نبيل محمود والى


  31  مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

رجل أحترمه وإن اختلفت معه !
 
يوم 23 يوليو 1952 قام مجموعة من ضباط الجيش المصرى بحركة أطلق عليها البعض ثورة لتغير مجمل الأوضاع القائمة أنذاك بينما أعتبرها البعض الأخر إنقلابا عسكريا على الشرعية الدستورية والنظام الملكى القائم  ولقد وضعت حركة الضباط الأحرار مبادىء ستة شهيرة دستورا لها وإلتزاما أمام الشعب وحتى ننعش ذاكرة شباب الوطن العربى وأولئك الذين لايعرفون الحقيقة المرة لتلك الفترة التى تم حشو عقول وأدمغة البسطاء من العامة بتاريخ مضلل ومزيف فلنراجع مبادى حركة الضباط الأحرار بعد مرور أكثر من نصف قرن من الزمان على إعلانها والتقيد بمضامينها :
 
·        القضاء على الإستعمار وأعوانه من الخونه المصريين
·        القضاء على الإقطاع
·        القضاء على الإحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم
·        اقامة عدالة اجتماعية
·        اقامة حياة ديمقراطية سليمة
·        اقامة جيش وطنى قوى
 
وبدون تجن أو تحيز أو إفتراء نستطيع القول بأنه منذ قيام الرئيس ناصر بالإستيلاء على الحكم بعد إقصاء الرئيس محمد نجيب من رئاسة الجمهورية الأولى وتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية الثانية فى مصر لم يتم تنفيذ أى من تلك المبادىء الستة الشهيرة -  فقط فى عهد الرئيس محمد أنور السادات تم تنفيذ المبدأ السادس – أما ماتبقى من مبادىء وشعارات وأهداف حركة الضباط الأحرار فقد ذهبت أدراج الرياح  مع دستور 1923 الملكى النيابى – أما الأثار السلبية الكثيرة المتعددة والبشعة لحكم عسكر يوليو 1952 فمن المؤكد تحتاج الى مجلدات ومعارض ومجسمات للتحدث عنها والتى لاتزال مصر والأمة العربية تعانى منها الى يومنا هذا ولأن التاريخ عادة لايكتب إلا بعد وفاة صانعيه ومعاصريه بعقود خوفا من من البطش والتنكيل والإرهاب فستظل ملفات تلك الفترة من تاريخ مصر مجهولة العديد من المعالم لأن ملفات الحركة ومن قاموا بها لاتزال طى الكتمان بعد مرور أكثر من نصف قرن على الحدث .
 
ومن هنا تأتى القيمة التاريخية لزعيم اليسار المصرى  فى تلك الحقبة السيد / خالد محى الدين والذى كان عضوا مؤسسا فى حركة الضباط الأحرار وشارك فى صياغة مبادىء الحركة الستة وكان يعرف أنذاك بالصاغ الأحمر لميولة اليسارية والإشتراكية الماركسية ففى الوقت الذى لم يكن يجروء إنسان فى مصر على الوقوف ضد رغبات الرئيس ناصر وقف الصاغ خالد محى الدين متحديا الديكتاتور ناصحا إياه بضرورة عودة العسكر الى ثكناتهم والسير فى الطريق الى الديمقراطية لأنها الطريق الوحيد الى النهوض بالوطن ودفع الثمن غاليا وتم إبعاده ونفيه عن وطنه وحاليا يقود دفة حزب التجمع اليسارى أقوى أحزاب المعارضة المصرية قاطبة .
وبعد مرور أكثر من نصف قرن على أزمة مارس 1954 بين الرئيس ناصر والزعيم خالد محى الدين وماتتعرض له مصر اليوم من ضغوط خارجية قوية للسير فى الطريق الى الديمقراطية مما وضع النظام الحاكم فى مأزق خطير وإذعان وخضوع للمطالب الأمريكية المصحوبة بالتهديد والوعيد والتدخل فى شؤن مصر الداخلية فهل لو كان الرئيس ناصر أخذ بنصيحة الصاغ الأحمر أو لو تمكن الرائد خالد محى الدين أنذاك من الإستيلاء على حكم مصر والسير بها فى الطريق الى الديمقراطية التى طالما نادى بها منذ أن كان فى العقد الثالث من عمرة ، كل كانت صورة مصر اليوم ستكون أفضل مما هى عليه الأن ؟ ستنقضى سنوات عديدة قبل أن يتوصل كل المصريين الى الإجابة على حقيقة تاريخ و دور ونضال و القيمة التاريخية لرجل أحترمه وإن اختلفت معه .


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون