نبيل محمود والى


  29  مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

حتى لاننسى مهرجانات مايو للطبل والزمر
 
فى ذاكرة الأمم والشعوب تواريخ لاتنسى بمرور الدهر فخلال مايو الجارى عاشت مصر مهرجانات الحزب الوطنى لمبايعة السيد / الرئيس بمناسبة الإستفتاء على التعديل الصورى للمادة 76 من الدستور المصرى الأعرج الكسيح وجاء التعديل بعد أن مارس ترزية القوانين الميرى هوايتهم المفضلة فى القص واللزق والرفى والترقيع  ليكرس حكم الفرد الى الأبد وعشنا إحتفالات الطبل والذمر فى الشوارع وعلى شاشات الفضائيات للإعلام المصرى وتم تجنيد سدنة الحاكم ليدلى كل بدلوه وخرجت المظاهرات السلطوية تبايع وتؤيد .
 
وأيضا فى مايو 1967 وفى ظل إعلام نارى موجه بأننا أكبر قوة عسكرية فى الشرق الأوسط وسط مهرجانات صواريخ القاهر والظافر القادرة على الوصول الى قلب تل أبيب عاصمة اسرائيل المزعومة ومحوها من الوجود تم الهاب مشاعر البسطاء من العامة من مواطنى الدولة المصرية والشعوب العربية ضد الكيان الصهيونى والتهديد والوعيد بالثبور وعظائم الأمور وقف الرئيس جمال عبد الناصر فى هذا الشهر من ذات العام ليعلن فى مؤتمر صحفى عالمى قراره بسحب قوات الطوارىء الدولية من شرم الشيخ معلنا بذلك الحرب رسميا على دولة العصابات على حد زعمه بينما قواته وقادته العسكريون غارقون حتى اذانهم فى مستنقع اليمن وعن أنه مش خرع زى إيدن رئيس وزراء بريطانيا أنذاك .
 
ولقد إحتار جهابذة اللغة فى الغرب فى ترجمة كلمة خرع من العربية الى اللغة الإنجليزية كما كانت الصدمة للمصريين شديدة الوطأه إثر إعلان الرئيس ومفاجتئهم التامة بعلمهم أنه كانت هناك قوات طوارىء دولية فى شرم الشيخ وأن السفن الإسرائيلية كانت تمر فى خليج العقبة طوال الفترة من 1956 حتى تاريخ المؤتمر العالمى لناصر 67 بينما التكتم الإعلامى الشديد والتشويش الإذاعى على محطات إرسال الأصدقاء والأعداء قد وصل مداه .
 
وبدأت على الفور كافة الأجهزة العسكريةوالمدنية فى الدولة فى شحن البسطاء من شعب مصر بالجلاليب والأفرولات بعدأخذهم من المزارع والمصانع فى القرى والنجوع والكفور كما شاركت بعض الدول العربية بمفرذات عسكرية كوقود لمعركة الزعيم الى صحراء سيناء الجرداء فى مظاهرة عسكرية ملتهبة دون إعداد أو تخطيط أو دراسة أو أى شيىء من أبسط مبادىء العسكرية المحترمة المتعارف عليها دوليا .
 
وبدأ الإعلام الميرى وجوقة المنافقين وضاربوا الدفوف فى مصر فى تلقين المصريين والعرب على حد سواء دروسا فى يا أهلا بالمعارك وبالروح بالدم وفى خليج العقبةقطع الرقبة واللى حايبعد من الميدان عمره ماهيبان فى الصورة .. ولقد كان للأستاذين أحمد سعيد ومحمد عروق أعمدة إذاعة صوت العرب فضل السبق والريادة ببراعة تامه ونجاح منقطع النظير فاق كل ماتعلمناه على أيدى جوبلز وزير الدعاية فى عهد هتلر وقادا هذا المسلك الذى خدر غالبية الشعوب العربية وجعلهم يعتقدون بل مؤمنون أن الزلزال قادم لاريب فيه وأن القاء دولة العصابات فى البحر أمر محتوم .
 
 ولقد تم اعداد المسرح وتهيئتة تماما ليوم الخامس من يونيو 1967 أما القلة الشرفاء فى الوطن والعالم العربى فقد كانوا يعلمون ومتأكدين من النتيجة مسبقا لقناعتهم أن نظام حكم الفرد لايفلح أينما حل وكانوا يقدرون أن الوطن والأمة العربية بأكملها مساقون كالقطيع للهلاك والخراب والمذلة وضياع الحقوق الخاصة والعامة وذلك فصل أخر من المسلسل الإجرامى الأثم فى حق مصر والعرب والذى نسدد الى اليوم فاتورته و يجب أن يظل فى ذاكرة التاريخ حتى لاننسى مهرجانات مايو للطبل والزمر .


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون