-
القنابل البشرية
-
-
تشير الدراسات
العديدة الى وجود ميل إنتحارى متزايد لدى الشباب فى مصر
حتى أن القاهرة وحدها تشهد 12 ألف حالة انتحار سنويا غير
الاف الحالات الأخرى التى يتعذر رصدها على مستوى الجمهورية
لأسباب مختلفة وكل حالة تحمل رسالة فبدءا من حالة الشاب
عبد الحميد شتا الذى تم رفض تعينه و فى وزارة الخارجية
لأنه غير لائق اجتماعيا حيث يعمل والده مزارعاومرورا بحالة
محمد مبارك الذى اختار كوبرى فيصل مكانا يعلن من خلاله
انتحاره بعد أن عجز عن ايجاد عمل يضمن له حياة شبه مستقرة
فضلا عن عشرات الحالات الأخرى التى قررت الانتحار لعجزها
عن تسديد المصروفات الدراسية لابنائها ووصولا الى مرتكبوا
حوادث الأزهر والسيدة عائشة وميدان عبد المنعم رياض سواء
من الرجال أو النساء .
-
باختصار أصبحت
الحياة فى مصر لاتطاق لذلك يختار المصريون الأن الموت على
الحياة وكل الدلائل تشير بأصابع الإتهام الى الإجراءات
القاسية للحكومة تلك التى لاتأتى فى صالح المواطن العادى
وتتحول الى رحمة أمام رجال الأعمال ففى الوقت الذى تتنازل
البنوك المملوكة للدولة عن فوائد البنوك المقدره على بعض
رجال الأعمال و تفوق النصف مليار جنيه وترفعها عن كاهلهم
تقوم ذات الحكومة بسجن الفلاحين لإقتراضهم مبالغ بسيطة
كقروض من بنك التنمية والاتئتمان الزراعى أو من الشباب
الذين حصلوا على قروض من بنك الصندوق الإجتماعى لبدء
مشروعات صغيرة تفشل بسبب بيروقراطية الحكومة أيضا .
-
أى اننا أمام حكومة
تكيل بمكيالين القسوة والسجن لمواطن عجز عن سداد مصروفات
أبنائه فى المدارس وتدفعه الى الإنتحار بينما تتسامح مع
مواطن أخر استطاع أن يهرب وفى حقيبته 2 مليار دولار من
أموال الشعب وبتلك الأموال المهربه وفى مفارقة مدهشة يشارك
البعض فى تأسيس جبهة لإنقاذ مصر من الفساد والمفسدين .
-
واذا انتقلنا الى
العشوائيات والتى يصل عددها فى الوطن 1172منطقة يقطنها 14
مليون مواطن يخص مدينة القاهرة منها 81 منطقة عشوائية وفقا
لمصادر الحكومة المصرية وشاهدنا عن قرب كيف يعيش المصريون
بداخلها مثل عزبة رستم فى شبرا الخيمة والتى تخرج منها
منفذو العمليات الإرهابية الأخيرة واذا أضفنا الى ذلك
اموال المصريين بالخارج التى تستثمر فى حل مشاكل البطالة
فى ايطاليا والجزائر والكويت والأردن وأفغانستان وبنجلاديش
وبعض البلاد الافريقية لأكتشفنا أن مصانع الحكومة ورجال
الأعمال أصبحت مناخا مناسبا لكى يتحول الراغبون فى
الإنتحار الى قنابل بشرية تنفجر فى وجه الحكومة احتجاجا
عليها وتصبح الأماكن العشوائية التى لاتلتفت اليها عين
الحكومة بيئة صالحة لانتاج وتفريخ الخلايا الإرهابية
النائمة التى تفجر نفسها كل يوم ( تحت مظلةالفقر والبطالة
وفتاوى المتأسلمون الجدد وثقافة القتل وتكفير الأخر أيا
كانت ملته أو نحلته وصناعة القنابل والمتفجرات المنتشرة
على النت ) فى رسائل مفتوحة للحكومة ولكن يبدو أن الرسائل
لاتصل أبدا على الرغم من بساطتها التى لاتحتاج الى خبراء
لفك شفراتها .
-
-
|
|
|
|