عندما تشعر الشعوب بالإحباط نتيجة للقهر السياسي والاقتصادي
والاجتماعي في ظل اضمحلال ثقافي وتربوي وتعجز لأسباب عديدة عن
مواجهة الواقع كما هو يلجأ بعض الأفراد على فترات متقطعة من
الزمان إلى احتراف أعمال الشعوذة والدجل والخرافة والأساطير
وقراءة الفنجان والكف وتفسير الأحلام والعلاج بالأوهام لطرد
شياطين الإنس والجان تلك الأفعال التي تجذب البسطاء من العامة
من شعب مصر كرد فعل طبيعي ومتنفس ضد العوامل الضاغطة عليهم كما
أنها تعتبر مصدر سريع لثراء القائمين عليها .
والذين جاوزوا العقد الخامس من أعمارهم المديدة إن شاء الله
مازالوا يتذكرون كم كانت السلطة في مصر قبل يونيو 1967 تصور
لنا إننا أكبر قوه عسكريه في الشرق الأوسط وإننا قادرون على
محو إسرائيل من الوجود وإلحاق الهزيمة بالأسطول السادس
الامريكى في المتوسط وبعد أقل من ساعة واحده فقط من اندلاع
المعارك ألحربيه ومن جانب واحد فقط جاءت الهزيمة بشكلها وحجمها
المعروف وكم كانت شديدة الوطأة علينا جميعا .
عندها لجأ بعض الأفراد إلى موضوع تحضير الأرواح واستدعائها عن
طريق السلة وأيضا ظاهرة ظهور السيدة مريم العذراء في الظاهر
والمطرية وقد اجتذبت تلك الظواهر الكثيرين من البسطاء وصارت
الشغل الشاغل للوطن بأكمله فضلا عن أنها كانت حديث الصالونات
ولقد تعرض لكل تلك الظواهر في حينها الأستاذ الكبير أنيس منصور
المحترم حفظه الله .
وفى مصر اليوم بل ومنذ فترة وتلك الظاهر منتشرة وبأشكال عديدة
ومتنوعة في ظل تكتم اعلامى ميرى وما أشبه اليوم بالبارحة
وحدوتة ألشيخه ناديه فاكرينها مازالت فى الأذهان وأخيرا ألشيخه
إيمان رجب في الصعيد الجوانى شاهد على ذلك .
فالهزيمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاتقل خطورة عن
الهزيمة العسكرية فالمواطن المصري خائف ومقهور وأياديه مرتعشة
والخائفون لا يصنعون الحرية والمترددون لن تقوى أيديهم على
البناء .... وهذا هو المطلوب لتحقيق الاستقرار وألوحده الوطنية
حتى يظل الحزب الوطني الديمقراطي قابضا على كل ثروات مصر مرة
بإسم القضاء على الملك وأعوانة وأخرى باسم العمال والفلاحين
وثالثة لتحقيق الوحدة الوطنية وأخيرة بالتصدي لمحاولات التدخل
الأجنبي في شؤن مصر الداخلية بالمنع والشجب والتنديد وباقي
مفردات القاموس العربي ... والحبل على الجرار وعلى الشعب
المصري أن يسدد فاتورة التوريث والتمديد لعسكر 23 يوليو 1952!