نبيل محمود والى


  10  مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

الجيوش لحماية العروش والكروش
 
القضية الأساسية المطروحة على الساحة حاليا فى الجمهورية العربية السورية ليست الكشف عن  صفقة روسية لبيع صواريخ مضادة للطائرات "قصيرة المدى" الى سوريا لحماية النظام  البعثى الحاكم فسوريا تمتلك بالفعل صواريخ مضادة للطائرات ولكن المسكوت عنه فى ذلك الملف هو ماذا ستفعل القوات المسلحة السورية بكل ترسانتها المسلحة وهى التى لم تطلق قذيفة واحدة تجاه هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1973  والى اليوم سعيا وراء تحريرها كما أنها لم تتصدى للطائرات الإسرائيلية التى قصفت مواقع لبعض المنظمات الفلسطينية حول دمشق العاصمة بينما جيشها متمركز ثلاثة عقود فى لبنان يشاهد ويرى اعتداءات إسرائيل على لبنان فى مجزرة قانا وغيرها ولم يحرك ساكنا أو يهتز له جفن .
 لقد عشنا عقودا طويلة منذ الخمسينيات من القرن المنصرم فى حدوتة بناء القوات المسلحة وشراء السلاح من الشرق والغرب  للتصدى لإسرائيل ومن هم وراء إسرائيل ومن تجاوزوا العقد الخامس من أعمارهم يتذكرون بلا شك أنه فى ظل إعلام نارى موجه كانت مصر أكبر قوة عسكرية فى الشرق الأوسط وسط مهرجانات صواريخ القاهر والظافر والناصر  القادرة على الوصول الى قلب تل أبيب ومحو إسرائيل من الوجود وإبان تلك الأجواء المشحونة تم إلهاب مشاعر البسطاء من العامة ضد عصابات الصهاينة المزعومة .
 وفى مايو 67 وقف الرئيس ناصر مصر متضامنا مع الرئيس حافظ الأسد سوريا ليعلن فى مؤتمر صحفى عالمى شهير عن قراره بسحب قوات الطوارىء الدولية من شرم الشيخ معلنا بذلك الحرب رسميا على دولة إسرائيل بينما قواته وقادته غارقون حتى اذانهم فى مستنقع اليمن وبدء الإعلام الميرى وجوقة المنافقين تلقين الشعب المصرى والعربى دروسا فى الوطنية بدءا من ياأهلا بالمعارك ومرورا بالروم بالدم ووصولا الى اللى حايبعد من الميدان عمره ماحيبان فى الصورة  وتم تهيئة المسرح تماما لهزيمة يونيو 67 بينما القلة الشرفاء من هذا الوطن كانوا يعلمون ومتأكدين من النتيجة مسبقا لقناعتهم أن نظام حكم العسكر لايفلح أينما حل وكانوا يقدرون أن الوطن بأكمله والأمة العربية مساقون كالقطيع للهلاك والخراب والمذلة وضياع الحقوق لقرن قادم من الزمان وفقا لأكثر التقديرات تفائلا .
 وماذا كانت نتيجة حكم العسكر فى الجمهوريات العربية  ضياع الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس القديمة وهضبة الجولان وأخيرا أعاد حاكم بغداد الى الأذهان ذات السيناريو الركيك لنمط الحاكم الفرد المنزه عن الهوى فاحتل دولة الكويت بالسلاح والجيش العربى  فأخطأ فى كل حساباته المحلية والعربية والدولية وقامت قوات التحالف الغربى يتحرير الكويت  وسلم صدام حسين بعد ذلك بلاد الرافدين للمحتل الأمريكى لتنضم الى باقى الأرض العربية المحتلة إبان هزيمة 67  إذن ماذا قدم السلاح العربى المستورد الذى تدفع فيه الشعوب العربية المليارات لقضايا الأمة المصيرية وهل هذا السلاح وتلك الجيوش فى الجمهوريات العربية حقيقة مؤسسات عسكرية محترفة مهمتها تحرير الأرض العربية المحتلة  وحماية الأمة العربية من الأخطار المحدقة بها أم أنه بعد أن صارت التجارة فى الأرض والبشر هدفا فى حد ذاته أصبحت تلك الجيوش  لحماية العروش والكروش  ؟
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون