقباط في عهد ما قبل ثورة يوليو 23 ونسبياً في عهد عبد الناصر للأسف قد مضي ليأتي عهد السلام الضائع، عهد الأخوان وسيطرة الجماعات المتأسلمة الإرهابية عهد التسيب علي يد الرءيس السادات ليعيد بذلك عهد المأمور والمين والحاكم بأمر الله ....... وكانت الطامة الكبرى هي تحويل أقباط مصر إلى مواطنين من الدرجة الثانية، أهل ذمة .... وذلك أعطي كل عدو للمسيحية إشارة خضراء لمهاجمة الأقباط في دينهم وعقائدهم وأنا لا أبالغ ولا يستطيع اى انسان ان يتهمني بالمغالطة لان تسجيلات الداعية الآكبر المنتقل الشيخ الشعراوي تملأ الدنيا وكلها تحقيراً للمسيحي بل فيها أيضا أهانات بالغة للمسيح نفسه "سيده عيسى".

وهكذا ظهرت أشياء جديدة على المجتمع المصري المتحضر الراقي ....... ظهرت الجلاليب واللحي والقباقيب وانتشرت في كل مدن مصر ..... هؤلاء هم الذين قتل علي أيديهم السلام علي أرض السلام. وبدأنا نعرف أشياء كانت غريبة علي مصر ........ عرفنا حرق الكنائس والسطو علي محلات الأقباط ونهب محتوياتها وقتل أصحابها.

أليس ما سبق هو رد موجزاً علي هؤلاء المرتزقة الذين يتطاولون علي أقباط البلاد الأوروبية ويوسعونهم هجوماً ..... فماذا يظن هؤلاء..... فكل ما حدث ضد حضارة مصر وضد أقباطها ألم يكن له رد فعل علي أقباط بلاد الغربة الذين يصنعون مستقبل شريف لهم رافعين أسم مصر عالياً في مختلف الميادين فيفاجئون بما يحدث في مصر .... ألم يكن من حقهم أن يكونوا هذه الجماعات القبطية التي تدافع سلمياً عن أهلهم في مصر. ألم يكن من حق هؤلاء الأقباط إقامة المؤتمرات الدولية من أجل الدفاع عن حقوق الأقباط بعد أن وقفت الحكومة المصرية موقف المتفرج دون إي محاولة لتعديل الأوضاع. ألم يكن من حقهم نشر الحوادث التي حدثت لأهاليهم ..... أن هذه الجماعات القبطية وهؤلاء الأقباط كحقيقة للتاريخ لم يدعوا في يوم من الأيام للجهاد أو لا سمح الله بحمل السلاح ..... وإنما كل جهادهم كان بالكلمة وحق التعبير المكفول بكل الدول المتحضرة.

أن هناك يد خفية من شرذمة التعصب والحقد تلعب دوراً خضيراً في الظلام، أنها يد خفية ترسم وتخطط لاستمرارية وتجديد الحقد ضد أقباط مصر.

أننا نتمنى من أعماق قلوبنا أن يأتي الوقت سريعاً الذي يقوم فيه شعب مصر بأقباطه ومسلميه برفع شعار ليحيا الهلال والصليب.

أن هذا يتطلب عمل كبير من شعب مصر وحكومته، عمل يتطلب جهد من مجلس شعب مصر والأحزاب والأعلم وكل المؤسسات المصرية من أجل نشر الحب والعدل والمساواة والتخلص من العابثين في الظلام ... تلك الفئران التالفة للكرمة.

أننا لا نكره ولا نحقد على أحد فأن عقيدتنا تدعونا لحب الجميع حتى الأعداء الذين يكيلون لنا الشر. فلنصلى من أجلهم ليهديهم الرب إلى طريق الله الحق ....طريق الحب ..... حب كل إنسان ليس فقط على ارض مصر بل إينما كان ......

وكما قال أحد شيوخ البرية: "....محبة الغريب مرتبطة بمحبة الله، لو انتهت المحبة للغريب هكذا أيضا تنتهي المحبة لله، فالذي لا يحب قريبة لا يحب الله نفسه".

أذن فلنتضرع جميعاً ليعود السلام الضائع على أرض السلام، إلى أرض مصر.

info@copts-uniteed.com

 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون

 Last Update : 25.01.2005 17:15:29 +0100  :أحر تحديث