-
روح مصر الحيه
....
-
-
كان هذا هو عنوان العظه
التي ألقاها أبونا القمص تادرس يعقوب ملطي مساء السبت في عشية
الأحد ... وكم تمتع الحاضرين بالأرتقاء الروحي المشهور به القمص
تادرس يعقوب ملطي. قال للحاضرين إنه هناك ثلاثة أنواع من البشر
وهم الأغلبيه. بشر يلهث وراء المعجزات. وبشر قليلون يجلسون
تحت أقدام الرب مع إمه مريم و لا يرغبون في أن يروا أى معجزات
لأنهم متأكدين أن الرب الاله قادر علي كل شئ ومتأكدين من قدراته.
فهم ليسوا بحاجه ليروا معجزات فهم جالسون تحت أقدام الرب.
والفئه الثالثه وهي أقل القليل هم من يرون الرب بقلوبهم ويعيشون
معه كل أوقاتهم ولايتركونه لحظه. و قال أبونا تادرس سيظن البعض
انني أدعو الجميع لدخول الدير. فيكون ردى نعم ... فليدخل الجميع
الأديره. سيقول البعض كيف هذا ونحن متزوجون ولدينا أعمال؟ أقول
لهم دخول الدير هو في القلب. دخول الدير في الحياة المباشره مع
الرب الآله. هكذا يجب أن يحيا الأنسان حياته ... سلام ومحبه
وعلاقه مباشره مع الرب حياه لاتعرف الزوجه عنها ، ولايعرف الزوج
عنها لأنها لا
توصف كما قال
الكتاب المقدس "ما لم تسمع به أذن وما لم تره عين وما لم يخطر
علي قلب بشر". هكذا العلاقه مع الله لاتوصف ولايُحكي عنها لأنها
لا
تخطر علي بال
أحد.
-
-
إلي هنا أعزائي القراء
ستعتقدون أنني أردد كلمات الآب الورع المملوء نعمه وتواضع لكي
تستفيدوا أنتم أيضا من كلمات الارشاد في تلك العظه. نعم هذا
أحد أهدافي بالتأكيد. ولكن هناك هدف آخر أوجهه لكل من يقول أن
هناك أقباط متطرفين. أحب أن أعترف لكم نعم نحن متطرفون في حبنا
لله متطرفون في العطاء و الحب ، متطرفون في التغاضي عن ذلات
الاخريين نحونا لأننا نطلب من الله أن يغفر لنا ذلاتنا ... لم
يقف أابونا تادرس يقول واحد في المليون مما يقوله خطيب الجمعه في
أي زاويه أو جامع في أى مكان علي وجه الارض ... لم يدع أبونا
تادرس من منبره أن تترمل نساء المسلمين أو أن يتيتم أطفالهم. لم
يقل إرهبوهم وأعدوا لهم ما إستطعتم ... أو إقتلوهم وإذبحوهم ...
بل وقف الرجل الورع يطلب من الله ان يفتح أعين الكل الي محبة
الله و إلي عمل الرحمه و إلي حب الأنسان لأخية الأنسان. وعلي
الرغم من أن القمص تادرس يعقوب ملطي لم يحرض إنسان في يوم من
الأيام علي أن يفعل خطأ أو يغتال إنسان أو يفجر نفسه لكي يدخل
الجنه. هذا الرجل حرمته الدوله من الصلاه في كنيسته بل وُضع في
السجن مع بقية القساوسه والأساقفة الأقباط علي يد السادات. وبعد
موت السادات لم تُعاد له حريته بل تركوه محدد الخطوات مقيداً في
الذهاب و المجئ. إن خرج يرسل له ضابط مباحث أمن الدوله يقول له
تعال إشرب فنجان قهوه معايا. علي الرغم من أن ضباط مباحث أمن
الدوله في الاسكندريه يعرفون تماما ان القمص تادرس يعقوب ملطي
لايشرب ولاياكل إلا الخبز ولايشرب إلا الماء. وعند الأعياد يأكل
قطعة سمك مسلوقه و علي الرغم من هذا ... تتدعي حكومة مصر بأنها
حكومه عادله ماذا فعل القمص تادرس يعقوب؟ ما هي جريمته التي وُضع
بسببها في السجن؟ هو وغيره من القساوسه و الأساقفه ... وتدعون ان
الأقباط متطرفون!
-
-
بالله عليكم إن ما تفعلونه
في شعبنا القبطى من إذلال و ما تفعله حكومات مصر منذ الأحتلال
العربي له إلي يومنا هذا من إستعباد و إضطهاد لتحول الشعب القبطي
كله إلي متطرفون. ولكن مَن في قلبة نعمه إبن وادي النيل الأصيل
من أرض مصر الطيبه أرض الحضاره و الرقي لايعرف إلا الحب و السلام
وهذا ما تُعلمه الكنيسه القبطيه لأبنائها الحب و العطاء.
تُعلم
الكنيسه ان يعتمدوا علي الله في رفع المظالم وتعلمهم ان يصلوا من
أجل العرب المتمصرين وأيضا تتلي الكنيسه في كل وقت لصلاح الحكام
والحفاظ علي أرض مصر ومياه النيل وأن يجعل الله جو مصر معتدلاً
دائما وان يحافظ الله علي البهائم و الزروع ويعدها للحصاد. لم
يصلي القبطي في يوم من الايام مختصاً الاقباط بكل هذه الصلوات بل
يُصلي من اجل كل من يعيش علي أرض مصر وتُصلي كنسية مصر للسلام في
العالم أجمع وهذه الصلوات لم تتغير ولن تتغير بوجود الكنيسه خارج
أرض مصر فكل كنائس الأقباط تُصلي من أجل مصر كل يوم وكل ساعه وكل
لحظه وتصلي كنائس الأقباط في جميع أنحاء العالم أن يعطي الحكمه و
الصلاح لحكام مصر. هكذا أتمني ان أري آشقائنا في الوطن العربى و
المتمصرون أن يصيروا أقباط بالقلب وهو أضعف الأيمان ولو حتي
بالشكل فقط. روح القبطي مملؤه من روح الرب و مصر هي روحه لذلك
قال الحبر الجليل رئيس الاحبار"مصر وطن يحيا فينا" فمصر هي روح
القبطي. الله و ومصر للقبطي واحد ... لأن الرب بارك مصر من أجل
شعبه المبارك وبارك شعبه بأعطاءهم مصر.
-
|
|
|
|