-
اللعب على كل الحبال
-
-
دأب الأستاذ الكبير محمد
حسنين هيكل على توجية الإنتقادات الى الإدارةالمصرية والى باقى
الملفات الساخنة فى العالم العربى ولم تسلم الخارطة العالمية
من توجيهات سيادته بالنصح والإرشاد عبر قناة الجزيرة القطرية
ولقد تعرضت العديد من اطروحاته للإنتقاد الدبلوماسى الرشيق مما
أثار انتباهى وأيقظ كثيرا من الذكريات الكامنة فى نفسى منذ
أكثر من خمسة عقود .
-
-
مما لاشك فية ان الاستاذ
/ محمد حسنين هيكل صحفى ومفكر وقصاص لامع كلنا نحترمة ونقدرة !
ولكن اراء سيادتة طوال حياتة تصب فى النهاية فى خانة اللعب على
كل وكافة الاوتار فمنذ أن كان منظر ثورة يوليو والمتحدث الرسمى
باسم الرئيس جمال عبد الناصر كان يقيم العلاقات مع الامريكان
ولايزال وساهم بجهد وافر فيما حدث للأستاذ الصحفى الكبير مصطفى
بك أمين وشقيقة اللذان أسسا جريدة أخبار اليوم القاهرية فى
الوقت الذى كان يتغنى بالوحدة والعروبة والاشتراكية !
-
-
وبعد مؤلفة خريف الغضب
الذى هاجم فيه الرئيس السادات ووصفه بأنعت الأوصاف كونه يحمل
بشرة سوداء لزيارته للدولة العبرية أعلن سيادتة فى نادى الصيد
منذ سنوات أن الرئيس محمد أنور السادات كان على حق بزيارته
لاسرائيل لأن القرن القادم سيكون قرن الولايات المتحدة
الامريكية حيث ستختفى دول ودويلات كثيرة من على خريطة الشرق
الاوسط وستتعلق مصر وحدها ببعض الصخور هربا من الطوفان !
-
-
ومن خلال دولة قطر
المحمية الامريكية والتى من أرضها تم ضرب العراق من القواعد
العسكرية الامريكية وتقيم علاقات سرية وعلنية مع دولة اسرائيل
وتطالب بانتهاج ماقررة الرئيس بوش من خطة اصلاح الشرق الاوسط
يتحدث سيادتة على شاشة قناة الجزيرة التى تنتقد الولايات
المتحدة الامريكية وتشجع الارهاب الدولى يفرق الاستاذ هيكل بين
مصر الوطن والادارة المصرية وهو يعلم جيدا منذ عهد ناصر 1967
أن الادارة المصرية تعنى فخامة الرئيس المصرى !
-
قناة الجزيرة التى تعود
أستاذنا الكبير إجراء مقابلاته معها مطروحة للبيع وفي معرض
تحليلها للخبر ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يبدو ان هذا القرار
جاء نتيجة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على قطر بسبب
عدم رضاها عن الطابع الاستفزازي والمضلل والزائف أحياناً الذي
تتسم به التغطية الإعلامية لهذه المحطة على حد تعبير
الصحيفة الاميركية التي نقلت عن المسؤول القطري الذي وصفته
بالكبير (قمنا اخيراً بضم أعضاء جدد لمجلس الإدارة المسؤول
عن تسيير شؤون هذه المحطة حيث كلفناهم بعدة مهام من بينها بحث
أفضل الطرق لبيعها ينبغي لنا ان نعترف بأن هذه المحطة تمثل
صداعاً بالنسبة لنا ليس فقط من جانب الولايات المتحدة بل من
جانب بعض الدول الأخرى).
-
-
ورداً على سؤال حول ما
اذا كانت صفقة بيع محطة الجزيرة سوف تقلص من بريقها قال
(آمل ألا يحدث ذلك) موضحاً أن قطر ترغب في أن تعثر على مشتر
لهذه المحطة في غضون عام واحد وأشارت الصحيفة الاميركية في
خبرها إلى انه على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن عدد
مشاهدي الجزيرة يتراوح ما بين 30 و50 مليون شخص إلا أن هذا
النجاح لم يكن له مردود على قيمة الأرباح التي تحققها ولذا
فإنها تعتمد بشدة على الدعم الذي تحصل عليه من الحكومة
القطرية.
-
-
وقد بلغت الميزانية
السنوية "للجزيرة"، في العام الماضي 120 مليون دولار بلغت حصة
التمويل الحكومي القطري منها بين 40 و50 مليون دولار وأعلن
حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة مؤخراً أن القناة معروضة للبيع
ويأمل القطريون أن يتمكنوا من بيعها خلال سنة كما اعترف
مسؤولون قطريون في محادثات مع نيويورك تايمز بأن الجزيرة تسبب
لهم وجع رأس خاصة على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة ويدعي
مسؤولون أميركيون أن محطة الجزيرة تتسبب بإثارة الغرائز في
العالم العربي ضد الولايات المتحدة وتقوم بنقل معلومات كاذبة
في كل ما يتعلق بالحرب في العراق .
-
-
وتبدي واشنطن غضبها إزاء
ما تعتبره تحويل الجزيرة إلى شبكة خاصة بالإرهابي أسامة بن
لادن كونها تبث أشرطته وأشرطة المسؤولين الكبار في القاعدة
وتبث تقارير منحازة وقد رفض الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه
ديك تشيني منحها مقابلات عشية الانتخابات العراقية وقام
الرئيس بوش بمنح اللقاء لشبكة العربيةالمنافسة وأيضا الرئيس
مبارك مؤخرا .
-
-
-
ان الاستاذ الكبير لم
يقوى على احتمال اقصاؤة بعيدا عن مطبخ صناعة القرارالسياسى فى
مصروالى الابد فيعلن أعتزالة ثم سريعا يغير قرارة ويعود وفى
ظل انعدام المرجعية التى طالما تحدث عنها كثيرا فيحق ويجوز
ويصح لأستاذنا المبجل محمد حسنين هيكل ان يدلى بدلوة وبكل ما
يجيش فى صدرة شأنه شأن كل من نادىبالامس بالاشتراكية وسيطرة
الحزب الواحد والعمال والفلاحين وطبقة البرولوتاريا وقهر
الاخرين ويتغنى اليوم بالحرية والديمقراطية واحترام الحقوق
العامة للانسان بعد أن تم تخصيص السياسة !
-
-
ولكن الغريب فى الامر
والمدهش أيضا أن الأستاذ هيكل لم يقم مرة واحدة بممارسة واجب
النقد العام داخل مصر وليس خارج حدود مصر الوطن والادارة معا
وذلك مالم يتعود الاستاذ هيكل علية وذلك ماتفتقدة أيضا أقلام
مصرية كثيرة نكن لها كل الاحترام والتقدير فمصر الوطن
والادارة حتى بضعفها كانت ولاتزال وستظل قلب الامة العربية
وركيزة الحرب والسلام فى الشرق الاوسط شاء من شاء وأبى من أبى
وليس أى مكان أخر !
-
-
|
|
|
|