عصام نسيم


  2 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

  كفي تزييف للتاريخ

بقلم: عصام نسيم

بخصوص البلاغ الذي قدمته لجنة الشريعة بنقابة المحامين للنائب العام بشأن الاعتداءات اللفظية علي رموز إسلامية وسبها من خلال جريدة  الكتيبة الطبية التي تصدرها كنيسة العذراء والبابا كيرلس بمنطقة عزبة النخل بالقاهرة كما تشير اللجنة إلي أن الجريدة أرادت إفهام الناس أن المسلمين ليسوا مصريين وأنهم عبارة عن غزاة لأهل البلد الأصليين  ووصف المسلمين الغزاة بالرعاع  أيضاً هجومه علي عمرو بن العاص وغيرها من الأمور التي ذكرتها المقالة المنشورة في موقع المصريين وفي النهاية تقول اللجنة أن المقالة القبيحة تذكي  نار الفتنة  كما طالبت اللجنة من النائب العام معاقبة المسئولين علي السب والقذف التي تتعرض له المقدسات الإسلامية .....الخ .

لا اعلم إلي متى يصر مثل هؤلاء الجهلاء إلي تزييف التاريخ والإصرار علي طمس الحقائق والكشف عن ما يخبئه التاريخ الأسود للغزاة من ويلات وخراب وقتل جاءوا  به معهم من صحرائهم القاحلة ، إلي متى يتجاهلوا التاريخ المكتوب من مؤرخين سواء مسلمين أو مسيحيين  مستغلين جهل الكثير  حتى لا تنكشف حقبة تاريخية هي سوداء بالنسبة لهؤلاء الغزاة الذين أتوا إلي مصر محتلين لها ناهبين ثرواتها مضطهدين لأهلها ، أننا بعرضنا وكشفنا لهذا التاريخ لا نريد الثأر أو معاقبة الجناة مثلا ولكن لكشف  حقائق ظلت مختفية علي مدار 14 قرن من الزمان لتكشف كم تحمل هذا الشعب القبطي العظيم  وكيف استمر بقاؤه في ظل هذا الحكم الهمجي  .

والأقباط بكشفهم هذه الحقائق لا يأتون بشيء من عندهم ولكن كل شيء مدون في كتب التاريخ من مؤرخين معروفين للجميع كما انه يوجد من المسلمين الشرفاء من أشار بكل صراحة واصفا هذا الغزو وحقائقه . أذن لماذا هذه الثورة علي الأقباط لا لشيء إلا لأنهم يكشفون تاريخ أجدادهم وكم تحملوا في سبيل إيمانهم وكشف الزيف عن شخصيات يعتقد الناس أنهم في مصاف القديسين وهم في الحقيقة مجرد محتلين ولصوص أموال وقتلة .

وهل أتعب اللجنة الموقرة لفظ رعاع علي العرب الغزاة وان أقول لهم بأي وصف يصف لنا أناس  جاءوا  للقتل والنهب والخراب ، أناس كان كل همهم هو القتل والتخريب ثم نهب الثروات أو خيرات البلاد وشحنها إلي وطنهم الأم ، بماذا يوصف لنا مثل هؤلاء الغزاة والذين دمروا مدن بأكملها وشردوا أهلها واغتصبوا نسائها وخربوا كنائسها انه تاريخ مكتوب ويعرفه كل مطلع علي التاريخ وليس ادعاء علي احد .

 وسأورد هنا بعض ما فعله الغزاة الفاتحين لإيضاح هل فعلا كانوا فاتحين جاءوا بسلام أم أنهم فعلا  كما ذكر  عنهم الفرد بتلر في كتابه تاريخ مصر هذا الوصف قاله  المقوقس لهرقل ليصفهم قال   "أن العرب هم قوم الموت ... وان الله أخرجهم لخراب الأرض " واعتقد أن هذا خير دليل يكشف لنا حقيقتهم .وسأورد هنا ما قاله الأسقف يوحنا النقيوسي  أسقف نيقوس والمؤرخ القبطي الوحيد المعاصر للغزو وهو كافي ليصف لنا  أسلوب الغزاة .

يذكر  يوحنا النقيوسي في الفصل (118) الاستيلاء على نقيوس (بعد هروب الجيش الروماني من المدينة) فيقول: " أتى المسلمون بعد ذلك إلى نيقوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نيقوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".

وكلمت فلنصمت تدل علي شدة الفظائع والتي يعجز اللسان علي وصفها هذا كان أسلوب المحتل الغازي كما انه يصف شدة المعاناة التي عانها المصريين بسبب الجزية التي فرضت عليهم والتي كانوا العرب يأخذون أطفال الذين لا يقدرون علي دفعها فيقول "ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المدينة بأكملها فكان الأهالي يقدمون أولادهم بدلا من المبالغ الضخمة المطلوب منهم دفعها شهرياً، ولم يوجد من يقوم بمساعدتهم، وقد تركهم الله ودفعهم إلى أيدي أعدائهم". الفصل (121)                

أما بالنسبة لعمرو بن العاص والهجوم عليه ففي الحقيقة عمرو بن العاص لم يزد علي انه مجرد محتل و ناهب لثروات مصر وخيراتها لشحنها للجزيرة العربية والتي كانت تعاني القحط والمجاعة في هذا الوقت وخير دليل شقه للترعة التي ربطت النيل بالبحر الأحمر لتوصيل المؤن بسهولة إلي الجزيرة العربية (المقريزي الجزء الثالث ص 30) مصر والتي وصفها عمرو بن العاص الذي عندما أراد عثمان ابن عفان أن يعينه القائد الحربي في مصر ويعين عبدالله بن سعد علي الخراج (الجزية )قال مقولته الشهيرة ( أنا أذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها.    (المقريزي الجزء الأول(8)  ص 309و314)بقره ، مصر في نظر هؤلاء مجرد بقره تدر لهم اللبن ...  لا تعليق .                      

أيضاً هذه  القصة تؤكد لنا حقيقة عمرو والتي ذكرها  أيضاً المقريزي في تاريخه الجزء الأول ... يقول أن عمروً أعلن لأهل مصر: أن من كتمني كنزاً عنده فقدرت عليه قتلته!!
وقيل له أن قبطياً من الصعيد اسمه بطرس لديه كنز فرعوني فحبسه عمرو واستجوبه فأصر على الإنكار، وعلم عمرو بذكائه مكان الكنز فاستولى عليه وقتل المصري وعلق رأسه على باب المسجد، فارتعب الأقباط ومن كان عنده كنز أسرع بتسليمه إلى عمرو.. ويذكر المقريزي أن عمروً اعتقل قبطياً آخر اتهمه بممالاة الروم واستجوبه وحصل منه على أكثر من خمسين أردباً من الذهب..!! ومن مجموع هذه المصادرات تضخمت ثروة عمرو الشخصية وحين حضرته الوفاة استحضر أمواله فكانت (140) أردباً من الذهب
. ولا تعليق ,,,,,

هذه الحقائق البسيطة مجرد سطور بسيطة من هذا التاريخ الأسود ونريد من هؤلاء المدافعين  عن هؤلاء الغزاة أن يقولوا لنا هل كانوا هؤلاء القوم فعلا أناس طبعين أم أناس متوحشي الطبع وبشهادة التاريخ نريد من مثل هؤلاء أن يكفوا عن تضليل البسطاء وتسمية الأمور بأسماء كاذبة مثل الغزو بأنه فتح والغزاة القتلة بأنهم فاتحين محررين والقتل والنهب والخراب بأنه جهاد  نريد فقط الحقيقة لا غير .

نقطة أخيرة بخصوص ما ذكرته اللجنة الموقرة بأن هذه المقالة تذكي نار الفتنة  وأنا أقول لهم هل كشف الحقائق التاريخية المدونة يذكي نار الفتنة وما ينشر في الجرائد حتى الحكومية من تجريح للأقباط وطعن في عقيدتهم لا يذكي نار الفتنة وهل ما يعرض من برامج ومسلسلات وأفلام كلها تهاجم المسيحية والأقباط وتجرح مشاعرهم  إلا يذكي نار الفتنة وهل ما يذاع في كل مكان ووقت في ميكرفونات الجوامع بان المسيحيين كفره ومحرفين لكتابهم  إلا يذكي نار الفتنة أم أن الفتنة لا تأتي إلا بما يكتبه الأقباط من حقائق . نريد فقط أن نعرف ....

ملحوظة هامة :

أن الغزاة الذين قدموا إلي مصر كانوا جميعهم من شبه الجزيرة العربية أما مسلمي اليوم من المصرين فهم mix  خليط من أقباط مصر الذين اسلموا بسبب الاضطهاد أو الجزية أو غيره من الأسباب والقبائل العربية التي أتت إلي مصر علي مدار القرون الماضية واختلطوا بمسلمي مصر  أذن المصريين المسلمين اليوم هم خليط من الأقباط الذين اسلموا والعرب الغازيين والنازحين

أذن القول بان مسلمي اليوم ليسوا مصريين هو قول غير صحيح .

Essam nesim

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون