-
يامبارك دوس دوس ...
احنا وراك من غير فلوس ؟
-
-
فى العشرينيات من
القرن المنصرم ذاع صيت الساحر الأمريكى هارى هودينى فى كل
أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية وفى إحدى العابة العديدة
استطاع أن يخفى فيل ضخم من على المسرح أمام الاف المشاهدين
فقد كان مقتنعا بأن العين ترى قبل العقل والأذن تسمع قبل
العقل أيضا وكان ذلك سر الأبهار فى الأعمال التى كان يؤديها
ولقد مات فى إحدى العابه فى غرفة السلاحف أمام الجمهور أيضا
ويبدو أن الحزب الوطنى الحاكم فى مصر تأثر كثيرا بالسيره
الذاتية لهودينى فيما يقوم به من جليل الأعمال .
-
-
فقبل ساعات من رحلته
التاريخية الى بلاد العم سام صرح رئيس حكومة مصر أن الشعب
المصرى لايستحق الديمقراطية نظرا لعدم وصوله الى النضج
السياسى المطلوب والذى يوازى ماوصل اليه الشعب الأمريكى
الصديق والشقيق وقد استطاع الدكتور نظيف أن يبهر عيون واذان
الأمريكان ! هذه واحدة أما الثانية فلقد خرجت فى القاهرة
المظاهرات الصاخبة والتى اعتاد النظام الحاكم على تسويقها
اعلاميا عند الأزمات توجه الشكر والتحية للسيد رئيس
الجمهورية ووقف أربعة الاف مواطن فى قلب القاهرة يقولون
للرئيس فى حب دافىء ومشاعر فياضة ( يامبارك دوس دوس ... احنا
وراك من غير فلوس !!!) حاجة كدة زى مش كفاية مش كفايه احنا
معاك للنهاية وهذا الهتاف العبقرى وفقا للتفسير الرسمى يمثل
رغبة شعبية فى وضع حذاء السيد الرئيس على رقبة كل انسان صاحب
كرامة أو شرف قى هذا البلد و لأن الرئيس مش فاضى لعذا العبث
ولا وقت أو رغيه لديه لمجرد الإلتفات الى مثل تلك التراهات
لذلك فهناك جهات أخرى عديدة تتولى ببراعة تنفيذ تلك الرغبة
الشعبية العارمة وتحولها الى حقيقة على أرض الواقع .
-
-
أما الثالثةوفى سابقة
هى الأولى من نوعها تظهر القنوات المحلية والفضائية فى
إعلام الريادة المصرى نبأ أن أحزاب المعارضة المشاركة فى
الحوار الوطنى قد أجمعت على المشاركة فى الإستفتاء على
المادة 76 من الدستور متجاهلين تماما إعلان قوى المعارضة
الرئيسية الممثلة فى التجمع والناصرى والوفد وكفاية والإخوان
ثم انضم اليهم حزب الغد مقاطعة الإستفتاء أو المشاركه فى
الحوار الوطنى بل أن حزب التجمع اليسارى أقام دعوى قضائية
مستعجلة ضد وزير الداخلية الى محكمة القضاء الإدارى لوقف
تنفيذ قراره بعرض مبدأ تعديل المادة 76 من الدستور على الشعب
للإستفتاء 25 الجارى أما الأحزاب التى اشتركت مع الحزب
الوطنى وأشار اليها على أنها أحزاب المعارضة فهى أحزاب
كرتونية هامشية مستأنسة ومدجنة لاتعبر إلا عن أراء أصحابها
فقط .
-
-
لقد أعد حزب حركة ضباط
يوليو 52 أراضى جمهورية مصر العربية منذ أكثر من نصف قرن
مسرحا كبيرا لأعماله منفردا وقام بكتابة القصة والحوار
والإخراج والسيناريو ولا يزال يؤدى أدوار البطولة المطلقة
والكومبارس أيضا إن لزم الأمر ولم تعد عصا موسى تجدي معه
نفعا أو الروح القدس تؤثر في بقائه متربعا على عرش مصر أو
رسالة الإسلام تفت من عضده أو حتى تعاليم البوذية تجدلها
مدخلا لديه بعد أن استجمع سحرة الفرعون وسحر وبهر أعين واذان
المصريين والعرب والأمريكان بجليل أعماله وتمكنه من أخفاء
شعب مصر بأكمله وليس الفيل من على خارطة الشرق الأوسط فأستحق
عن جداره أن يكون هودينى العرب وحسبنا الله ونعم الوكيل !