مدحت قلادة


  10 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

medhat.klada@copts-united.com

زيورخ في : 9\9\2005
 

أسباب نجاح مبارك في الانتخابات

إن نجاح مبارك في انتخابات الرئاسة المصرية كان متوقع ولكن هناك أسباب كثيرة لنجاح مبارك وهى :

أولا العقم السياسي في مصر :

هذا ما فعلته ثورة العسكر وقدموا مصر وكأنها عقيمة لم تنتج سوى الحاكم الواحد والعاقل الواحد والمفكر الواحد واصبح الشعب المصري لا يعرف سوى الرئيس مبارك ليس فقط نتيجة لطول فترة حكمة ( 25 سنة حكم مصر ) بل لان مصر لم تلد سوى الرئيس مبارك وكل المفكرين والسياسيين والليبراليين هم سقط  أو هواء ليس لهم وجود وهذا العقم نتيجة حتمية للنقطة التالية .

 

ثانيا الإعلام المضلل منذ ثورة العسكر :

الأعلام المصري ساهم بكل دهاء وخباثة في تقديم الحاكم وكأنه العناية الإلهية المرسلة لهذا الشعب واصبح ظهور السيد الرئيس هو مكرر يومي على الشعب في كل وسائل الأعلام المسموعة والمرئية ( فطار غداء عشاء ) صورة الرئيس و زوجة الرئيس و ابن الرئيس ، بل اكثر من ذلك بتقديم الرئيس بأنة هو العاقل الوحيد الذي يعمل لمصلحة البلد والكل يقوم بعملة بناء على توجيهات من السيد الرئيس الكل يسبق حديثة بعبارة حسب توجيهات السيد الرئيس ويناء على توجيهات الرئيس  .

 

ثالثا أساليب التزوير المعتادة :

التزوير ليس جديد على مصر والمنطقة العربية بل هو أسلوب حياة لهذه المنطقة المنكوبة بحكامها و في مصر نرى جنود أوفياء للتزوير يعملون بجد ونشاط وهذا ليس من منطلق حبهم للعمل المسند إليهم فقط ( بل من منطلق الدفاع عن مصالحهم ) فتجد وزير الداخلية يقسم بان هذه الانتخابات ستكون نزيهة والواقع أنها مثل كل الانتخابات تجرى على محورين  قيام حملتين متوازيتين في نفس الوقت ( حملة انتخابات وحملة لتزوير الانتخابات ) .

رابعا القمع والإرهاب والاستبداد :

المثل المصري يقول اللي أتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي وهذا الشعب منذ 53 سنة ( حكم العسكر ) أتلسع من زوار الفجر،و في أقسام الشرطة ، ومن أمن الدولة  في تلفيق التهم إليهم ......الخ فتجد معظم الشعب محكوم بالحديد والنار والكل يسير على الخط المرسوم عاش الزعيم وبالروح والدم نفديك يا مبارك .

خامسا غياب مؤسسات الدولة :

أركان الدولة هم ثلاثة ( سلطة تشريعية ، سلطة تنفيذية ، سلطة قضائية ) بكل أسف تم اختزال هذه السلطات كلها في يد الحاكم هو الحاكم الآمر الناهي والكل علية الطاعة حتى مجلس الشعب ( السلطة التشريعية ) منذ ثورة العسكر اصبح شعاره موافقون منافقون ، وتم الفضاء على السلطة القضائية بعد ضرب العلامة الدكتور السنهورى في عقر دار القضاء سنة 1954 على يد الوزير سعد زايد واصبح القضاء في خبر كان  وحينما حاول بعض القضاة الشرفاء رفض الانتخابات بدون إشراف كامل قامت الحكومة باستخدام طريقتها المعتادة العصا و الجزرة ، أما السلطة التنفيذية هي عصا الحاكم الأمر الناهي .

سادسا الجهل العام والتخلف :

الجهل آفة الأمم ومصر بها نسبة الأمية 52 % وهذا علاوة على الطبقة الجاهلة من خريجي الجامعات واصبح جهل الشعب هي الأداة التي يستغلها الحاكم وأجهزة الدولة للضحك على الشعب واكبر دليل على ذلك الوعود الانتخابية لكل المرشحين منها .

* إعطاء إعانة بطالة 300 جنيها لكل عاطل من أين وكيف ؟

* تشغيل الشباب وتوفير 500 ألف فرصة عمل من أين وكيف ؟ 

وغير ذلك من الوعود البراقة صعبة التحقيق التي تحل مشاكل مصر والمصريين ولكنها حلول في الخيال ليس لها نصيب من الواقع .

ثامنا كرسى الحكم والقاعدة العربية الشهيرة :

إن القاعدة العربية الشهيرة لمنطقتنا الشرق أوسطية في هذا العـــالم المنــــــكوب  المعروف باسم العالم العربي هي ( طريق الحاكم من القصر إلى القبر ) هذه القاعدة تنطبق على كل العالم العربي بلا استثناء أما أن يخلع أو يغتال أو يموت موته طبيعية ولذلك اجمل نكتة هي  ( أن مصري وجد مصباح علا الدين ) فخرج المارد سعيدا بالحرية والانطلاق وقال بفرح شوبيك لوبيك عبدك وخدامك  بين ايديك تطلب أية ؟ يتحقق في الحال أنا )

 كان المصري ساذج بقواعد اللعبة السياسية في مصر والمنطقة وطريقة حكمها  فقال له نفسي أشوف رئيس في مصر يقال عنة رئيس سابق ؟

ففكر المارد ثم فكر واخذ يفكر ويفكر و أخيرا وجد الحل لهذا الطلب هو البكاء بأعلى صوته  ( رجعنى تأنى أنت عاوز تجنني هذا مستحيل !! )

أخيرا أن هناك آلاف الأسباب لنجاح مبارك ولكن سيظل السبب الرئيس هو الجهل والعقم السياسي و المصالح الشخصية وجمال كرسى الحكم مش كده و لا أية .

مدحت قلادة

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون