صفراء وعنصرية وكاذبة
بقلم : ممدوح نخلة
جاءني الصحفي الشاب الذي يعمل بجريدة النبق ( النبأ سابقاً )
متوسلاً أن أعطيه صورة من عريضة الدعوى التي رفعتها ضد فضيلة
شيخ الأزهر ومدير أمن الجيزة بغرض إبطال إشهار الطفلة انجي
ادوار والتي تعاني من حالة اضطراب نفسي وبعد مناقشة طويلة مع
المحرر الشاب لعدم ثقتي في الجريدة لا سيما بعد قصة الراهب
المشلوح أقسم لي بأغلظ الإيمان بان غرضه من نشر قصة انجي هو
إظهار جانب الظلم الفادح الذي يقع علي القبطيات القاصرات
والذي لا يجد اهتماما من الصحف الأخرى وسألني وهو ممسك بجهاز
تسجيل كاسيت عن رأيي القانوني في القضية فقلت له بالحرف
الواحد ( انه لا يجوز شرعاً أو قانوناً قبول إشهار إسلام
قاصر لم يتجاوز سن الرشد المدني وهو 21 سنه ميلادية باعتبار
أنه يعد ناقصاً للأهلية فإذا كان القانون لا يجيز للقاصر
التصرف في أمواله أو السماح له بالسفر خارج البلاد أو تزويج
نفسه أو تغيير اسمه أو جنسيته أو محل إقامته إلا بموافقة ولي
أمره فمن باب أولي لا يجوز للقاصر تغيير ديانته إلا بموافقة
ولي أمره وهي بلا شك أشد خطورة مما سبق فإذا أضافنا إلي ذلك
وجود اضطراب نفسي للشخص القاصر مما يقطع بأن تصرفه غير موثوق
فيه وهو لن يزيد عدد المسلمين أو ينقص من عدد المسيحيين
وبالتالي فان قبول إشهار إسلامه علي هذا النحو يعد عملا غير
قانونيا بالمرة علاوة علي أنه عمل غير إنساني لأنه يحرم أسرة
من طفلها ويصدع كيانها ويهدم بنيانها ويفتت الترابط العائلي
ويشعل الفتنة الطائفية وهو أمر لن يحقق منفعة للمجتمع بل
يسبب له ضررا والمبدأ الشرعي يقول درأ الضرر مفضل علي جلب
المنافع وهو أمر ضد الدستور المصري ومواثيق حقوق الإنسان ) .
بعد ذلك خرج المحرر الشاب من مكتبي مؤكداً أنه سوف ينشر كل
ما قلته معاهداً أنه سيبرز الجانب الإنساني في هذه القضية
بموضوعية تامة وبدون تحيز أو تمييز ولكن للأسف الشديد حدث
ما توقعته فنشرت جريدته الصفراء عكس ما قلناه وانحازت لرؤية
بعينها وتبنت وجهة نظر وهابية عنصرية متعصبة مما أفقدها
مصداقيتها حيث ادعت أننا من أصحاب النفوس المريضة وأننا نردد
اسطوانة مشروخة ونروج لمزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة
وأننا من عملاء الخارج ... الخ تلك الاتهامات المكررة المملة
وهو أكبر دليل علي عنصرية جريدة النبق ( النبأ ) التي تساقطت
فيها أخر ورقة وأصبحت لا تستأهل الحبر التي كتبت به .