-
رجل أحترمه وإن اختلفت معه !
-
-
يوم 23 يوليو 1952
قام مجموعة من ضباط الجيش المصرى بحركة أطلق عليها البعض
ثورة لتغير مجمل الأوضاع القائمة أنذاك بينما أعتبرها
البعض الأخر إنقلابا عسكريا على الشرعية الدستورية والنظام
الملكى القائم ولقد وضعت حركة الضباط الأحرار مبادىء ستة
شهيرة دستورا لها وإلتزاما أمام الشعب وحتى ننعش ذاكرة
شباب الوطن العربى وأولئك الذين لايعرفون الحقيقة المرة
لتلك الفترة التى تم حشو عقول وأدمغة البسطاء من العامة
بتاريخ مضلل ومزيف فلنراجع مبادى حركة الضباط الأحرار بعد
مرور أكثر من نصف قرن من الزمان على إعلانها والتقيد
بمضامينها :
-
-
·
القضاء على الإستعمار وأعوانه من الخونه
المصريين
-
·
القضاء على الإقطاع
-
·
القضاء على الإحتكار وسيطرة رأس المال على
الحكم
-
·
اقامة عدالة اجتماعية
-
·
اقامة حياة ديمقراطية سليمة
-
·
اقامة جيش وطنى قوى
-
-
وبدون تجن أو تحيز
أو إفتراء نستطيع القول بأنه منذ قيام الرئيس ناصر
بالإستيلاء على الحكم بعد إقصاء الرئيس محمد نجيب من رئاسة
الجمهورية الأولى وتنصيب نفسه رئيسا للجمهورية الثانية فى
مصر لم يتم تنفيذ أى من تلك المبادىء الستة الشهيرة - فقط
فى عهد الرئيس محمد أنور السادات تم تنفيذ المبدأ السادس –
أما ماتبقى من مبادىء وشعارات وأهداف حركة الضباط الأحرار
فقد ذهبت أدراج الرياح مع دستور 1923 الملكى النيابى –
أما الأثار السلبية الكثيرة المتعددة والبشعة لحكم عسكر
يوليو 1952 فمن المؤكد تحتاج الى مجلدات ومعارض ومجسمات
للتحدث عنها والتى لاتزال مصر والأمة العربية تعانى منها
الى يومنا هذا ولأن التاريخ عادة لايكتب إلا بعد وفاة
صانعيه ومعاصريه بعقود خوفا من من البطش والتنكيل والإرهاب
فستظل ملفات تلك الفترة من تاريخ مصر مجهولة العديد من
المعالم لأن ملفات الحركة ومن قاموا بها لاتزال طى الكتمان
بعد مرور أكثر من نصف قرن على الحدث .
-
-
ومن هنا تأتى القيمة
التاريخية لزعيم اليسار المصرى فى تلك الحقبة السيد /
خالد محى الدين والذى كان عضوا مؤسسا فى حركة الضباط
الأحرار وشارك فى صياغة مبادىء الحركة الستة وكان يعرف
أنذاك بالصاغ الأحمر لميولة اليسارية والإشتراكية
الماركسية ففى الوقت الذى لم يكن يجروء إنسان فى مصر على
الوقوف ضد رغبات الرئيس ناصر وقف الصاغ خالد محى الدين
متحديا الديكتاتور ناصحا إياه بضرورة عودة العسكر الى
ثكناتهم والسير فى الطريق الى الديمقراطية لأنها الطريق
الوحيد الى النهوض بالوطن ودفع الثمن غاليا وتم إبعاده
ونفيه عن وطنه وحاليا يقود دفة حزب التجمع اليسارى أقوى
أحزاب المعارضة المصرية قاطبة .
-
وبعد مرور أكثر من
نصف قرن على أزمة مارس 1954 بين الرئيس ناصر والزعيم خالد
محى الدين وماتتعرض له مصر اليوم من ضغوط خارجية قوية
للسير فى الطريق الى الديمقراطية مما وضع النظام الحاكم فى
مأزق خطير وإذعان وخضوع للمطالب الأمريكية المصحوبة
بالتهديد والوعيد والتدخل فى شؤن مصر الداخلية فهل لو كان
الرئيس ناصر أخذ بنصيحة الصاغ الأحمر أو لو تمكن الرائد
خالد محى الدين أنذاك من الإستيلاء على حكم مصر والسير بها
فى الطريق الى الديمقراطية التى طالما نادى بها منذ أن كان
فى العقد الثالث من عمرة ، كل كانت صورة مصر اليوم ستكون
أفضل مما هى عليه الأن ؟ ستنقضى سنوات عديدة قبل أن يتوصل
كل المصريين الى الإجابة على حقيقة تاريخ و دور ونضال و
القيمة التاريخية لرجل أحترمه وإن اختلفت معه .
|
|
|
|