خواطر قبطي
تثير جدلاً في إيلاف
بقلم: مدحت قلادة
منذ أن نشرت مقالتي في إيلاف بعنوان (
لما أنا خائن ) بتاريخ 20/6/http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2005/6/70626.htm
وأصبح هناك إعلان حرب في إيلاف وبلغ عدد
الردود 27 رداً هذا غير ثلاثة ردود باللغة الإنجليزية من موقع
أخـــــرى، وبلغت الحرب الكلامية حد كبيراً وصلت إلى الإهانة أولاً
لشخصي وهذا تعودت علية من بعض الأفراد. وقد أحسست من أول رد أن كل
الردود ستأتي من الإسلاميين الوهابيين وسوف أهان اكثر لأنني تجرأت
و كتبت مشاعر صادقة أعيشها ويعيشها أهلي في مصر وقدمت تحليل لواقع
مرير يعيشه المصريين بصفة عامة والأقباط بصفة خاصة.
ولكن شكراً لله و الذي لا يشكر على مكروه سواه أن وسط أول ثلاثة
ردود وجدت أشخاص هم مسلمو الديانة ما زالوا يعيشوا بالإسلام
المعتدل وأقدم لهم الشكر الكامل، ليس لأنهم نصفوني واستحسنوا
المقالة بل لأنهم أحسوا بمدى الظلم الذي أحس به والذي يعيشه
الأقباط في مصر وازدادت الردود و أصبحت كأنها حرب كلامية.
ولكنى حللت هذه الحرب الكلامية ووجدت أن بها مادة دسمة للبحث
والاستنتاج و أرجو من كل أخ قارئ أن يساهم معي في تحليلي حتى نكمل
بعضنا بعضا.
أولا :أشخاص مسلمون ( لا يعترفون بالآخر )
و هم أمثال من أشاروا لأنفسهم بأسماء (جهاد) و (منى) الذين لا
يعترفون و لا يقبلون سوى أنفسهم لذلك نجد أن كل منهم اندفع في حكمه
على كاتب المقالة بالخائن والعميل مع العدو الصهيوني أو الأمريكي
أو الاثنين معا وهم حسب التحليل الدقيق ليس لهم فكر ولا رأى بل هم
منقادون من آذانهم وكلهم أذان لصحافة مرئية متطرفة تكفر و تستحل دم
الأخر بلا مبرر سوى انهم مختلفين لهم في العقيدة، و أمثال هولأء
أيضا لديهم نرجسية عالية جدا لأنهم يعتقدون انهم الوحيدين الذين
يملكون الحقيقة المطلقة وغيرهم ليس له اعتبار على الإطلاق وهم لا
يبصرون من هو الإرهابي أو الخائن الحقيقي ولعلهم من أنصار نظرية
تكفير الآخر و استحلال دمه بل أنا متأكد انهم لو تمكنوا من ذبحي
لأخذوا يهللوا ( الله اكبر الله اكبر... مثلما حدث مـــــع كثيرين
) و أخيرا هم تلامذة مجتهدون في مدرسة ( أسامة بن لادن و الظواهري
و الغنوشى و غيرهم، و أقول لهم كلمة من أخ ليس في الدين وبكل تأكيد
ليس في الوطن لان وطنهم وانتمائهم ليس لمصر بل من أخ لهم في
الإنسانية لهم هذه الحكمة العظيمة التي تقول ( لا تجعل الأخريين
يقودوا عواطفك نحو الناس ) و لهم تحياتي واحترامي و كل مشاعر طيبة
مع دعائي لهم بالشفاء من مرض عدم قبول الأخر.
ثانيا : اخوة مسلمين صادقين محبين لوطنهم
إنني لا أقول هذا من منطلق انهم هاجموا الأستاذ جهاد والأستاذة منى
بل لأنهم تمهلوا في الحكم على الكاتب و استخدموا عقلوهم التي
يملكونها في تحليل معنى الخيانة و بعد تحليل وتمحيص اصدروا حكمهم
بعد معرفة مشاعر الكاتب ولهم أحاسيس ومشاعر مع الأخر المختلف معه
في الديانة ولكنهم متحدين في الهدف وهو حب مصر و الانتماء أليهـــا
وليس إلى مدرسة بدوية صحراوية متطرفة وانتمائهم أولاً و أخيرا لله
و الوطن و أنا بكل تأكيد أقدرهم واكن لهم محبة كما كنت اكن محبة
إلى ( اخوتي في الدراسة الابتدائية مصطفى و عبد الحكيم واحمد ) و
لهم أقول فلنستمر معا في حب الوطن حتى نعيد أمجاد أجدادنا ونعيد
إلى مصر سماحتها ونمد أيدينا إلى بعضنا بعضا مع الأستاذ نبيل شرف
الدين و الأستاذ حجاج حسن أدول والدكتور سيد القمنى و الأستاذ نبيل
محمود والى والأستاذ سامي البحيري و الأستاذ صلاح الدين محسن وليكن
شعارنا نحن اخوة في الوطن مختلفي العقيدة و لكننا نتفق في شئ واحد
و هو حب مصر أولا و أخيرا وان الدين لله والوطن للجميع ونترك عمل
الله له لأنه هو الذي سوف يحاسب وليس غيره.
ثالثا : اخوة مسلمين مضطهدين مثلى تماما
وهم أهل النوبة العظام وحضارتهم العظيمة و الإهمال الذي يعانوه و
كيف انهم مضطهدون مثلى في وطنهم ولذا إن ما كتب عنهم هو عبارة عن
تجربة شخصية لشخص يعانى الآم الاضطهاد فكان تعليقه عبارة عن مشاعر
صادقة أمينة وله أقول يا أخي انتهى عصر العبودية واليوم عصر حقوق
الإنسان و استمر في شرح قضيتك ولابد لليل أن ينجلي ولابد للتطرف
والتعصب أن يندثر فداوم على شرح قضيتك ولك ولنا النجاح و لا تنسى
انك لن تنجح وحدك بل بالعمل مع الاخوة المصريين المحبين لوطنهم
والصادقين في مشاعرهم الذين لم ولن يشتروا بالبتر ودولار.
أما عن موضوع الاخوة الأقباط فان كل منهم عالج الموضوع بطريقته
الخاصة:
أولا : أقباط عالجوا الرأي بالعاطفة
و هم بدءوا بالرد العنيف على الأستاذ جهاد و الأستاذة منى ولم
يقدموا رأيهم بأسلوب مقنع و نسوا انه من الممكن أن (الأستاذ جهاد و
الأستاذة منى ) يكونوا أشخاص مضللين لم يعرفوا الحقيقة أو لم
يتعودوا على أنه يوجد أخر وله الحق مثلهم، ولهم أقول يجب أن نمد
أيدينا لكل المصريين الوطنيين لان الهدف ليس أقباط المهجر أو أقباط
الداخل بل أننا نؤمن بان كل ما هو صالح لمصر صالح لأقباطها والعكس
صحيح.
ثانيا : أقباط عالجوا القضية بالعقل.
وهم من قدم منهم رأيه وفكره في قضية الخيانة وفند مبدأ الخيانة من
أساسه وتعامل مع القضية من منطلق محايد بحت مقدما الدليل على ذلك و
لهم أقول أيضا إنني فخور بكم وأنه يجب علينا أن نقدم دليل واضح
وصريح على انتمائنا لمصر ونعمل مع الاخوة المسلمين الأفاضل من اجل
مصر ولمصر وليكن شعارنا هو نحن اخوة مختلفي العقيدة متحدى الهدف
وهو حب مصر و العمل على أزاله القاذورات الوهابية من ثوبها.
وكذلك أقدم اكبر تحية واحترام لمنبر إيلاف العظيم والى الأستاذ
عثمان العمير والى الأخوة القائمين على تحرير إيلاف وخاصة الأستاذ
نبيل شرف الدين الذي يمتعنا بكتاباته وتحليلاته العميقة و الممتعة.
و أخيرا أن تحليلي هذا هو رأى شخصي و أود أن كل من له رأي أو تعليق
أن يقدمه حتى نصل إلى ما هو النافع لمصر و لنحيا مع بعضنا البعض
مسلمين و أقباط بلا وهابية وشراء ذمم الناس وتحويل مصر و المصريين
عن حبهم وانتمائهم لمصر حتى نعود ونقول معاً لمصر.
( وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني أليه في الخلد نفسي ) أمير
الشعراء احمد شوقي
( مصر ليس وطن نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا ) قداسة البابا شنودة
الثالث
|