جورج المصري


07 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

george_elmasri@yahoo.com

  مصر الحزينة

جورج المصري

 

حزينة أنت يا مصر حزينة أنت يا مصر الحزينة، شق الإسلام بطنك واخرج أمعائك وجعل التعصب كما النسور ينهش أولادك. لم يستطيع اعتي الغزاة التفريق بين أبنائك وجاء إليك العرب بشر الإسلام الذي فرق بين أبنائك وللأبد.

علي مر العصور وقف المصريين جنبا إلي جنب يدافعون عنك ضد الغزاة الطامعين في خيرك وأرضك وحضارتك تكسرت مطامعهم علي صخرة إيماننا بحبك وبحب أشقائنا في الوطن.

الآن تفرق الأحباب وخان وقتل واستباح الأخ المسلم عرض أخيه القبطي. اليوم يوم حزين في تاريخ مصر يوم حزين لن ينفع فيه بكاء أو ندم فقد ضاع العمر في تدميرك يا أمي الحبيبة يا مصر.

 

وصلتني رسالة من الأستاذ علي عوض من القاهرة نصها كالتالي:

" بابني أحنا عيشين فيها أغراب جمبكم دي البلد بلدكم وكل اللي بتعوزوه بيحصل بس البابا يروح يعيط شويه في وادي النطرون".

 

 أستاذ علي أسف جدا إن هذا هو شعورك وأسف علي إن هذه هي لغتك. لا أنا ولا أخواتي الأقباط من جعلك غريبا إنما أنت من اخترت أن أكون أنا غريب عنك، حقا إن البلد بلدنا ولكننا لم نفكر يوما واحد إنها حكر علينا فقط بل علي العكس لم نكفركم أو نقول لأولادنا منذ الصغر أنكم كفار ولم نقل لهم أنكم غزاة ولم نقل لهم عندما يصلوا أن يطلبوا من إلههم أن ييتم أولادكم أو يحرق بيوتكم وان يرمل نسائكم. لم نأتي إليكم "و البلد بلدنا كما قلت" وطلبنا منكم جزيه لم نفرض عليكم لغتنا أو عقيدتنا بحد السيف لم نقطع رقابكم إن رفضتم الدخول في عقيدتنا ولم نخطف بناتكم ولم نحاربكم في لقمه العيش.  لم يأتي قبطيا في يوما ما وقال إن كان في عمار مصر أن تخرب المدينة فلتخرب المدينة؟ لم نقل في يوم من الأيام إن عقيدتكم وحسب كتبنا أنها عقيدة نبي كاذب علي الرغم من أنها مكتوبة صراحة في كتبنا المقدس الذي تتهمونا بأننا حرفناه، وليس لديكم الدليل. وانتم من احتكرتم وسائل الأعلام وأنتم من حرقتم دور العبادة وانتم من استوليتم علي ممتلكاتنا. انتم من أخفيتم تاريخنا، كأمه لها عراقة واصل، وانتم من نسبتم مجد مصر إليكم وانتم كما قلت أغراب. ولكن يا أستاذ علي لست أنا من قال لك انك غريب فأنت من اعترفت بهذا.

 

البابا ما بيعيطش، قداسه البابا بيسكب نفسه في الصلاة و ألهنا قادر، وان كنت أنت تعتقد إن كل ما نطلبه يتحقق فأذن أنت ألان واثق إننا لم نطلب أي شر بكم ولن يأتي اليوم الذي يتجرا فيه إنسان مؤمن أن يقف ويطلب من القدوس أن يحرقكم أو يخرب بيوتكم أو يوميتكم بل علي العكس نحن نصلي من أجلكم ومن اجل المحبة بيننا ومن اجل أن يعطي الرب القدوس نعمه في نظركم لنا وان يتسلط القدوس علي كل ما هو غير قدوس فينا وفيكم فالصلاة للقدوس بإيمان قادرة علي نقل الجبال وقادرة أن تذيب الصخر. نطلب من القدوس أن لا يجعلنا نحتاج إلي ذراع بشر لان اتكالنا عليه هو القدوس القادر في كل وقت وكل حين، ولعلك تسأل نفسك وشعورك نحونا مملوء بكل هذه الكراهية كيف استطعنا الحياة معا طوال هذه السنين لم نرفع عليكم السلاح يوما ولم نحرق لكم زرع ولم نخطف لكم بنت ولم نحرق لكم مسجد ولم نسبكم في وسائل التلفزيون. حرمتم علينا أن نتكلم لغتنا حتي في بيوتنا وبيننا وبين بعض ولم نسبكم في أي وقت من الأوقات لا بيننا وبين بعض ولا في كنائسنا. وهل تعتقد أن بعد كل هذا الذل و الظلم إننا نحن المدللون.

اعتقد أن ليس البابا من يبكي وحده إنما شعب مصر بأكمله هو الباكي و هو المهزوم فنحن نعيش أغراب في وطننا وأنت أيضا تشعر بالغربة. فهل يا تري الم يحن الوقت أن نتحقق وندقق سويا في سبب غربتنا في أرضنا؟ وقلت سويا لان مصر هي وطنك كما هي وطني لان أنت ولدت فيها وتتعذب معي فيها ولكن يا صديقي لست أنا ولا أنت السبب في كل هذا العذاب. وكما قال لنا الكتاب المقدس " اعزلوا الخبيث من بينكم".  



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون