لهذا السبب لا يحترمكم العالم

جورج المصري

ليس من المستغرب أن تطعن رابطة علماء الدين الفلسطينيين في الفتوى التي أصدرها شيخ الأزهر في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. بدون الخوض في الأسباب التي أدت إلي الفتوى أو الأسباب التي أدت إلي معارضتها يتطرق بنا الحديث إلي مناقشه التخبط بين علماء الدين الإسلامي في كل مكان حيال موضوع واحد أو موضوع يستدعي الفتوى. وبالطبع بسبب المطاطية الغير عادية في الشريعة والسُنة.

كيف يحترمكم العالم أو يحترم عقيدتكم أن كنتم تختلفون في الظاهر وفي الباطن ولماذا يعتبر الفلسطينيون انه من الواجب علي مصر أن تعادي وتظل في عدائها مع إسرائيل بدون أي سبب حتى لو كان السبب في نظرهم هو احتلال الأراضي الفلسطينية . وقصه تلك الأرض المحتلة التي يتعدي آلاف ف السنين وبدون شك أن الاختلاف لم يبت اختلاف سياسي بل أصبح اختلاف ديني و بالتالي لن يحل تحت أي ظرف من الظروف.

فإسرائيل لن تتنازل عن ارض الموعد ولن تتنازل عن بناء هيكل سليمان مره أخري ولن تتنازل عن شبر من الأرض التي أحكمت قبضتها عليها مستنده إلي الحق التاريخي والحق الديني.  وبالتالي نجد أن الصراع الديني المبني علي أساس شريعة الغاب الإسلامية تتخبط بين السياسة و الدين و الدين و السياسة فتارة نجد أن علماء الدين الفلسطينيون يحرمون علي شيخ الأزهر التدخل الديني في السياسة ويبنوا فتاوهم علي الدين في موضوع سياسي عجيبة أموركم أيها المنافقون  ؟ لماذا تحرمون شيخ الأزهر من حقه في التعبير عن ما يراه ومن وجهه نظره الدينية أو حتى السياسية أليس هو رجل كفئ ويعتلي اكبر هيئه دينيه في الشرق الأوسط أن لم يكن في العالم اجمع؟ هل لان شيخ الأزهر يدعو إلي التخاطب بالعقل و فتح قنوات الاتصال بين السياسيين المصريين و الإسرائيليين لحل مشاكلهم السياسية براحه ضمير حتى لا يطلق عليهم من أمثال علماء فلسطين لفظ كفار. هل الكفاح لابد وان يكون كفاح دموي يقتل فيه الأبرياء وتدمر فيه المنازل حتى يكون كفاح إسلامي مقبول ؟ أن استطاع السياسيين المصريين بالسياسة إرجاع الأرض المحتلة إلي أصحابها دون إراقة الدماء حسبوا في عداد الكفار ؟

هل ستستمر حاله العداء للأبد بينكم وبين إسرائيل أم سيأتي اليوم الذي تعيشون فيه كجيران دون إراقة للدماء ؟ هل هناك أمل في السلام بينكم وبينهم أم أنكم مصرون علي أنكم ستلقون إسرائيل في البحر . لا اعرف كيف تعتقدون أنكم بمثل هذا المنطق تستطيعون أن تكسبوا مسانده العالم في قضيتكم أن كان لكم قضيه من الأساس فالقضايا تحل في المحاكم أما العداءات الدينية كما هو وضعكم  تحل بإراقة الدماء أن أطلقتم علي المشكلة الفلسطينية لفظ قضيه فأذن القضاء و العقل هما المدعوين لحل هذه المشكلة أنما أن اخترتم أن يكون الموضوع موضوع ديني بحت فإذن انتم من اختار الدمار و التدمير وليس إسرائيل .

بدون شك أنني لا أؤيد إطلاقا وبأي حال من الأحوال احتلال إسرائيل لأرض فلسطين ولكن هناك سؤال محير جدا ما هي الأرض التي تحتلها إسرائيل ويطالب بها الفلسطينيون ، أن قلتم أنها كل ارض إسرائيل فإلي هنا ينتهي الحديث بيننا لان ليس هناك ما يدعو للاستمرار لأنه منطق مريض وغير واقعي وان قلتم لي هذا وذاك وبالدليل تؤيدون إدعاءتكم  فاهلا ومرحبا بفتوى شيخ الأزهر لأنه وضع لكم أول خطوة في خطوات الحل السلمي .

علي الرغم من أنني لا أتفق كثيرا مع شيخ الأزهر ليس لأنه مسلم ولكن لأنه تخاذل في الوقوف مع أشقائه في الوطن من الأقباط ولم يصدر فتوى إلي اليوم يحرم فيها الاعتداء علي الأقباط وأعراضهم وممتلكاتهم ،  ولكنني أجد نفسي متفقا معه في هذا الموقف لأنه من دمي ولحمي وبالعقل يحكي أولا وأخيرا هو ابن بلدي وأنا وابن عمي وأنا واخويا . يا تري يا شيخنا بتفكر في أخوك القبطي بنفس الطريقة ؟ يمكن بس مش مهم...  المهم أني أنا بفكر فيه بأنه أخ وابن بلدي  وبصراحة المصري المسلم المعتدل أكثر المسلمون احتراما . وللأسف المخبوليين منهم أكثر المسلمون إجراما.

كنت أظن أن هيئه علماء فلسطين ستصدر فتواها بتحريم قتل الشيعة في العراق علي يد السٌنة أليس العراقيين هم من ساعدكم في صراعكم مع إسرائيل و إلي اليوم وأين أنت يا شيخنا أم أن للسُنة الحصانة الدينية وهم لا يخطئون ومنزهون عنه ومعصمون  متى كان الصراع مع الرافضة. لم يقتل من تطلقون عليهم كفار من أهل العراق كما يقتل وبكل وحشيه سُنه العراق .