نبيل محمود والى


  12 مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

هل تلك بداية لوبى مصرى فى إسرائيل !
 
القيادات والإعلام العربى منذ أكثر من خمسة عقود والى اليوم مافتأ التذمر من اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة الأمريكية ومدى تأثيرة القوى على سياسات البيت الأبيض والتى تصب دائما وأبدا فى مصلحة دولة إسرائيل هذا من ناحية وعلى الجانب الأخر تقدر أموال الحكام  والأثرياء العرب فى أمريكا وأوروبا بمليارات الدولارات ولم يستطع أى من هؤلاء منفردين أو مجتمعون تكوين لوبى عربى بالخارج قادر على منافسة اللوبى اليهودى وعرض مشاكل الوطن العربى بالخارج بصورة موضوعية مقبولة تؤثر بشكل معتدل على إرادة صناع القرار الغربى .
مؤخرا طالعتنا بعض الوجوه المصرية عن عزمهم على تكوين وتأسيس حزب مصرى فى إسرائيل قوامه خمسة الاف مواطن مصرى يعيشون قى الدولة العبرية ومتزوجون من إسرائليات حتى يتمكنوا من خلال هذا الحزب من تحقيق مطالبهم الذاتية وحل مشاكلهم داخل المجتمع الإسرائيلى وتلك كانت ذات الفلسفة وإتجاه اللوبى اليهودى فى أمريكا عند نشأته الأولى فى بداية تأسيس الولايات المتحدة حتى أصبح بالصورة القوية المؤثرة المعروفة حاليا .
المؤسسون لهذا الحزب المصرى فى إسرائيل ليسواكل المصريين فى إسرائيل بل هم شريحة من المصريين المقيمين فى دولة إسرائيل ومن المحتمل فى المستقبل إنضمام أعداد أخرى لهذا الحزب فى حال قبول أوراق ترشيحة مما يشكل فى حد ذاته بداية أرهاصة مصرية بجهود ذاتيه  لتكوين إحدى مؤسسات المجتمع المدنى الإسرائيلى الديمقراطى بعيدا عن سيطرة أو نفوذ النظام الحاكم فى مصر  بعد أن ذهب المصريون الى قلب الدولة العبرية ليعيشوا فى إخاء جنبا الى جنب فى مع الإسرائليين فى أمن وأمان فى ظل مناخ السلام القائم بين الدولتين وحققوا مالم تستطع عقود الحروب والدمار والتحريض ضد اليهود وإسرائيل تحقيقه .
كل القوى المحبة للسلام والحرية والإخاء بين الشعوب دون تميز فى الجنس أو اللون أو العقيدة أو العنصر أو الدين فى العالم لابد وأن تجد فى تلك الخطوة الشجاعة ذات الرؤى المستقبلية النافذة لهؤلاء المصريين بادرة أمل لتقوية الروابط بين مصر وإسرائيل بعد العصف الفكرى الذى أحدثته زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977 مما غير من جميع الأوراق فى المنطقة العربية تماما وإذا وضعنا فى الإعتبار أن الفلسطينين قد قبلوا وجود دولة إسرائيل والتفاوض معها من أجل إحلال السلام العادل الشامل والدائم وأن العديد من الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل بطريقة أو بأخرى سرا وعلنا لتمكنا من وضع مبادرة تأسيس حزب مصرى فى إسرائيل فى مكانتها اللائقة .
أما هؤلاء الذين يستنكرون تلك الخطوة من مصريين إسرائيل و لايزالون فى إتباع سياسة التحريض على كراهية اليهود سواء من منطلق دينى أو أيدولوجى أو يطالبون بإنشاء دولة إسراطين فهم يسبحون ضد تيار السلام ويزكون ثقافة العنف لأن أول من فكر فى إنشاء دولة تضم العرب والإسرائيليين قبل تأسيس دولة إسرائيل هو المفكر اليهودى المعروف إبراهام ناعوم فى كتابه الشهير والوحيد ولم تجد تلك الفكرة انذاك رواجا يذكر لدى الشعب اليهودى حتى بعد أن لقى هذا المفكر حتفة  فى محارق النازى المعروفة .
 
نبيل محمود والى


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون