جورج المصري


13 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

george_elmasri@yahoo.com

طب وبعدين فى الغباء المصري السياسي؟

بقلم جورج المصري

 

بعد عبور القناة في حرب أكتوبر وجد الجيش المصري أن الاحتفاظ بالانتصار حتما كان أصعب من عمليه العبور ذاتها ولأننا شعب قصير النظر قصير النفس غير قادر علي التخطيط ذو المدى البعيد يخلط الأحلام بأرض الواقع حدثت الثغرة ولولا أن الآثار السياسية السلبية كانت ستكون ذو تأثير غير عادي أن استمرت إسرائيل في الاتجاه إلي القاهرة فتوقفت عند الكيلو 101 ولان ذاكرتنا ضعيفة في ذكر الأخطاء لا يذكر احد قصور التخطيط في الاحتفاظ بالتقدم العسكري. ولأننا نعرف أن الطريق إلي جهنم مفروش بحسن النوايا تجاهلنا أخطائنا ولم نتعلم منها لأننا نكره مواجهه الذات و النقد الذاتي. وحتى ذكر الثغرة الآن بعد مرور كل هذه السنوات قد يُشعر البعض أننا نقلل من شأن الانتصار حتى ولو كان انتصار وهمي إلي حد ما. لان الانتصار السياسي لإسرائيل كان حتما اكبر بكثير من تركها لأرض سيناء .

 

ولمعرفة الإدارة الأمريكية في ذلك  الوقت أن لطخت إسرائيل  كرامة العرب أكثر من هذا سيستحيل معه الحل السلمي لان العرب يصرون علي الانتحار في كافة معاملاتهم ليس فقط علي مستوي الأفراد بل علي مستوي الشعوب. يصرون علي الانتحار حتى ولو كانوا متيقنين من الآن المضي في السلام من واقع الهزيمة أو حتى الانتصار الوهمي سيكون له من المضار الداخلية أكثر من نفعه؟ ولان بقية الدول التي عارضت السلام مع إسرائيل في تلك الوقت من أمثال سوريا والسعودية ومعظم الدول العربية الأخرى وعلي رأسهم فلسطين لم تعطي حرب أكتوبر  لشعوبهم الشعور بالنصر كما حدث في نصر مصر المزيف في حرب أكتوبر 1973 علي الرغم من أن مصر لم تنتصر إلا في المراحل الأولي من الحرب إلا أن وقف إطلاق النار أعطي المصريين الإحساس بنشوة الانتصار وأعطاهم  نخوة المفاوضة من موقف المنتصر.

 

ويلاحظ أن المشاريع التي قدمت في اجتماع شرم الشيخ بحضور زعماء دول المنطقة ومن ضمن  الرئيس الأمريكي وعلي رأسها المشروع السعودي الفاشل لم تأتي بأي شيء جديد أو حتى أفضل مما عرضه السادات علي الفلسطينيون والسوريين والأردن في ذلك الوقت. وضاع من عمر العالم العربي عشرات السنين ومات الألوف من أبناء الدول المتصارعة لنعود إلي ما قبل ما نجحت فيه السياسة   الساداتية في ذلك الوقت . وبدون شك وإحقاقا للحق أن السادات في تلك الحقبة الزمنية كان مصاب بمرض الفهم وهو مرض نادرا ما يصيب الحكام العرب. وبعد أن شفاه اله الإسلام من مرض الفهم عاد مرة أخري إلي طبيعته ولأنه كان يبحث عن عدو جديد بعد أن صافح أعداءه في مطار بن جوريون عمل للخلف در وإندار علي أقباط مصر وهذه الانتكاسة تعد من اكبر دلائل هزيمة 6 أكتوبر . لأن الجيش نجح في العمليات العسكرية وفشل شعب مصر في الاتحاد ومن وقتها إلي يومنا هذا لم تقم للشعب المصري كوحدة واحدة أي قائمة  ملحوظة بل تشرذم المصريين وخرج منهم شراذم متطرفة باتت السواد الأعظم من الشعب وأيضا شُفي الشعب المصري علي كافه طبقاته  من مرض الفهم وباتوا في حاله غباء ديني ليس له مثيل في تاريخ شعب مصر لا يضاهي إلا بأوقات التخلف الأولي من حكم الخلفاء وبعدهم الشيعة و الصوفية وكانت كل فرقه تأتي بتعاليم أخري تناقض الحقبة السابقة لها. ومن مذهب إلي مذهب ذهبت مصر يا قلب لا تحزن.

 

وللان يشكو المجتمع المصري من أعراض شبيهه بأعراض مرض الفهم ولكن للعين الخبيرة المشخصة للأمراض يكتشف الإنسان أن الشعب المصري تظهر عليه علامات مرض الفهم دون احتمالات الإصابة به لأنه اخذ التطعيم الإسلامي ضد الفهم ،لذلك يشعر المصريين بأعراض المرض فقط ولكنهم لن يصابوا به مره أخري في عصرنا هذا.

 

ومن اكبر الدلائل التي تشير إلي أن مصر تعاني من الأعراض فقط دون أي دليل علي أنهم مصابون بمرض الفهم هو الحالة الوهمية بأنهم يعيشون في ديمقراطية والمصيبة الكبرى أن أجهزة الإعلام باتت محصنه ضد داء الفهم لدرجه انه لا يوجد كاتب واحد من كتاب الحكومة تجرأ إلي الآن في أن يسأل السيد الرئيس المنتخب ؟ متى ستعين نائب ؟ وهل سيضمن الدستور أن يكون هناك نائب وما هي طريقه اختيار هذا النائب وكيف يستلم نائب غير منتخب الرئاسة حتى ولو ليوم واحد بعد رحيل الرئيس المنتخب فجاءه بسبب نهاية عمره الافتراضي؟ هنا اربط الحديث بين الثغرة في حرب أكتوبر عندما كان السادات مصاب بداء الفهم و اليوم عندما يشعر الشعب و الحكومة  بأنهم يعانون من أعراض المرض فقط؟

 

في حرب أكتوبر كانت خطة أمريكا أن تحفظ ماء وجه السادات وتمنع إذلاله بسبب الثغرة ولذلك شرحت لإسرائيل الخطة السياسية الشاملة لإرغام مصر علي توقيع معاهدة كامب دافيد وقبلتها إسرائيل علي الرغم من أنها قلبت موزاين الحرب رأسا علي عقب بسبب الثغرة.

 

فماذا سيفعل الرئيس المنتخب في تلك الثغرة وغيرها من الثغرات الدستورية الخطيرة التي ستؤدي حتما إلي هزيمة الشعب وعودته إلي حظيرة الديكتاتورية وستدخل مصر حقبة جديدة من الغفل السياسي و الاجتماعي ومن أوسع أبواب مزبلة التاريخ.

 

كنت أتوقع أن في أول إعلان لرئيس الجمهورية المنتخب أن يعلن إلغاء قانون الطوارئ وإلغاء خانة الديانة وإلغاء قانون الخط الهمايوني وطرد رئيس مجلسي الشعب و الشورى وعلي رأسهم وزير الداخلية لكن من الظاهر أن العك مازال مستمرا ونظرا للإقبال المنقطع النظير علي فيلم حسني افندي الديكتاتور قررت الحكومة عرضه لمدة رئاسة جديدة.

 

وكما تعودنا في الماضي عندما كان شعب مصر يهتم بمصيرها كانت النكات المصرية خير دليل علي تفاعل الأمة ولكي اثبت لكم بأنني متفاعل جدا في شئون مصر أحب أن أذكركم باخوانا محمدين وحسنين أشهر شخصيات النكت من عصر الشيخ سيد درويش و إلي يومنا هذا .

 

محمدين وحسنين كانوا ماشيين في شارع الجمهورية وفجأة زعق محمدين في حسنين وجال له نهارك اسود ومهبب انتي دوستي في الهره تاني ياهوماره ... فقال لا يا محمدين أنا أتعلمت اني مادوسش في الهره من اخر مره دوجته فيها في النكته اللي جابله فقال طب ريحه الهره دي جاي منين ... حسنين جاله دي ريحه انتخابات الرئاسة يا هوماره ريحه الرئيس المنتخب ماليه البلد ومزحلقه الشوارع .



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون