ليست قضية إنما مرض خبيث بقلم جورج المصري الفلسفة اختلطت بالواقع و تهوين أو تقليل حجم الأمور الخطيرة هو ألد أعداء مصر. تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام العربية و المصرية بالكثير من الآراء التي تبدوا في أول وهله تتعامل مع الواقع وفي لحظه يجبن كاتب المقال أو تجبن الصحفية من التغلغل في لب الموضوع بل تشعرك تلك الصحف أن مشاكل مصر تعد مشاكل هينة وانه ليس في الإمكان أحسن مما كان! لولا أن مصر في حاجه الي تغيير كامل وشامل ما كانت عناوين الصحف خلال الـ52 عام الماضية تتحدث عن الإصلاح؟ هناك وقت يجب ان تواجه مصر نفسها وتقول ان الموتور يجب ان يتغير بالكامل نصف العمرة أو حتي العمرات لم تعد تصلح لحجم المركبة الحالي. مفاهيم السياسة ومفاهيم المجتمع المصري أصبحوا ألد أعداء مصر . نعم أيها السادة أتي اليوم الذي يجب ان نتوقف فيه عن التصليح و الترقيع لان قلب مصر لم يعد يحتمل الإصلاح، أصبح قلبها مشوه، أصبح قلب لا يمت لمصر بصله، قلب زرع في الخباثة في جسد مصر وهي تلفظه علي مدي نصف قرن والجميع يصر خطأً علي انه القلب المناسب لها. أصيب قلب مصر بمرض خبيث في نهاية الأربعينات مرض نفذ الي قلبها يحرقه ويأكل أبنائها أحياء. التفرقة العنصرية مرض مصر الخبيث وهو مرض من الخباثة يصعب علاجه بل قد يكون مستحيل علاجه بالأدوية العادية فكما ان مصر فريدة من نوعها في العالم فأمراضها أيضا فريدة من نوعها. عندما كانت الأحزاب تتنافس علي الحكم بطرق متعددة نفذ الي قلب مصر حزب مريض يدعوا أصحابه الي تقسيم وتهميش جزء هام من قلبها ليس إلا أنهم يعرفون ان المصري بطبعه قلبه ضعيف نحو القوه الإلهية فباتوا ينخرون في قلبها بسم الوهابية متسترين بلحي مصرية ووجدت مصر نفسها تحترق بين صراع المتأسلمين الأخوان وبين اليسار و اليمين بين الديموقراطية و الاستبدادية الإسلامية وبين طرد المحتل الأجنبي زيفا لان الأجنبي رحل عن مصر قبل ثوره اللصوص العسكر ولكنهم كانوا وراء نهب مصر وثروتها وخلع قلبها الحضاري من وسطها وزرع ما أتي بهم الي الحكم . مشكله مصر ليست حقوق الأقباط المسروقة أو المنهوبة، مشكله الأقباط في مصر ليست مظاهر اضطهاد كما يدعي البعض مشكله مصر اكبر بكثير. المرض الخبيث يتملك من المريض دون ان يشعر وفوجئ به بعد فوات الأوان هكذا حال مصر الآن فهي لا تعرف الي الآن إنها مصابه بمرض خبيث ويسرق الحكام شبابها بأدعائتهم المتكررة ان مشاكل مصر ليست خطيرة إنما هي بعض المشاكل العادية التي تحدث لكل شعوب العالم ... فدعوكم منها لان الوقت سيحلها لا تعيروها اهتمام لأنها اقل من ان تأخذ اهتمامنا دعونا نركز علي الأهم... الوصول الي كأس العالم لكره القدم أهم فلذا يجب ان نستورد الأجانب من المدربين لأنهم خبراء و أفضل منا في كيفيه ان نقود فريق مصر الوطني في مسابقه كأس العالم. يا ساده ان ظل فريق مصر لكره القدم يلعب داخل أرضه مع فرق مصريه فكيف يعرف ماذا يدور في العالم حوله كيف يشخص مرضه ويعالجه قبل الخوض في مسابقه كأس العالم. هكذا يصر القائمين علي الحكم، يدعون معرفتهم بأصول الجراحة فهم العالميين ببواطن الأمور يحاولون ترقيع سياسة مصر علي مدار نصف قرن وهم الداء هم الوباء هم المرض الخبيث المصابة به مصر؟ فهل تظنوا ان الحكومة الحالية ستستأصل الداء وهل ستفسح الحكومة الحالية المجال لأحد ان يكشف عن إنها هي الداء الخبيث. ولعلمكم ان معظم الأحزاب الحالية هي أيضا أحزاب مريضه بأمراض خبيثة لأنها نمت وترعرعت في ظل الجسد الوهن الجسد المريض الجسد المصاب بداء التعصب الإسلامي. ان لم يكن التعصب الديني موجود في مصر وعلي مستوي مرضي خطير ما كانت الدنيا سمعت عن اضطهاد الأقباط في مصر وكان العالم سمع عن اضطهاد الشيوعيين للرأسماليين أو العكس و استبداد الديكتاتور حاكم مصر فقط و لان من يبكون اضطهادات الحكومة لهم هم من نفس عينه الحكومة ولكنهم خارج الحكم . المهاجرين المصريين علي اختلافهم الديني يرون بكل وضوح ان هناك خلل رهيب في الحياة السياسية المصرية لأنهم عاشوا في معسكرات الغرب الديموقراطية وأصبحوا ممارسون لها بل احترف البعض في فرقها ولكن هناك فارق بسيط بين من هم من خلفيه قبطية وخلفيه إسلامية من هؤلاء المهاجرين. المهاجر القبطي يشعر بالغربة هو بعيد و متي وطئت قدمه طائرة مصر للطيران منذ أول وهلة يشعرك طاقم الطائرة بأنك غريب وانه ليس لك حق في ان تحترم. عندما تستقل طائره أي شركه عالميه يبدأ الطاقم بتحيتك بلغه البلد المضيفة ثم بلغه بلد الطائرة، يشعر القبطي بالغربة بل بأنه لا ينتمي الي مصر بمجرد ان يبدأ طاقم الطائرة التعليمات تبدأ التحية بالتحية الإسلامية ومع التأكيد علي ان لا مشروبات روحية علي الطائرة (هذا لا يعني ان المصري القبطي يشرب الخمر ولكن هذه حرية شخصية)والتأكيد ان جميع الوجبات معده حسب الشريعة الإسلامية. أين حقوق القبطي ابن مصر الذي يمثل الغالبية علي متن طائرات مصر الطيران القادمة من أمريكا الشمالية. هذا المثال هو مثل واضح جدا علي تهميش الأقباط بل عدم احترامهم عن عمد أردت من هذا المثل ان أوضح لكم لماذا يري القبطي المهاجر مشاكل مصر أكثر من القبطي الذي يحي في داخل مصر. فالقبطي بمصر اعتاد علي هذه المعاملة الدنيا وأصبح لا يري الفرق يشعر بضيق عام ويشعر بظلم عام لان كل شئ حوله يهمشه بل يتجاهله تماما. أن كانت الخدمة في طائرات مصر للطيران التي تعتمد علي تقديم أفضل الخدمات للركاب لكي تضمن استخدامهم لخطوطها، تتعامل بمثل هذا الجهل و التجاهل مع الأقباط، فبمالكم كل شئ آخر في مصر. الإعلام يتجاهل الأقباط تجاهل تام لا يحق لهم في ان يكون هناك برامج أو برنامج بتحدث عن الأقباط بأي صوره من الصور أو في أي موضوع من المواضيع الشوارع و الميادين تتجاهلهم تماما بل تتعمد الدولة بناء الجوامع لكي تحجب الكنائس بل تترك المتطرفين من تعليق الشعارات المستفزة وائمه الجوامع يسبونهم ليل نهار والكاسيتات التي تباع علي الأرصفة التي تطعن عن جهل في العقيدة المسيحية ناهيكم عن البرامج التلفزيونية التي تتعمد إهانتهم بل تروج أكاذيب لا حد لها يوميا سواء عن تعالي العقيدة الإسلامية علي كل العقائد أو عن العقائد نفسها بما يتنافى مع الحقيقة. هل هذا شئ طبيعي في مجتمع يعيش حياة صحية طبيعية إنما هو مجتمع تقوده الحكومة الإسلامية الديكتاتورية الي الانقسام. تلك هي المظاهر العامة و الظاهرة للعيان فما بالكم من سياسات تحاك خلف الأبواب المغلقة. نعم مصر كلها تعاني من مشاكل ضخمه لكل المواطنين فمتي تفهموا وتشعرون بأن فوق كل هذه المشاكل يعيش القبطي غريب علي ارض وطنه فأن كنتم تعرفون وتتمادون في الخطاء فهذا دليل عليكم بأنكم متعمدون وان لم تكونوا عارفين بتلك الحقائق ولا تريدون ان تسمعوا فهذه مصيبة ولكن الواقع يؤكد ان الحكومة تتجاهل الواقع عن عمد خوفا من إنها لا تستطيع ان تصلح ما أفسدته عن عمد وتؤكد الشكوك في إنها ضليعة في مخطط وهابي سعودي يهدف للقضاء علي المسيحية في مصر. فان كانت حكومة مصر بغير شرعية لا ترغب في ان تستمع الي أبناء مصر الشرعيين فلا تلوموا أقباط المهجر في أنهم عازمين علي فضح تلك الأعمال العنصرية. فحكومة مصر لا ترغب في ان يكون للأقباط في الداخل ممثلين سياسيين و ترغم الكنيسة في الخوض في السياسة وعندما تأخذ موقف سياسي يهاجمونها لأنها تتدخل في السياسة. وتهاجم الحكومة أقباط المهجر عن طريق اليهوذات الحكوميين وهم لا فائدة منهم لأنهم هم نفس الوجوه الكالحة التي تدعي تمثيل الأقباط ولا اعرف في أي شئ يمثلونهم؟ الأقباط ليسوا في الحكم فهذا في عرف السياسة و السياسيين في العالم اجمع يضعهم في موقف المعارضة مثلهم مثل أي تيار سياسي آخر فلماذا تضربهم الحكومة بأقباط حكوميين وتمنعهم من ممارسه حقهم الطبيعي في ان يكون لهم ممثلين حقيقيين؟ لم اسمع أو أري في حياتي ان هناك حكومة تضحك علي شعب بأن تضع شخا شيخ تطلق عليهم ممثلين الأقباط وهم في الواقع لا حول لهم ولا قوة ولم يتكلم أي منهم مع قبطي واحد في مشكلته أو هم من همومه!!! بل يتعمد هؤلاء المعينين في تجاهل حقوق الأقباط لكي لا يطلق عليهم أنهم منحازون. النصيحة الأخيرة لحكومة مصر، قطار الديموقراطية الحديث و التي اختارت حكومتكم اللعب به قطار صاروخي يعرف أقباط المهجر كيف يركبونه بل كيف ان يتحكموا فيه فلن تستطيع الحكومة ان تركبه بتذكره القشاش الذي تعتقد انه اكسبريس. فأن أرادت الحكومة ان تركب قطار الديموقراطية الصاروخي فأول محطة له هي مؤتمر الأقباط في واشنطن.
|