كلمات الأمل إن
عاشت جميله، قبيحة عندما تموت
جورج المصري
عبر التاريخ سمعنا كلمات عظيمة من زعماء وبسطاء وكم
تغني الشعراء العرب بالمعاني ومن سمعها ولم يفلح الأرض بات من غير
عشاء. هذا هو حال شعوب حرف الضاد.
كلماتهم وأفكارهم عظيمة ولكنها كالأحلام تنتهي مع
طلعه شمس الصباح حين تغيب فيه شمس الحرية.
لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
جمله عظيمة يعرف الجميع معناها اللغوي ولا يعرف
معناها العملي إلا المجتهدين، ونجد المجتهدين قله بيننا لان
الاجتهاد كفر والاجتهاد والخروج عن العادات و التقاليد فسق، فمن
اجتهد في العلم قيل عنه كافر إن لم ينسب اكتشافه إلي الله وان
اجتهد الفنان في فنه قيل عنه فاجر لأنه مثل الواقع لما يخشى الناس
مواجهته، ننظر إليهم بإعجاب وعندما نراهم نتهافت عليهم حتي ولو
كانوا راقصات ومتي التفتوا ومروا بنا قلنا عنهم فاجرات.
نختلف علي البعد ونسب الأخريين طالما لن نتقابل وجها
لوجه ومتي تقابلنا وجدنا متعه عظيمة في اكتشاف الأخريين.
هكذا مجتمعنا مجتمع يخاف مايختشيش.
وكم أعجبني خاطر طرأ علي بالي يقول فكرة جيدة دون
تنفيذ هي شبه حلم وحلم ينفذ هو أفضل فكرة ما في الوجود.
زرت مؤخرا مدينه ديزني لاند في ولاية فلوريدا في
مدينه أورلاندو الأمريكية وكم كانت كل خطوه في هذه المدينة العظيمة
مملؤه بنشوة وسعادة غير عاديه فهذه المدينة بنيت علي حلم لرجل عاش
عمره يفكر في اسعاد قلوب الأطفال وان يأتي إليهم بما ينعش أفكارهم
ويحفزهم علي الخلق فبات الحلم أجمل حقيقة وباتت الأحلام حقيقة فوق
مساحه من الأرض اكبر من مدينة القاهرة 5 مرات واكبر من مدينة
نيويورك 3 مرات بني الإنسان مدينه تسعد كل الأعمار في جو عائلي
نظيف ومتعه إنسانيه نظيفة تخلو من الجنس و العنف و شر الإنسان
يتحول الكبير إلي طفل صغير يملئ قلبه السعادة.
حول هذا الحلم ارض مملؤة بالمستنقعات المائية إلي جنه
من التكنولوجيا فيها تمرح الأسرة بأكملها بكافه أعمارهم من الرضيع
إلي الشيخ من البسيط إلي المفكر من محب الطفولة إلي محب التاريخ و
التكنولوجيا الجميع ذابوا فيها من كافه الأجناس و العقائد.
تتكون ديزني لاند من خمس حدائق كبيرة أولها وأعرقها
المملكة السحرية يليها مملكة الحيوانات يليها استوديوهات ديزني
السينمائية يليهم أيبكوت سنتر والحديقة المائية.
ماذا فعل هذا الحلم بالزائرين وماذا فعل هذا الحلم
بالعاملين وكيف إن اقتصاد المنطقة كلها منتعش انتعاش غير عادي
جعلني أتسائل إن لم أكن مخطئا والت ديزني يجب أن يكون في مصاف
الأنبياء يطلق عليه نبي السعادة البشرية النظيفة ومتعه الإنسان في
أن يعيش حياته كطفل متعه بريئة تعطي للإنسان راحة من عناء العمل
والحياة الشاقة لكي يتمتع بلحظات أشبه بالخيال الملموس.
ولكن لابد من أن يكون هناك من هم شواذ في خضم هؤلاء
الملايين من الناس تذهب للبحث عن الانتقادات عيون مغماة بعصابة
سوداء نشعت علي قلوبهم.
سمعت جمله خرمت أذني لم أكون متصورا أن اسمعها حين
برر انسان متعصب مغلق العقل لأطفاله وهم منبهرين بان كل هذا
الإنجاز الرائع عائد إلي الشيطان لان من يقدم هذا العمل هم من
الكفار.
لم أعطي لكلام هذا الإنسان المسكين فرصه أن يختنق
إحساسي بالسلام و الجمال ورفعت عيني وقلبي إلي السماء اطلب من خالق
كل هذا الجمال أن يمس قلوبهم بجماله ويرفع الغمامة عن عيونهم لكي
يزول الشر من العالم.
«اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ
تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا
مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
من بشارة الإنجيل لمعلمنا متي الرسول
18 : 3
|