عمارة
الفقراء
-
بقلم
نبيل محمود والى
-
- أسعار أراضى البناء ومواد البناء وتكاليف مقاولات
البناء والمصاريف الاداريه والتشريعات التى تحكم مجال البناء
تمثل العناصر الرئيسيه فى معادلة الاسكان فى مصر وتعتبر
العناصر الثلاثه الاولى مجالا مستقلا للاستثمار فى حد ذاته
ومهما حاولت الدوله التدخل عن طريق العامل الرابع والخامس فلن
تستطيع ان تحد من المنافسه على الحد من الارباح الناشئه عن
التعامل مع تلك العوامل الثلاثه الاولى .
ولا سبيل لتخفيض سعر الاراضى سوى بالتوسع الافقى والاتجاه الى
صحراء سيناء والصحراء الغربيه وايضا التوسع الرأسى فى المناطق
الاهله بالسكان وكردون المدن عن طريق السماح بالارتفاعات بعيدا
عن المناطق ذات الطبيعه الخاصه .
فاذا كان البناء معبرا عن البيئه والمجتمع وصحيا وجماليا
لمجتمعات متوافقه ومتكامله وبمواد يتم استخلاصها من البيئه
المحيطه أى كانت مع انعدام النقديه فى التعامل فى مجال البناء
فالفرد الواحد لايستطيع ان يبنى مسكنا بمفرده ولكن عشرة اشخاص
يستطيعون بناء عشرة مساكن بالتالف والتاخى والتكامل فيما بين
التجمعات البشريه الانسانيه .
كما ان خلق نوع من التالف والالفه بين الفئات المقتدره وتلك
الفقيرة أو محدودة الدخل داخل المجتمع عن طريق قيام الاغنياء
فرادى وجماعات بالمساهمه الجادة فى تكريم اخوانهم فى المواطنه
سيحد بشكل كبير من الفقر والبطاله والتشرد واسكان القبور .
ان المهندس المعمارى العالمى المصرى حسن فتحى رحمه الله والذى
تشهد اعماله ومبانيه فى شتى انحاء العالم على نجاح نمطه
المعمارى المتميز وعمارته البيئيه فى تحقيق تلك الغايه
واسهاماته الفكريه الرائده لاسكان الفقراء ومحدودى الدخل فى
عمارة الفقراء يعد مشروعا قوميا رائدا فى هذا المجال .
ان اسوار الجامعه الامريكيه بالقاهره تضم تراث وكتابات ورسومات
هذا المهندس المعمارى والتى تصلح لنشر افكاره وعلمه ونظرياته
الانسانيه ومنعها من الاندثار لتكون اساسا لتحقيق امكانية قيام
مختلف الافراد والجماعات فى الوطن من بناء مسكن بشكل فنى
وجمالى متميز وملائم من الوجهه الماديه والنفسيه متوافق مع
البيئه المحيطه والتكوين النفسى لهؤلاء الافراد وتلك الجماعات
.
ان تحويل تلك الافكار الى مشروع قومى يعتمد اساسا على جهود
ومشاركة الشباب والمثقفين والجمعيات الاهليه وما تساهم به
الجمعيات والمنظمات غير الحكوميه دوليه كانت ام محليه من
تبرعات وهبات ومجهودات سيساهم بشكل كبير فى التخفيف كثيرا من
مشكلة الانفجار السكانى .
|
|
|
|