عصام نسيم


  18 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

المشاكل الحقيقة

 

ظاهرة بدأت في الانتشار  مؤخراً في الفضائيات  وهي استضافت بعض رجال الدين المسيحي من الأقباط و بعض العلمانيين ومناقشة بعض المشاكل الخاصة بالأقباط وربما يكون هذا شيء جيد ولكن للأسف معظم الأمور التي تناقش في هذه البرامج توافه بالنسبة لمشاكل الأقباط الحقيقة . والحقيقة أن المسئولين عن هذه البرامج لا يعنيهم شئون الأقباط فعلا ولكن الأمر كله هو تقديم مواضيع تجذب لها شريحة من المشاهدين مثل الأقباط .

وفي برنامج جديد يذاع علي قناة دريم ، اذيعت حلقة من هذه النوعية وكان ضيوف الحلقة أبونا صليب متى والثاني هو كمال زاخر موسي وكان الموضوع هو سفر الأقباط للقدس ومنع قداسة البابا لهذا السفر وطبعا كان كمال زاخر من المعارضين بل المعاتبين للبابا علي هذه القرار وأبونا من المؤيدين .

 وأنا بصراحة اعتبر كمال زاخر هذا من الأقباط أولاد يهوذا الذين باعوا مسيحهم من اجل حفنة  من التراب وقد كان واضح جدا حقده للبابا والكنيسة في موقفه في أحداث وفاء قسطنطين وما نشره عن هذا الموضوع خير دليل   .

 وكانت ستكون هذه الحلقة أكثر أهمية ونفعاً لو أنها ناقشت مشكلة حقيقية من مشاكل الأقباط .

نعود للبرنامج و نري كمال يعترض من اجل الاعتراض وواضح طبعاً انه يريد أن يوجه اللوم علي البابا وخلاص ولا اعرف من هذا الذي يوجه اللوم للبابا العظيم علي احدي قراراته .

وكان من أسباب اعتراض عم زاخر علي قرار البابا أن هذا القرار سياسي والبابا هو أب روحي فقط ثم أن معظم الأقباط يريدون السفر للقدس ومنهم من يسافر فعلا لكي يتبركوا من الأماكن التي ولد وعاش فيها السيد المسيح له المجد وأيضاً كيف لشخص واحد أن ينفرد بقرار يخص الأقباط جميعا ورغم رد أبونا عليه ولكن لم تكن الردود الكافية لمثل هذا الشخص .

ولا اعرف من هذا ليتكلم عن الأقباط وقرار يخصه هل اشتكي له الأقباط أن معظم الأقباط أن لم يكن جميعهم التابعين للكنيسة الأرثوذكسية تثق في البابا وقراراته الحكيمة حتى لو كانوا أحياناً لا يفهمون مخزي القرار في وقته ولكن سيفهمون فيما بعد ثم من هؤلاء الأقباط الذين يعارضون قرار البابا ويريدون السفر للقدس أن الشريحة الأعظم  من الأقباط  يرفضون أن يسافروا للقدس  في ظل الوضع الحالي من حروب واغتيالات وانفجارات  فأي بركة سوف يحصلون عليها في هذا الجو المخيف .   ومن يريدون البركة فليزورا الأماكن التي زارها السيد  المسيح في مصر وباركها إن كانت الحكاية مجرد بركة وليست مظهرية . ثم من يريد أن يسافر فليسافر فالبابا قال قرار ومن يريد أن يقبله يقبله ومن يرفضه فليرفض .

أما بالنسبة بان القرار سياسي والبابا هو أب روحي فليس من حقه مثل هذه القرارات .

أولاً يجب أن البابا مسئول مسئولية كاملة عن شعبه ومن حقه أن يتخذ من قرارات وأمور تخص أبنائه فالكنيسة كلها مسئولية البابا في المقام الاول  وان كان يظهر هذا القرار انه سياسي ولكن اتخاذ البابا له كان في المقام الاول لمصلحة الأقباط اولا وأخيرا ويجب ان نعي هذا تماما .

ويجب أن نعلم أن عداء السادات للبابا شنوده بعد معاهدة السلام هو منع الأقباط من السفر للقدس وكان هذا ضد رغبة السادات ولنا أن نتخيل لو كان البابا قد صرح فعلاً للأقباط بالسفر للقدس لكانوا اتهموا بالخيانة والعمالة  وطبعا نعرف نتيجة ذلك والتي كان سيدفع ثمنها الأقباط هنا وهناك وإذا كان الأقباط رغم وطنيتهم يلاقون ما نراه من اضطهادا فماذا سيكون الأمر لو إنهم خانوا القضية وأصبحوا أتباع إسرائيل وغيرها من الاتهامات التي كانوا سيتهمونهم بها .

مره أخرى نقول للزاخر هذا أن الأقباط يثقون تماما في حكمة البابا وحسن قيادته للكنيسة فاخرج أنت وأمثالك منها لتسير بأمان فعدائك الواضح للبابا يظهر من كلامك فمن أنت يا من تدين البابا وقراراته .

أما بالنسبة لادعائه بانفراد البابا باتخاذ القرارات يجب أن نوضح له أن البابا لا يتخذ قرار إلا بعد موافقة المجمع المقدس ثم أن الكنيسة كلها في كل أنحاء العالم تصلي من اجل البابا ليرشده الرب إلي صالح الكنيسة كلها ونحن نؤمن أن من يقود هذه الكنيسة ليس البابا ولكن السيد المسيح فهو رب الكنيسة وقائدها الأول .

وأحب أن اذكر كمال زاخر أن في عهد قداسة البابا كيرلس السادس القديس العظيم كان يوجد الكثير من عينتك والذين يكيلون الاتهامات بالبابا ويتهموه بالدجل مرة وبالجهل مرة وانه لا يستطيع أن يدير شئون الكنيسة ولا جديد تحت الشمس  فمن هم علي شاكلتك أنت وغيرك موجودون في كل وقت ولكن أين هم هؤلاء الآن وأين هو القديس البابا كيرلس يجب أن تتعلم من أخطاء الغير ربما مازال هناك وقت للتوبة ...

 

ملحوظة أخيرة أثناء حديث المذيعة قالت أن مثل هذه البرامج لتؤكد ضرورة فصل الدين عن الدولة سواء في المسيحية أو الإسلام وأنا لا اعرف أي دين وأي دولة فهذه المذيعة تتكلم دون أن تعلم أن في المسيحية لا يوجد دين ودولة .

وبصراحة الموضوع كله كان ليس له أي لزوم وأنا أعاتب علي رجال الدين الذين يذهبون ألي مثل هذه البرامج فيجب أولاً أن نري الموضوع أن كان فعلا يناقش مشكلة حقيقية فليكن وان كان لا فلا داعي منه يجب أن نرفض مناقشة القشور وترك المشاكل الحقيقة دون محاولة لحلها أو حتى عرضها   .

Essam nesim

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون