عصام نسيم


  30 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

سياسية أم دينية

 

بقلم: عصام نسيم

 

 في استطلاع للرأي قام به احد برامج قناة الجزيرة حول العمليات الإرهابية الأخيرة  وكان حول هل هذه العمليات الدوافع لها سياسية أم دينية وجاء الاستطلاع بنسبة 36% دينية و64% سياسية ولكن فات من يقومون بالاستطلاع أن يضيفوا سياسية دينية فحتى لو كانت الدوافع سياسية ولكن لا يمكن فصلها عن الدين فهؤلاء الإرهابيون الإسلاميون  لا يقومون بأي عمل إلا وكان له دافع ديني فكل شيء يقومون به يكون من وجهة نظرهم من اجل الدين وبالدين إذن القول بان دوافع هذه العمليات هي سياسية هو قول زائف مغلوط يريدون به أن يبرئوا به الدين من تهمة التحريض علي القتل ليس إلا .

ونظرة بسيطة إلي تاريخ الإرهاب الإسلامي ندرك فعلا أن ما يقومون بهذه العمليات يكون الدافع الأول لهم هو الدين ولكن أحياناً تكون له أهداف سياسية أيضا ولكنهم يستخدمون الدين أيضا ليصلوا إلي ما يريدون وكما ذكرت هذا ما يسمي سياسية دينية فمثلا جماعة الأخوان المسلمون في مصر هدفها الأول والأخير هو الوصول للحكم ولكنهم يستخدمون الدين وشعاراته حتى  يصلوا إلي ما يريدون أذن هنا لا نستطيع فصل الدين عن السياسة .

ولكن الكثير من الإحداث الإرهابية والتي تحدث ألان لا نستطيع أن نقول أنها سياسية أبدا بدون الدافع الديني فمثلا تفجيرات 11 سبتمبر ما هي الدوافع السياسية لها لقد كانت أمريكا لم تحتل العراق بعد وهل كان مجرد وجود بعض القوات الأمريكية في السعودية يكون سبب في هذه التفجيرات أو مشكلة القضية الفلسطينية أيضاً ممكن أن تكون دافع لكل هذا الخراب أبدا .

أيضاً تفجيرات مدريد ولندن ثم تفجيرات شرم الشيخ ما هي الدوافع السياسية لها لقد ثبت في تفجيرات شرم أن من المطلوبين 4 باكستانيين أذن ما هي دوافع هؤلاء الباكستانيين ليقوموا بكل هذا التخريب والقتل وما هي الدوافع السياسية لهم ليقتلوا سواء سائحين سالمين أو عمال مصريين ليس لهم علاقة بأي شيء يخص السياسة  ، أن الإرهاب الديني موجود ومتغلغل في التاريخ الإسلامي منذ نشأته وهذا أمر لا يستطيع أن ينكره احد كما أن الإرهابيين الإسلاميين هم الوحيدين الذين في كل عملياتهم يكون المرجع لهم نصوص وآيات من القران وفتاوى شيوخ الإرهاب .

  أيضاً من يقوم بالعمليات الانتحارية مثلا ما هو الذي سوف يجنيه سياسيا من تفجير نفسه مع الآخرين ولكنه يعتقد انه بقيامه بهذا العمل سوف يذهب مباشرة إلي الجنة لينعم بالبنات الحور وغيره من نعيم الجنة كما انه يعتقد انه بقتله هؤلاء ألكفره أعداء دينه هو يقدم اكبر خدمة لدينه ولألهه هذه هي نظرة أي شخص يقوم بعمليات إرهابية والدين هو الدافع وهو المحرك وهو الهدف أيضا لمثل هؤلاء ,

إذن من يقولون مثلا أن العمليات الإرهابية هي ردود أفعال لما يحدث في العراق أو فلسطين هم كاذبون ويخدعون الآخرين بهذا الرأي فمثل هؤلاء الإرهابيون ثقافتهم ثقافة عدائية نحو الأخر وهم يفعلون كل ما بوسعهم لتدمير الأخر فهم يعتقدون بذلك أن هذا سوف يعيد أمجادهم السابقة .

ولو حلت مشكلة العراق وفلسطين لن ينتهي هذا الإرهاب وسيجدون في وقتها سبب آخر لإرهابهم يعلقون عليه دوافعهم الزائفة .

أن من تعلم وتربي علي ثقافة كراهية الآخر والعداء للمختلف عنه دينيا وانه  يجب عليه أن يحاربه بكل الطرق حتى يؤمن بما يؤمن ليس من الغريب عليه أن يقوم بكل ما نراه من قتل وتخريب ودمار في كل مكان في العالم . 

في حديث ابن لادن بعد أحداث سبتمبر وكان موجها للولايات المتحدة قال ( تحبون الحياة ونحن نعشق الموت ) وهذه المقولة هي خلاصة ما يؤمنون به فهم يعشقون الموت سواء موت الآخر بقتلهم له أو موتهم هم في سبيل تحقيق ما يؤمنون به هذه هي ثقافتهم ثقافة الموت وكما قلنا أساس هذه الثقافة هو الدين وآياته ونصوصه .

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون