منقطين –
كشح (3) بس بالتقسيط غير المريح
حرب
الاستنزاف ضد الأقباط
بدأ الأمر بتجمعات إرهابية مشبوهة ثم حرق
الممتلكات ثم قتل الأطفال القبط كل ذلك ورفض التصريح ببناء كنيسة
في القرية قائم منذ ربع قرن . هذا هو المشهد في قرية منقطين
بمحافظة المنيا بصعيد مصر .
جرائم الكشح (2) ترتكب وتعاد كما توقع
الجميع عندما رفضت الدولة عقاب مرتكبي هذه المجزرة الشهيرة وأطلقت
سراح مجرميها .
منقطين تشهد الآن المأساة ذاتها وأن
كان ذلك يحدث "بالتقسيط" حتى لا تلفت أنظار العالم إليهم وقد تلطخت
أيديهم بدماء القبط . يعلم الإرهابيون أن العالم ينظر إليهم بعيون
الشك والحذر.
فلزم عليهم تغيير "التكتيك" وأن بقيت
"الإستراتيجية" على ما كانت عليه وهي أسلمة أقباط مصر والقضاء
عليهم .
يفقد المراهق هيثم بدر سيطرته على
سيارة يقودها ويندفع نحو أطفال قرية منقطين القبط و فيقتل الطفلة
نيرمين ويجرح آخرين وهم خارجون من اجتماع ديني . وكانت منقطين موضع
أحداث تخريبية منذ أسابيع عندما أحرق المسلمون صيدليات وأماكن عمل
بعض الأقباط . وبذلك ظهر ذراعي الهجوم الإسلامي بوضوح : القضاء على
الأقباط بقتل صغارهم ، وحرمانهم من ثرواتهم حتى لا يتمكن المقتدرين
منهم من مساندة المحتاجين بينهم فيسهل إسلامهم .
من الملاحظ أيضاً أن المجرم "مراهق"
"غير مسئول عما يفعل قانونياً" وبذلك يسهل تسريحه بعد المحاكمة ،
هذا أن كانت هناك محاكمة أصلاً !
أقباط مصر الآن مستهدفون في عملية
توسيخ (وليس تطهير عرقي) .
أنه تكرار لما حدث في جنوب السودان .
فإلي جانب القتل والاستعباد والنفي لجأ المسلمون إلي بتر أثداء
النساء المسيحيات المرضعات حتى يموت أطفالهم جوعاً ويكون هذا مصير
كل طفل جديد قد تنجبه هؤلاء النسوة مبتورات الثدي .
ففي مصر ، ما بين الاختطاف والأغراء
والقتل والسلب والنهب يستمر مخطط التوسيخ العرقي ليحقق الأسلمة
التامة لأرض الكنانة .
وقد كان الخيار أمام أقباط مصر بعد
الغزو الإسلامي بين الإسلام أو الجزية أو القتل ويبدو أن الخــيار
الآن ، وبعد أربعة عشر قرناً ، قد أختزل بين الإسلام أو القتل .
فإذا قرر الأقباط المقاومة فعليهم أن
يعرفوا عدوهم ومواضع القوة فيهم . على الأقباط أن يتذكروا أن العدو
خسيس وضعيف وجبان . وليس هناك من يسك في خسة الإرهاب . أما الضعف
فعلاماته واضحة . فبعد البالغين ، أصبح المهاجمون الآن من
المراهقين وبعد "العمليات" الكبيرة مثل الكشح ، أصبحت الاعتداءات
"بالتقسيط" حتى لا تجذب المذابح أنظار العالم . والعدو جبان لأنه
يستهدف الأطفال والضعفاء ولا يقوى على مجابهة العالم .
والأقباط أقوياء فبقاءهم كمجتمع
بالرغم من أربعة عشر قرن من محاولات الإبادة يشهد بقوتهم .
والأقباط أقوياء لأن قضيتهم عادلة ولأنهم يحظون باحترام العالم
وتعاطفه .
لا داعي أذن للاستسلام . دعنا نقاوم ز
ولتكن المقاومة جماعية وسلمية . لقد أثبت التاريخ فعالية الأسلوب
في الهند تحت زعامة المهاتما غاندي ومؤخراً في اوكرانيا وجورجيا
وربما في لبنان .
لا تهابوا الدولة المصرية . فهي
مهلهله غير قادرة على توفير القمح والفول لملايينها العاطلة ، دولة
بلا قضاء أو قانون ، دولة استشرى الفساد والجهل والتعصب والفشل
والخيبة إلي كل عروقها وجذورها . دولة تحتضر أو في سبيلها إلي
الاحتضار .
اخرجوا إلي الشوارع للتعبير عن رفضكم
للاضطهاد والظلم . طالبوا بحقوقكم لأنه لم يحدث أن استعاد أحد شئ
كان قد سلب منه برضاء المغتصب . صلوا وابتعدوا عن العنف حتى لا
تبررون استعمال العنف ضدكم فإذا قوبلتم بالعنف لا تضطربوا لأن
العالم المتحضر سيقف إلي جواركم وسينبذ أعدائكم ويدينهم .
لا بد من دفع الثمن الذي رفض أجدادنا
دفعه منذ أربعة عشر قرناً .
دكتور صبري فوزي جوهره
أستاذ جراحة في الصدر المساعد
|