النجاح الذي يسبق الاجتياح بقلم جورج المصري جورج المصري المختبرين والمعتركين للحياة السياسية لديهم من القدرة علي تكهن نتائج التحركات السياسية وكما ان هناك مؤشرات تنبئ عن وقوع الزلازل و الأعاصير هناك أيضا مؤشرات تدل علي العواصف السياسية ومدي خطورتها علي الأنظمة الهشة مثل النظام المصري. فعاصفة المؤتمر القبطي في واشنطن تعد من اعتي العواصف و الاختبارات التي تمر بها أي حكومة من حكومات العسكر منذ حادث سرقه مصر في عز الظهيرة يوم 23 يوليو 1952 هذه العاصفة السياسية عاصفة ليست بالهينة ولا أقصد التهويل أو النفخ في مدي تأثير هذا المؤتمر علي مستقبل الحياة السياسية في مصر. المؤتمر لم ينعقد بعد وعدد البرامج التي تطرح موضوع المؤتمر يزداد كل يوم ان لم يكن يزداد علي مدار الساعة. الاهتمام العربي المتمثل في الفضائيات العربية و المصرية فتح أعين المراسلين الأجانب في شتي عواصم الدول العربية الي ان المد الديموقراطي قادم دون ادني جدال، ومعظم الأنظمة العربية تعيش في حاله من الذهول أو الصدمة غير مصدقين ان رياح التغيير الديموقراطي الحقيقي واقع وعلي وشك الانفجار في أيديهم. عندما تبين للكثير ان المؤتمر القبطي ليس بمؤتمر طائفي وليس المقصود منه التأثير علي مصر بصوره سلبية بدأ الكثير من المفكرين الأقباط من مختلف الفئات طلب الاشتراك فيه. وبعد ان كان مقررا ان يقتصر المؤتمر علي يومين يفكر القائمين علي المؤتمر لمده الي يوم ثالث ورابع لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الباحثين في تقديم أبحاثهم . واكبر دليل ان الحكومة المصرية في حاله ذهول وعلي حد القول المصري الصميم وقعوا في "حيص بيص" لان المؤتمر يتزامن مع بدأ الحملة الانتخابية لعضويه مجلس الشعب و بالتأكيد ان المؤتمر و الحقائق التي ستعرض فيه ستؤثر تأثير بالغ علي موازين القوى بل سيكون للمؤتمر يد بيضاء في عزل محترفي السياسية والآكلين علي جميع الموائد و بالتأكيد سوف يضع المسلمون و الأقباط حد للجماعة المغالي في تقديرها وتقدير وجودها المسماة بالإخوان المسلمين. فعدد الأبحاث المقدمة التي توضح تورط تلك الجماعة واتصالها بالنظام الحالي يثبت أنها أخذت حقها العلني المستتر في حكم مصر علي مدي 53 عام ولم يعد هناك أي حقيقة غائبة عن الشعب المصري وهذه الجماعة هي من أطاح باستقرار مصر وجعلها تركع علي ركبها أمام المحن الاقتصادية و الاجتماعية عن طريق السياسات التي فرضتها تلك الجماعة علي حكام مصر منذ اندلاع ثوره اللصوص . فلا مفر من ان تواجه الحكومة هذا الكابوس السياسي وان تتقدم بخطوة جدية لحضور المؤتمر للرد علي تلك الأبحاث و الحقائق وللحكومة ان تختار ان تقف موقف الشريك في الحوار منذ البدء أو تحاول تبرير ما سيكشفه المؤتمر في واشنطن للعالم .
|