عاش بابا العرب و خرس المأجورين
البابا شنودة الثالث هو شخصية ساطعة وظاهرة ومهمة
في مصر والعالم العربي بحــكم رئاسته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
، وبحكم حب وارتباط الأقباط الكبير له ، وبحكم موقع مصر داخل
العالم العربي ، و بالطبع بحكم ذكائه وقوة شخصيته وبعد نظره
وحكمتـــــــــــه الفائقة ، وبحكم وطنيته أولاً و أخيراً لمصر
وشعبها المسلمين والمسيحيين و بحكم ملكاته الشخصية التي بها استحق
أن يلقب باسم قديس عظيم في تاريخ الكنيسة "وهو القديس
يوحنـــــــــــا ذهبي الفم فأطلق على البابا شنودة الثالث ذهبي
الفم القرن العشرين .
والبابا شنودة الثالث يجمع داخله شخصية بسيطة
محبة جادة ، وهو من أكثر باباوات الكنيسة الذي اتخذ مواقف وطنية
هللت لها كل الصحف القومية والحزبية وتسابقت كل الصحف لعمل
المقابلات الصحفية معه لنيل السبق الصحفي وذلك لقوة مواقف البابا
شنودة الثالث الوطنية الجادة والهامة والحاسمة في تاريخ مصر .
وعلى سبيل المثال للمواقف الوطنية للبابا شنودة
التي لا تحصر ولكن نوجز منها على سبيل المثال .
أولا :
قبل حرب أكتوبر 1973 تفقد القوات المصرية وعمل
لجان الدفاع الشعبي لمساندة القوات المسلحة التي كان خدم فيها
ضابط بين صفوفها بعد تخرجه من كلية ألا داب .
ثانيا :
موقفه في مسائل التطبيع مع إسرائيل ، لقد أراد السادات اللعب بكارت
الأقباط في التطبيع مع إسرائيل ، ولكن وقف البابا موقفه الشجاع
قائلاً أننا لن نذهب لإسرائيل إلا مع إخواننا المسلمين ورفض
البابا فكرة السادات حتى لو كان الثمن هو الصدام مع رئيس الجمهورية
شخصياً . فالمواقف الوطنية والإيمانية التي للكنيسة الأرثوذكسية
تجد الأقباط فيها اسود وانطبق على قداسة البابا القول القائل (
كل قبطي وديعا إنما في الحق ضيغم )
ثالثا :
في مساندته وتعضيده للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات ، أقام في الكاتدرائية يوم تضامن مع الرئيس عرفات وجمع في
الكاتدرائية كثير من الأخوة مشايخ الأزهر و كان لها اثر طيب لدى
الرئيس الفلسطيني المحاصر واتصل بة تليفونيا واخبرة اننا معك .
رابعا :
أن البابا شنودة الثالث هو أول من أقام الموائد الرمضانية في
الكاتدرائية بالعباسية حيث يجتمع الأخوة المسلمون من شيوخ الأزهر
والصحفيين ورجال الأعلام و رجال السلك السياسي مع البابا شنودة
وكبار رجال الدين في الكنيسة وكل هذا من منطلق المحبة التي يتمناها
أن تسود مصر .
خامسا :
واصل البابا شنودة كأسلافه من البابوات رفض اعتبار الأقباط أقلية
ورفض التدخل الخارجي أيمانا منه بأننا نحن أخوة و يجب على الأخ
المسلم أن يدافع عن أخيه المسيحي ويسانده من منطلق نحن أخوة في
وطن واحد مختلفي العقيدة .
سادسا : في زياراته لأبنائه في المهجر
دائما في صحبته أعضاء السفارة المصرية في كل دولة "المسلمين
بالطبع" ليؤكد لنا نحن أقباط المهجر أن مصر هي ارتباطنا ببعضنا
البعض ونذكر انه عند حضوره إلى سويسرا في شهر يوليو 2004 حضر معه
سيادة السفيرة المصرية / ولاء صبري وسيادة المستشار / احمد عزت
واخذ البابا يشرح لنا أن الأمور في مصر من أفضل إلي أفضل ذاكرا
لنا علاقته مع فضيلة الشيخ طنطاوى وعلاقات المحبة التي يجب أن تسود
مصر مسلمين و أقباط .
ومن منطلق هذا الموجز البسيط من أعمال البابا شنودة
الثالث أطال الله حياته نجد أن هناك كتاب أفاضل ووسائل إعلام
تسابقت على إطلاق أن البابا شنودة الثالث هو ليس فقط بابا الأقباط
وحدهم بل بابا العرب جميعا( و أول من أطلق علية هذا اللقب هو
مفتى لبنان ) وهللت وسائل الأعلام بهذا اللقب و أخذت تكرره
مرات عديدة في صفحاتها حتى انه نال جائزة التسامح وعدم العنف من
اليونسكو في شـــــهر نوفمبر سنة 2000 ثم جائزة القذافي لحقوق
الإنسان في شهر سبتمبر سنة 2003 .
ولكن الآن نجد أن الحال تغير بسبب الوهابية
المنتشرة في مصر حيث تسابقت الصحف الصفراء في هذا العصر الأسود في
نقد البابا شنودة الثالث بلا حياء ولا أدب وهذا كله بسبب رفضه
السلمي المواقف الغير قانونية والتي تتكرر بصورة شبة يومية من
قبـــل أمن الدولة وقيادتها البوليسية التي جعلت الأقباط مسرح
لجرائمها (بدءً بالخانكة فمرورًا بمقتل كاهن وحرق الكنيسة إلى
سمالوط حيث قتل كاهن مع اثنين من شمامسة الكنيسة ثم إلى أبو
المطامير في محافظة البحيرة والمماطلة في تنفيذ الوعود بشأن زوجة
الكاهن إلى أسيوط و ألا سلمة الجبرية بقيادة إمبراطور الحزب
الوطني محمد عبد المحسن إلى سمالوط منقطين حيث هدمت و أحرقت
الكنيسة وصيدليتين ... ألخ ) والسبب هو أن ملف الأقباط و البابا
أصبح من اختصاص أمن الدولة في عصر السادات واخذ التطاول على
قداسة البابا يتزايد مع مباركة السلطة والأمن وتخيل هؤلاء الأقزام
أنهم سينالون من عملاق في الوطنية وفى حب مصر (
وهؤلاء الأقزام جعلوا من الاعتراض السلمي لقداسة
البابا جريمة وكأن الواجب على البابا أن يقوم بمزيد من الترحيب
باضطـــــــــــــهاد وإذلال واستباحة أموال ونساء الأقباط ،
وكذلك جعلوا من ذهاب البابا إلى الدير
للاعتكــــــــــــاف و الصلاة جريمة تنال من قدر البابا والأقباط
وهذا المنطق بسبب تغلــــــــغل وإدمـــــان البترودولارالوهابي
والوهابية التي جعلت مصر وإعلامها وقيادتها مسخرة لشيوخ الفتنة
وناشري التطرف مما جعل الأقباط مواطنين من الدرجة الثانية في مصر
بلدهم الأصلي ).
وعلى سبيل المثال لسلاطين وأساطيل الصحافة الصفراء
أمثال مصطف البكري و عادل حموده و سليم العواء و طارق البشرى وكل
هؤلاء كونوا أسطول من صحافة الكـــــذب و التزييف و من أنصاف
وأرباع الصحفيين مثل ( محمد الباز و ياسر بركات و محمد فوده و
محمد عبد الصمد و مسعد جلال و إبراهيم صدقي و منى مد كور وحمدي
حماد و محمد عبد القدوس محمد سلطان وماجدة طنطاوي و كريمة كمال
هذا علاوة على اليهوذات من الأقباط مدمني الشهرة والخبز السهل على
حساب العدل والحق و الدين أمثال ميلاد حنا و نبيل لوقا بباوى و
كمال ذاخر و جمال اسعد ....الخ ) وغيرهم ممن تطاول على قداسة
البابا شنودة الثالث وكل من تطاول أعتقد انه بهذا سوف ينال من قدر
البابا شنودة الثالـث ووطنيته ولكن هيهات ثم هيهات .
ولكن كل ما أستطيع أن اذكره لهم أن البابا شنودة
الثالث لا يوجد من في العالم يستطيع أن ينال من شخصيته العالمية و
الوطنية لان الكنيسة القبطية متمثلة في بطريركها لا يوجد من يزايد
على وطنيتها ليس بسبب كلام أجوف بل بسبب أعمال مجيدة سبق أن ذكرت
أمثلة منها سابقا .
أن البابا شنودة الثالث سيظل داخل قلوب الأقباط و
سيظل حبه لمصر دائما وأبدا مثالاً في الوطنية و الحق . ولكن كل ما
أقوله لهؤلاء الأقزام الذين أرادوا النيل من قداسة البابا ما ذكره
الكاتب العظيم كارنيجى عن أمثالهم
( أن الناس ذو النفوس الدنيئة تجد اللذة في انتقاد
العظماء )
وللكنيسة القبطية أقول لها
كم قسا الظلم عليك كم سعى الموت إليك
كم
صدمت باضطهادات وتعذيب وضنك
كم قسا الظلم عليك .
إن أبواب الجحيم سوف لا تقوى عليك.
مدحت قلادة
هارب من بلد اصبح شعارها أنت قبطي فأنت مستهدف
بفضل مباحث أمن الدولة وانتشار الوهابية البدوية .
|