عصام نسيم


04 سيتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

خطب الجمعة وبذار الكراهية
عصام نسيم

من عوامل زيادة الكراهية في مجتمعنا بين المسلم وغير المسلم أمور كثيرة وجميعها مرتبط بالتدين والنشأة الدينة حيث يشمل تدين الكثير من المسلمين الكثير من الرفض للأخر والتعامل معه علي انه كافر عدو الدين والله ولعل من أهم محرضي المسلمين علي هذه الكراهية والرفض هم شيوخ الجوامع بما يقولوه أو يعلموا للمسلمين في الجوامع وخاصة في خطبة الجمعة والتي يذهب إليها الكثير من المصليين الذي ربما لا يذهبون للجامع إلا في هذه الصلاة فقط نظرا لأهميتها عند المسلمين فلذلك يجد الكثير من الشيوخ أنها فرصة لنشر وزرع في عقولهم أفكار هؤلاء الشيوخ المتطرفين فكرا قولا وللأسف مثل هؤلاء الشيوخ الجهلاء يقولون ما يقولون دون مراعاة لمشاعر المسيحيين الذين في كثير من الأحيان تكون منازلهم تجاور هذه الجوامع وكأن ما يتحدثون عنهم موجودون في بلاد أخري غير بلادهم فكثيرا ما اسمع بأذني إن النصارى كفار لا يجب التعامل معهم يعبدون ثلاثة آلهة محرفين لكتابهم.... الخ وكنت أقول لنفسي ماذا سيستفيد هذا الشيخ من كلامه هذا غير كراهية المسلم لغير المسلم ورفض التعامل معه؟! ماذا سيستفيد هذا الشيخ ومن مثله من زارعي الكراهية وبذار التفرقة بين المسلم والمسيحي ماذا سيجنون ويستفيدون؟! أهو إخراج ما بداخلهم من كراهية وكبت وشعور بالفشل والنقص في كل شئ؟ أم شعورهم بالدونية نحو الأخر والذي يعوضوه بمثل هذا الكلام؟ ربما يعطيهم شعور بأنهم أفضل, والحق إن ما يقولوه ما هو إلا من الخراب الذي بداخلهم وكما قال السيد المسيح (الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح و الإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه (لو 6: 45) فهم بكلامهم هذا يخرجون ما في قلوبهم من كراهية وحقد نحو الأخر. إن الشيطان قد وجد فيهم التلميذ الجيد ليستخدمهم لتنفيذ أغراضه وزرع الكراهية والتفرقة بين الإنسان وأخيه كذلك محاربة المؤمنين واضطهادهم كما يفعل في كل مكان وزمان.
ان مثل هؤلاء الشيوخ ينطبق عليهم قول الرسول بولس (حنجرتهم قبر مفتوح بألسنتهم قد مكروا سم الاصلال تحت شفاههم ( رو 3: 13 ). فكل ما يخرج من فمهم هو موت وسموم تقتل وتخرب.
والذي دفعني لكتابة هذه الكلمات هو ما سمعته يوم الجمعة الماضية أثناء خطبة الجمعة من الجامع الكائن بالقرب من منزلنا فقد ذهلت وأنا اسمع شيخ من شيوخ الجهل هؤلاء وهو يقول أثناء خطبته والتي كانت عن محبة المسلم لغير المسلم وكيف إنها ضلال فيقول إنني أتعجب عندما يأتي مسلم ويقول انه يحب ببريطاني أو أمريكي (طبعا كلمة بريطاني أو أمريكي هي مرادف كلمة مسيح ) أو انه يحب يهودي كافر كيف علي المسلم أن يفعل ذلك إن هذا الأمر يقود ألي الكفر ثم استشهد بالحديث الشريف الذي يقول (((يحشر المرء مع من يحب يوم القيامة ))) إذن فكل من يحب كافر سوف يحشر معه يوم القيامة.
انظروا ماذا يقول هذا الشيخ المحرض علي الكراهية والذي اعتقد أنها كلمات الشيطان علي لسانه لقد كنت أريد أن اذهب إليه وأقول له ماذا تقول وماذا تعلم أي تعليم هذه وأي دين هذا الذي يعلم وينشر الكراهية نحو الآخرين!!! ماذا تريد من كلامك هذا؟ هل تريد أن لا يتعامل أي مسلم مع أخيه المسيحي لأنه كافر؟! طبعا بل يكره ويبتعد عنه حتي لا يحشر معه يوم القيامة ماذا تقول أيها الزارع الكراهية والبغض في نفوس هؤلاء الناس هل تعتقد بقولك هذا انك ترضي إلهك أي اله هذا الذي يريد الكراهية والبغض نحو الإنسان وأخيه؟! وماذا ستكون نتيجة كلامك هذا؟!
لقد كنت أتمني أن يرد علي هذا الشيخ احد العقلاء ويقول له أيها الشيخ ما تقوله يزرع الكراهية بين المسلم وأخيه المسيحي وليس من الضروري إنني إن أحببت شخص أن احشر معه والا أصبحنا أمه تكره العالم كله ولا تتعامل معه ومن ثم لن يتعامل معنا احد وسنصبح أمه معزولة مثل الإنسان المريض بمرض معدي....
ولكن للأسف لم يكن موجود احد من هؤلاء العقلاء صانعي السلام بين الناس واعتقد أنهم ليسوا بموجودين في مجتمعاتنا هذه، فصوت الجهل والكراهية هو الصوت العالي في كل مكان من بلادنا وزراعة الكراهية من خلال هذه الخطب أصبحت هي العمل الأكبر لهؤلاء الشيوخ وغيرهم من مخربي العقول والقلوب, لقد أصبحنا نسمع الأفكار المسمومة والمتطرفة في كل وقت وفي كل مكان دون محاسبة من أي مسئول ليقول لمثل هؤلاء ماذا تقولون ؟ إنني كثيرا اشعر بانتا نعيش داخل احدي قبائل البدو في الصحراء وليس في مجتمع به سلطات تحكم وتحاسب المسئولين عن هذا التخريب .
إن مسئولين الأمن في بلدنا ليس لديهم الوقت لمحاسبة مثل هؤلاء المخربون فلديهم الكثير من الاهتمامات الاخري ومنها ملاحقة الأقباط أعداء الوطن !!!! الذين يريدون تخريبه وزعزعة أمنه ببناء كنائسهم ليصنعوا بها القنابل النووية والأسلحة البيولوجية أيضا !!!!!!!!!! وليس كنائسهم فقط بل مدافنهم أيضا فربما يقوم أمواتهم ليلا ليخيفوا المسلمين ويرعبوهم اه ه ه أي زمن وأي بلد هذا الذي تمنع فيه بناء كنيسة تعلم وتربي أبنائها التسامح والحب نحو الجميع حتى الأعداء كنيسة تكون ميناء سلام للجميع في هذا العالم المضطرب في الوقت الذي تبني فيه الجوامع في كل مكان حتى الجراجات وبدروم المنازل لتنشر وتزرع الكراهية والتفرقة بين الإنسان وأخيه دون أي محاسبة أو رقابة من أي جهة ولكن لماذا التعجب ونحن في ارض العجائب وزمن العجائب زمن الصوت العالي فيه للباطل والشر والكراهية وليس للحب والتسامح.
وكما قال السيد المسيح: هذه ساعتكم و سلطان الظلمة ( لو 22 : 53 )

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون