نبيل محمود والى


  19  مايو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

العسكر فى الجمهوريات العربية
                   
 عندما يستولى الديكتاتور بقوة السلاح على مقاليد الحكم يصبح جل  إهتمامة  وشاغله الوحيد المحافظة على السلطة الى الأبد ومن ثم  يبدأ فى تسخير إمكانات مؤسسات الدولة لخدمة ذلك الغرض وحتى يتمكن من تضيق الخناق على الشعب وقوى المعارضة ليخلوا له الوضع تماما  فإنه يستعين بأهل الثقة من العسكريين فيقربهم منه ويترك لهم  الحبل على الغارب فيبدأون فى بسط نفوذهم بطول الوطن وعرضة وتنموا  أعدادهم وعدتهم ويشكلون مراكز قوى تسعى فى الأرض فسادا.
 
وبمرور الوقت يستشعر الديكتاتور بالخطر على نفسه من أطماع هؤلاء وتشرسهم وعظمة نفوذهم فى الوطن وتتولد يه الرغبة فى التخلص منهم سريعا دون أن تتلتطخ يديه بدماؤهم  وبعيدا عن تحمل أى مسؤلية وعلى الفور يشرع فى تهيئة الأجواء لخلق معارك عسكريةمع الأصدقاء أو الأعداء  على حد سواء تحت دعاوى كثيرة  ومتعددة وهو يعلم يقينا أن تلك المعارك ستودى بالوطن بأكمله الى  التهلكة.
 
 وبعد توقف هدير المدافع وأزيز الطائرات تفقد الأمة الشهداء والأرض والكرامة ويكون الديكتاتور قد تخلص من نصف هؤلاء القادة بموتهم فى مسرح العمليات  أو محاكمتهم بعد إنسحابهم وإندحارهم أذلة من ساحة الوغى على الإهمال الجسيم الذى يصل الى درجة الخيانة وتحميلهم مسؤلية ماحدث أمام الشعب المغيب عن الوعى بفضل الإعلام الموحد الموجه الذى يجيد العزف على أوتار المؤامرات الخارجية التى تهب على الوطن من اليمين واليسار والطابور الخامس من أذناب القوى الإمبريالية أو الشيوعية  فى مسرحية مكشوفة رخيصة وهابطة عند أولى الألباب أما النصف الباقى فمصيرهم بين معاق أو مصاب أومن حملة الأوسمة  والنياشين ويستقرون جميعهم خارج السلطة بلا عمل ومن ثم يبدأ الديكتاتور بالدعوة الى إزالة أثار العدوان وإعادة بناء القوات المسلحة ولأصوت يعلوا على صوت المعركة وتتوالى الهزائم والإنكسارات فى عهده الميمون ويحل الخراب سياسيا وإقتصاديا وعسكريا بالوطن الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.
 
 هكذا كانت تدار الأمور فىمصر عبد الناصر وسوريا  حافظ الأسد و عراق صدام حسين حيث حل الخراب بالأمة العربية جمعاء وفقدنا هضبة الجولان والضفة الغربية والقدس القديمة وقطاع غزة والعراق ولانزال وسنظل على أحسن الأحوال تفائلا لقرن قادم من الزمان نسدد فاتورة  حكم العسكر حتى أصبحنا أضحوكة الأمم ومجال تندرها وسخريتها .
 
وإذا  أضفنا الى ذلك دساتير العسكر فى الجمهوريات العربية التى يعلن عن  إستحالة تعديلها وفجأة يتم الوثوب عليها وتعديلها بسيناريو ركيك  فى دقائق معدودة لتخليد الديكتاتور حيا أو ميتا فى أنجاله كما  حدث فى سوريا ويحدث فى مصر حاليا والحبل على الجرار فى عدد لبأس به من الجمهوريات العربية العسكرية فىسابقة جد خطيرة مذلة لكبرياء الشعوب حولت رؤساء الجمهوريات الى ملوك وأباطرة يحولون الوطن بأكملة الى إقطاعيات خاصة يتوارثونها كابر عن كابر تحت دعاوى محاربة اسرائيل ومن هم وراء اسرائيل سوف ندرك على الفور أن قوة اسرائيل ومنعتها وجبروتها وتفوقها فى المنطقة العربية لم يأتى من فراغ بل ساهم فيه كثيرا حكم العسكر فى الجمهوريات العربية !


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون