تمهل
قليلاً يا باشمهندس
طالعنا السيد المهندس عدلي ابادير يوسف بمقال نشر في صفحة "الأقباط
متحدون" الالكترونية يبشر فيه مسيحي الشرق بل وكافة مسيحي العالم
بأن طويل العمر الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، ولي عهد
المملكة العربية السعودية وحاكمها الفعلي ، قد نادي مؤخراً في خطبة
ألقاها في مؤتمر عقد في بلاده بجمع شمل المسلمين والمسيحيين وذلك
نظراً للأوقات العصيبة التي يمر بها الإسلام .
وكما ذكر باشمهندسنا الكبير ، فإن الأمير لم يذكر
شيئاً عن مواقف المملكة السابقة ، والممتدة إلي وقتنا هذا من
المسيحية والمسيحيين أينما كانوا سواء كان ذلك داخل بلاده ، أو تلك
الدول الفقيرة الواقعة في فلك البترودولارا أو حتى في الغرب الكافر
.
كلنا نعلم التاريخ المجيد ، تاريخ السعودية في محاربة
كفر النصارى وضلالهم . فالسعودية لا تسمح بوجود الكتب المسيحية
المقدسة على أرضها حتى وأن كانت في حوزة جنود الغرب الذين جاءوا
للدفاع عن السعودية من أطماع أخ مسلم كما حدث في حرب الخليج الأولى
سنة 1991 .
والسعودية هي الدولة التي تمول بكرم شديد كل محاولات
أسلمة العالم بأسره ، بما فيه بالطبع مسيحيي الشرق الذين يدعي الآن
أنه ينبغي جمع شملهم مع المسلمين .
ومن كان منا يعيش في الولايات المتحدة ، لا بد له أنه
قد علم باشتداد هذه المحاولات الإسلامية خاصة بعد أحداث 9/11/2001
وبالرغم من أن معظم مرتكبي هذه الأحداث البشعة كانوا من السعوديين
– بالإضافة طبعاً إلي أتباعهم الجدد – وأعني المصريين .
وكذلك نعلم جميعاً ، وفي مقدمتنا الباشمهندس العزيز
عدلي يوسف ، أن الحملات المسعورة التي تقودها المنشورات الصفراء
التي تدعي كونها صحفاً على الأقباط وكنيستهم في مصر – أنما هي
جميعاً ممولة من السعودية . تلك النشرات التي وصلت بالصحافة في مصر
إلي حضيض لم يسبق أن بلغه أسفل السافلين – فهي التي شرعت في تأليف
القصص والأساطير عن بلايين الدولارات التي تسئ الكنيسة القبطية
صرفها ، وتخزين الأسلحة المدمرة داخل الكنائس ، واقتناء الأديرة
لمزارع (بحالها) لتربية الأسود (أي والله الأسود – جمع أسد)
وتدريبها على التهام كل قبطي يشتاق إلي الإسلام ، وكلها قصص
وحكايات تعيد إلي ذاكرتي قصص أمنا الغولة التي كانت مربيتي ،
سامحها الله ورحمها – تتحفني بها وأنا طفل عندما تريد أن "أنكفت
وأنام" حتى تستريح هي من تعب متابعتي .
قصص الوريقات الصفراء الممولة من السعودية لم تداعب
قريحه أشهر فشاري مصر – أبو لمعي الأصلي رحمه الله – وهو في عنفوان
مجد فشره .
فهل سيأمر الأمير عبد الله بن سعود زبانيته في مصر
بأن "يحلوا عن دين الأقباط" ؟ وهل سيأمرهم بوقف حملاتهم المسعورة
على كنيسة مصر الشامخة الخالدة؟ وهل سيوشوش في أذن حكومة مصر
معطياً الضوء الأخضر لها لإلغاء الخط الهمايوني وتعيين كام قبطي
هنا وهناك في مناصب قيادية حتى لذر الرماد في عيون العالم.
ينفق طويل العمر الملايين من الدينارات والدولارات
لأسلمة المسيحيين حتى الذين يعيشون منهم في أمريكا ! ويفعل ذلك
بإمداد المدارس والجامعات بالكتب وأفلام الفيديو وغيرها من وسائل
التعليم والأعلام ، كلها كتب تعطي الوجه المشرق للإسلام وتخفي
تماماً الوجه المتشدد (خليني مؤدب وبلاش أصفه بصفة أخرى) . كل ذلك
حتى يبتلع أبناء الكفره الطعم ويدخلون في دين الله زرافات وجعراناً
.
يحدث هذا بصرف النظر عن حقيقة أن العقلية الغربية لا
تؤخذ بأساليب الدعاية الفجه – ولكن جهود طويل العمر في هذا المجال
لا تنقطع – ولما لا ؟ أنه يريد للبشرية أن تدخل الجنة بكاملها .
أليس الدين عند الله الإسلام ومن أبتغى ديناً غير الإسلام يبقى
وقعه ابوه مهببه في الدنيا والآخرة .
لست أذن بالمتفائل لكلمات طويل العمر . دي بس لفك
المجالس واستمرار الخدعة الكبرى .
دعنا أذن يا باشمهندس ننتظر أفعال الأمير الهمام وليس
أقواله قبل أن ندق طبول الفرح ونغني أهازيج السلام . العمل هو
المحك يا باشمهندس وليس الكلام .
ولاشك أن في استطاعة الأمير عبد الله بن سعود أن يدخل
التاريخ من أوسع أبوابه إذا اقترنت أعماله بأقواله . وحتى أسهل
عليه مشقة البحث عن طريقة يدخل بها ذلك الباب فأني أقترح علي سموه
أن يقوم بعمل واحد يكون وقعه أعظم واقوي من سقوط سور برلين .
ماذا لو قام سمو الأمير بوضع حجر أساس لكنيسة ،
ونسميها كنيسة القديس بولس – حيث أن بولس الرسول يتمتع بأكبر قدر
من الكراهية في قلوب أخوننا المسلمين – وليكن ذلك في الرياض أو جده
ولا أتطاول وأقول في مكة أو المدينة بالطبع . ألن يكون ذلك الفعل
أكبر دليل على سماعة الإسلام وسيؤدي إلي جمع شمل النصارى والمسلمين
في غمضة عين ! ولما لا ؟ أليس هناك مساجد لا حصر لها في عواصم
الغرب الكافر – ومنها ما لا يبعد أكثر من خطوات حتى من مدينة
الفاتيكان عاصمة المسيحية في العالم ؟
فإلي أن نري سمو الأمير على شاشات التلفاز العالمي
وهو يقوم بمثل هذا العمل النبيل ، فأني أقترح أن نعتبر كلمات سموه
عن جمع الشمل مجرد فلتة لسان لم يكن يقصدها أو نشره لطيفة أراد بها
الترويح عن نفوس المجتمعين ، أو ربما هي عمل آخر من أعمال (التقية)
التي تبيح للمسلم الكذب دفاعاً عن النفس عندما يضيق الخناق عليه
كما هو حادث في هذه الأيام تماماً .
طول بالك حبتين با باشمهندس – بلاش طبل دلوقتي –
وربنا يعطيك طول العمر والصحة لترى أمنيتك قد تحققت .
دكتور صبري فوزي جوهره
أستاذ جراحة في الصدر المساعد
كلية طب توليدو – الولايات المتحدة
|