يا
روزاليوسف عالجي الإرهاب الوهابي الذي
لطخ صورة الإسلام عالمياً
واتركي الكنيسة في حالها
لماذا الخوف من القنوات الفضائية القبطية؟
- بقلم:
دكتور صبرى
فوزى جوهرة
-
-
لم تكن مجلة روزاليوسف معروفة
بالأمانة أو الموضوعية في تعاملها مع قضايا الأقباط والكنيسة
القبطية . فهي مجلة مرتزقين ، تملكها دولة سياستها
المعروفة هي اضطهاد الأقباط وتهميشهم والاعتداء النفسي والجسدي
عليهم وعلى كنائسهم وممتلكاتهم .
-
فطلعت علينا هذه المجلة في عددها الأخير بمقال عن "قناة فضائية
للكنيسة بتمويل من أقباط المهجر" . وكان المقال مرتعاً للخبث
والرياء وعدم الأمانة كالعادة .
-
وحتى قبل أن تبدأ هذه القنوات المسيحية الفضائية ، بدأت
روزاليوسف جملتها عليها باستطلاع
آراء كائنات من جنس البوم الناعق معروفة بتبعيتها للسلطة لتشر
بالويل وعظائم الأمور إذا ما تم تشغيل هذه القنوات . فتارة هي
تهديد للوحدة الوطنية وتارة أخرى هي محاولة للتبشير . وكلا
الاتهامين كذب وافتراء.
ثم أنه كيف يستطيع الإنسان العاقل
المنصف الحكم على عمل قبل أن يبدأ؟
-
لمحت المجلة إلي الأضرار العديدة التي ستلحق بالوطن من جراء
تنفيذ هذا المشروع دون الإشارة إلي حاجة الأقباط والكنيسة
له . فواجب الكنيسة الأول هو أن تصل
إلي أبنائها وترعاهم روحياً ومع زيادة عدد
الأقباط ، وعدم السماح ببناء كنائس جديدة أصبح هذا الأمر
الحيوي صعب التنفيذ . وسواء كان السبب في عدم التصريح ببناء
الكنائس يرجع إلي حرمان الأقباط من الرعاية الدينية فتسهل
أسلمتهم كما يسعي الجهد الوهابي ، أو هو الخوف على شعور
المتطرفين المتعصبين المرهف عندما يسمعون أصوات أجراس الكنائس
وهم الذين لا يتورعون عن ذبح المعارضين لهم ، فهذا أمر آخر ليس
هذا هو مجال البحث فيه . ولكن من
الملحوظ أن السيد الرئيس حسني مبارك قد صرح في حديثه التلفزيوني
المطول والذي أمتد عدة ساعات بأنه يصرح ببناء الكنائس – بس خائف
على شعور المسلمين ! المهم نفوت دي
ونرجع للقنوات الفضائية .
-
المرجو من هذه القنوات إذن هي أن تعوض الأقباط عن بعض الحاجة إلي
الكنائس الجديدة غير المصرح ببنائها على ارض
الكنانة . وأقول بعض وليس كل الحاجة لأن تلك القنوات مهما
بلغت من النجاح ، وهذا هو المتوقع ، فهي لا تستطيع
التضلع بمسئوليات الكنيسة الخطيرة
الأخرى . فالأقباط لا يستطيعون عماد
أبنائهم وعقد الزيجات على شبابهم والتناول من الأسرار الكنسية
المقدسة ومباشرة نشاطهم الديني المعتاد مثلهم في ذلك مثل باقي
خلق الله والاحتفال بأعيادهم الدينية والصلاة على موتاهم كله في
الهوا !
-
ولقد ذكرت هذه البديهيات ليس استظرافاً بل لأقطع
الطريق على كل منافق قد يدعي في المستقبل بأن إنشاء
القنوات الفضائية القبطية يلغي الحاجة إلي بناء الكنائس الجديدة
. لأن الأقباط عايزين الاثنين
وسيحصلون على كل ما يبتغون أن آجلاً أو عاجلاً .
-
أمر آخر لمحت المجلة إياها إليه ولكن دون السعي لاكتشاف كافة
جوانبه ، وهو العمل الأساسي للصحافة الجيدة المسئولة وهو أن
الأقباط كانوا قد تقدموا بالطلبات للدولة لإعطائهم الحق في بعض
الوقت على تلفاز الدولة الذي يموله
الأقباط من ضرائبهم ولكنهم لم يحصلوا من السلطات على أية ردود ،
سلبية كانت أو إيجابية .
-
وبافتراض السيد كاتب المقال –وائل لطفي- صحفي محترم ، فأني أدعوه
لمتابعة هذا الأمر مع المسئولين والرجوع إلي قراءة نتائج أبحاثه
في هذا الإهمال من جانب الدولة . ولو فعل السيد لطفي هذا لصفقنا
له جميعاً وقلنا عليه أنه "ولد" وصحفي بحق
وحقيقي .
-
ثم يجئ الحديث الفارغ عن الوحدة الوطنية وكيف أن القنوات
المسيحية ستشرخ وتحطم هذه الوحدة الهشة. وهنا أسارع فأقول
أن ما فيش حاجة أسمها وحدة وطنية في مصر .
-
فالوحدة لا تكون إلا بين أكثر من واحد – أما في ارض الكنانة فليس
هناك غير واحد هو الإسلام والمسلمين .
وعندما ينهض الأقباط ويستعيدون كامل حقوقهم في وطنهم ويصبحون
كياناً معترف به داخل
بلادهم ، عندئذ يمكننا الحديث عن
وحدة بينهم وبين جيرانهم في الوطن من غير الأقباط .
-
ومع ذلك – برضه نفوت
دي . فهل كانت مهاجمة عقائد الأقباط
على نفس التلفاز وإهمالهم والتحريض على تهميشهم والاعتداء النفسي
والجسدي عليهم من دعامات الوحدة الوطنية ؟ ألم يكن هذا ما يحدث
ومازال ؟ ولا هي وحدة وطنية مسطرة
موجودة على سطر ومش موجودة على السطر الثاني ؟
-
الحديث عن الوحدة الوطنية الآن إذن ليس سوي تضليل ونفاق الغرض
منه منع الأقباط من الحصول على حقوقهم غير المنقوصة في
وطنهم . واخد
بال سيادتك يا حاج
ميلاج؟ ولا
جنابك تقصد وحدة وطنية مع الصومال ؟
-
ثم لماذا الخوف على الوحدة الوطنية المزعومة من القنوات المسيحية
؟ فهذه القنوات ، حسب التعريف ، ستلتزم التزاماً تاماً بتعاليم
المسيحية . ويا ليت العالم أجمع يتبع تعاليم
المسيح . فهي ناصعة واضحة قوية ، نبيلة ، كاملة لا هراء
فيها ولا تعارض ولا حاجة لتفاسير وتأويلات متعارضة لفهمها
وأتباعها – فهي أيضاً بسيطة بساطة الحق والخير . هذه
القنوات ستدعو للمحبة وليس للكراهية ، ستدعو للنقاء الداخلي وليس
بالإدعاء الخارجي ، ستدعو إلي الأمانة وعدم السرقة ، وإلي ضبط
النفس ليس بتغطية المغريات بل بالتحكم في القلب والعقل ، ستدعو
إلي عدم الزنا بكافة أنواعه ومسمياته ، ستدعو إلي الشهادة بالحق
ومن أجل الحق ، ستدعو لعدم اشتهاء امرأة القريب أو الجار ، ستدعو
إلي حب الوطن مثلما أحب المسيح وطنه فبكى على مدينة القدس وهو
يتنبأ بخرابها . هذا المسيح الوديع قد ثار مرة واحدة في حياته
المقدسة وذلك دفاعاً عن بيته عندما اجتاحته جماعات اللصوص
والمتاجرين . القنوات المسيحية لن تدعو إلي قتل الأبرياء بل إلي
الصلاة من أجل الأعداء وحبهم .
-
هذه القنوات ستساهم في بناء المواطن الصالح وما حاجة مصر إلي
المواطن الصالح في زمن أصبحت فيه السرقة شطارة والإخلاص للوطن
خيبة والدفاع عن الحقوق المسلوبة خيانة .
-
القنوات المسيحية لن تضر مصر بل أن مصر في أمس الحاجة إليها الآن
بشدة لأيقاظ الضمائر الميتة وإعلاء صوت الحق والحب والأخلاق
الحميدة .
-
أما موضوع التبشير فهو أمر آخر مبكي
! أولاً لماذا الخوف من التبشير ؟ هذا لو
افترضنا أن هدف هذه القنوات هو التبشير . ثم ما هو
التبشير سوى الكلام بالعقل من عقل إلي عقل .
ليس فيه إكراه أو عنف . لا جزية ولا
ردة ولا قتل . أيها السادة الخائفين ،
أننا نحيا في عصر العرض والطلب . كل منا يعرف ما يحتاج إليه
ويسعى للحصول عليه أن أمكن . هذا
بالطبع إذا كانت له حرية الاختيار .
ثم أليست كل هذه البرامج الدينية
الإسلامية على تلفاز الدولة هي برامج دعوة إلي الإسلام بطريقة أو
بأخرى ؟ أم أن المحلل للإسلام محرم على الآخر ؟ لن يكون هناك
تهجماً على العقائد الأخرى أو استهزاء أو هجاء أو كراهية أو
عدوان بل دعوة للسلام والمحبة والفضيلة النابعة من القلب وليست
المعنية بالمظاهر والقشر (كما هو حادث
الآن) .
-
أيها السادة المتخوفين ، اعلموا أن
لمصر 10 ملايين قبطي على الأقل . لن يتبخروا أو
يفنوا . ذلك لأنهم أقوياء في عقيدتهم
وهذه القوة نابعة من داخلهم لم تستطع قرون التعسف والاضطهاد
النيل منها فلا جزية ولا قتل ولا إغراء استطاعت أن تنهي وجود
الأقباط في بلادهم . والأقباط يعلمون
تماماً أن ليس لهم وطن سوى مصر ولا ولاء لهم سوى
لمصر . لذلك تراهم وقد بدءوا في
الصحوة من نومهم ولن يهدأ لهم بال حتى يحصلون على كامل حقوقهم في
وطنهم .
-
وإلي هؤلاء الحالمين بتفريغ مصر من أقباطها نقول لكم كان غيركم
اقوي واذكي واشطر . وفروا على نفسكم
التعب والتفتوا إلي نقائصكم وعيوبكم وأصلحوها حتى تصلحون جديرين
بصحبة باقي أبناء البشر –بدلاً من هذا التخلف الوهابي المزري
الذي انزلقتم فيه .
-
لا تخافوا من القنوات الفضائية المسيحية . أنها آتية
ويجدر بكم الاستفادة منها وبذلك
تصبحون أحسن حالاً وأقرب إلي الحياة السوية لتصبحوا مستحقين
للآدمية التي منحكم الله إياها وأهدرتموها بالوهابية
الواردة من السعودية بدولاراتها التي
قتلت ضمائركم .
-
وأنت أيضاًَ يا حاج ميلاد ما تخافش
– دا حتى بتاع
روزاليوسف قال
لك أن القناة ستكون أسمها أغابي – يعنى المحبة . لا تخف
ممن يحبونك يا حاج بل ممن يتربصون بك ليذبحونك ذبح الشاه في أول
فرصة – حتى قبل العيد .
-
وكل سنة والجميع طيبين بمناسبة حلول ذكرى الخيبة القوية التي
جلبت علينا وعلى مصر كل هذه الـبلاوي
، ذكري انقلاب ساقطي التوجيهية اللي دخلوا الحربية .
-
دكتور صبري فوزي جوهره
-
أستاذ جراحة الصدر المساعد
-
كلية الطب – جامعة أوهايو الطبية – توليدو
|