هتك الأسرار
وتحطيم الأصنام
حجم الدين العام فى
مصر الداخلى 440 مليار جنبه والخارجى 170 مليار وبحسبه بسيطه
يكون نصيب الفرد حوالى 9400 جنية فى وطن يعيش فيه من 21 الى
25 مليون مواطن تحت خط الفقر والحد الأدنى للتأمين الأجرى 35
جنيه شهريا بينما يصل رسميا راتب رئيس الحكومة السابق مليون
جنيه شهريا أى بنسبة 1 إلى 40 ألف وتلك نسبة لاتوجد فى أى
دولة فى العالم مهما بلغت حماقة القائمين عليها .
لقد أصبح الجهاز
السياسي المصرى بحاجة ماسة وعاجلة إلى اجتياز عملية ترميم
كاملة سواء كان من ناحية فحواه الأيديولوجية أو من ناحية
الاشخاص الذين يعملون فى نطاقه حيث يستقل الحزب الحاكم قطارا
مسرعا ذو إتجاه واحد بعد أن فقد البوصلة مما جعل القطار بمن
فيه يهتزالى درجة 7 على مقياس ريختر مشرفا على السقوط المروع
فالواقع السياسي الصعب الذي وصلت إليه مصر أصبح يؤرق عيون
كل نصير للديمقراطيه حيث يتمكن أليأس من الأحزاب المعارضه
جمعاء ورجالاتها والملل والنفور من التركيبة السياسية
الحالية مما يجر الوطن نحو الهاوية .
وقد بات يتواجد
اليوم على الساحة المصرية من يعتقدون ويؤمنون أنه لا حاجة
إلى الحياة الديموقراطية وأن الديموقراطية ليست فوق كل شيء
ومن بين هؤلاء أيضاً من يمكنهم إشهار السلاح والعنف والعنف
المضاد وستؤدي تلك المشاهد القاسية التي شهدتها الحلبة
السياسية في الأيام الأخيرة فقط إلى زيادة عدد أعضاء
المستهترين بالديموقراطية والتي تقود نحو الفوضى المطلقة أو
الفوضى الأخلاقية كما تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد وصل أكثر مما يجب
من الأشخاص البائسين إلى المسرح السياسى خلال الثلاثة عقود
الأخيره بسبب انهيار أيديولوجيات الحزب الوطنى الكبيرة
ورجال السياسة الذين تحولوا إلى قنابل أنانية وليس لهذا
السبب فقط يتفحص هؤلاء كل شيء من وجهة نظرهم الشخصية فقط.
أما الآخرون فقد اختاروا تحويل السياسة إلى مصدر رزق وهذا
هو أخطر ما فى الموضوع برمتة فلقد تمت خصخصة السياسة شأنها
شأن باقى المفردات فتحالف الأنانيون غير العقلاء مع الشخصيات
الفاسدة واستولوا معاً على الوطن فى ظل نظام حكم الحزب
الواحد المتربع على عرش السلطة من المهد الى اللحد .
وبفضل تلك السياسات
وغيرها أصبحت الدولة المصريه اليوم مرعوبة مما يحدث هذا
ماتقوله حالة الشارع فى مصر مظاهرة أو احتجاج من 100 شخص
يحيطها 5 الاف عسكرى أمن مركزى ومظاهرة للاخوان تتحول الى
حفله لصيد المعتقلين فما الذى يرعب الدولة هل من التغير أم
من من المعارضة التى بدأت فى الخروج عن الخطوط الحمراء التى
ظلت الدولة مسيطره عليها عقودا طويلة .
الدولة فى مصر لم
تتغير الملكية مثل الجمهورية والملك لايفرق كثيرا عن رئيس
الجمهورية وهذا هو مايجعل الدولة مرعوبة فهى مغرمة بالخطوط
الحمراء من اقامة اسوار حولها مرة لحماية العائلة المالكة
واخرى لحماية الشرعية الثوريه والأن لحماية أشباه المماليك
وهكذا يتمرد الناس فى مصر على الخطوط الحمراء ويكسرون
المحرمات ببطء ويتحرك السقف وترتبك السلطه لأنها لم تعد فى
برج مقدس بعيد عن النقد وربما التطاول انها صورة الحكم فى
مصر فى علاقه مأزومه مع المحكومين الذين لديهم الرغبه فى هتك
الأسرار وتحطيم الأصنام وهذا هو المرعب فيما يحدث فى مصر .
|
|
|
|