نبيل محمود والى


  09  يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

walinabil@yahoo.com

نحن المصريين ليس لنا لا بابا ولاماما !!!
 
اللعب بالثلاث ورقات تعد إحدى العاب الحواة الهواه وتعتمد على الفهلوة وخفة اليد والحركة وخداع البصر  معا وهذا مابرع فيه النظام المصرى فهو يتحدث عن التدخلات والضغوط الخارجية وكأنها رجس من عمل الشيطان ويستنكر على أى فرد أو جهة أو جماعة أو حزب فى مصر أن يستنجد أو يستقوى بالخارج فى مواجهة نظام لايرحم من يخرج عن الخطوط الحمراء المرسومة وفى معركة اصلاح تبدوا ميؤسا منها حيث يعتبر النظام الإستقواء بالأجنبى خيانة وعمالة وباقى مافى قاموس اللغة من مفردات تستوجب الحكم على فاعلها بالإذدراء والإحتقار ثم الإعدام  .
 
تماما كما يفعل الحاوى فى لعبة الثلاث ورقات يظهر لك الأس لكى يطمعك ويغريك فى المكسب ثم يخفيه بحركة بهلوانية وعندما تمسك بيده املا فى الفوز بالأس تكتشف انها البنت وأنك وغيرك مخدوعون فالنظام المصرى يقول كلمة حق يراد بها باطل فكل هدفه أن يحتكر لنفسه فقط التعامل مع الأجنبى أمريكا و اسرائيل تحديدا وذلك من أجل مصلحته الشخصية فقط وليس من أجل الوطن الذى يبدو أنه يأتى فى مؤخرة اهتماماته والحقيقة المؤكدة فى هذه المأساة أن نظام يوليو 52 بأكملة يقبل التدخلات السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية فى شئونه سواء كان ذلك فى مصلحة الوطن أو ضدها .
 
 وقد بدأت أمريكا احتكار التدخل فى شؤن مصر الداخلية عندما وافق الرئيس جمال عبد الناصر على مطالب أمريكا وأصدر تعليماته لأركان حكمة بعدم أن تكون مصر البادئة بضرب اسرائيل وعلى القوات المسلحة المصرية أن تنتظر وتستعد لإستقبال الضربة الجوية الإسرائيلية أولا إبان حرب يونيو 67 وحدث ماحدث ، ثم إعلان الرئيس السادات أن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا ومعاهدة السلام مع اسرائيل المشروطة بمعونة أمريكية اقتصادية وعسكرية كبيرة وفقا لشروط اقتصادية وعسكريةوسياسية وأمنية حاكمة وشديدة الوطأة وأن مصر تقبل بها جميعا دون كلمة اعتراض واحدة .
 
والمؤكد أن نظام الرئيس مبارك استكمالا لفلسفة عسكر يوليو 1952 قد ورث تركة التدخل الأجنبى عن طيب خاطر وليس ذلك فقط  وانما نستطيع القول أن التدخل الأمريكى فى شؤن مصر وعلى كافة الأصعدة قد استفحل وتوحش خلال ال24 عاما الأخيرة من تاريخ حكم الرئيس مبارك لدرجة أن نظام الحكم عندنا يقوم بدور الوكيل فى تعذيب والحصول على اعترافات سجناء معينين لصالح أمريكا ترسلهم الى مصر لهذا الغرض فقط  كما أن السفير الأمريكى بالقاهرة يتحرك بسهوله ويسر فى كافة أنحاء مصر وبحرية أكثر من أى مواطن وأن لجان الكونجرس والحريات الدينية الأمريكية تأتى لمصر وقتما تشاء وتقابل من تشاء وأينما ماتشاء دون حساب .
 
ومعنى ذلك أن نظام الحكم فى مصر المحروسة عينه على انتقال سلطة هادىء وبموافقة أمريكية من مبارك الأب الى مبارك الأبن مثلما حدث فى سوريا والإمارات والبحرين وقطر ومثلما تريد ليبيا واليمن ويعنى أيضا أن نظام الحكم لن يتراجع عن الإستقواء والإستعانة بالأجنبى لمصلحته الذاتية بصرف النظر عن مصلحة الوطن ويحلل لنفسه مايجرمه على الأخرين  ويعنى أخيرا أن من حق الأفراد بالداخل والخارج والأحزاب والجمعيات الأهلية وحركات الإصلاح السياسى فى مصر أن تستعين بالخارج من أجل اجبار النظام على اتخاذ اجراءات اصلاحية من أجل إنقاذ ماتبقى من الوطن اليتيم فإذا كانت أمريكا الدولة المسيحية العظمى وبكل قوتها ونفوذها لها بابا فى روما أما نحن المصريين ليس لنا لا بابا ولاماما !!!
 
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون