سارعت إلي
التلفاز لمتابعة أنباء تفجيرات شرم الشيخ فور علمي
بها مثلي في ذلك مثل باقي
المصريين وأخذت بالطبع قناة مصرية فضائية لتنقل لي أخبار الوطن
بتفصيل لا أتوقع مثله عند متابعة القنوات غير
المصرية .
وكان شعوري
الأول – كما سبق وذكرت – مثلي في ذلك مثل باقي أبناء وطني هو
الحزن الشديد على الضحايا الأبرياء من أبناء مصر وضيوفها وقلقي
على تداعيات الأحداث وما يمكن أن يصيب مصر وأبناءها من جراء
هذه الأعمال الإجرامية .
ولكن شعوري
بالألم لم يخفي عنى أشياء أخرى استدعت
انتباهي . فأول ما راعني هو شعور المصري العادي (رجل
الشارع) بالحزن والجزع على الضحايا والخوف والقلق على ما
ستحمله الأيام المقبلة من ضيق العيش وانحسار مصادر الرزق في
وقت صعب فيه جداً الحصول على مصادر لهذا
الرزق . لقد بكيت وأنا أرى واسمع تعليقات أبناء وطني عم
حدث وسيحدث لهم مستقبلاً . وأنا
هنا أعنى ما ذكرت عندما أقول أنني بكيت فعلاً وليس
مجازاً
.
ولكن سرعان ما
شعرت بالغضب الشديد بالإضافة إلي الحزن
العميق ، وأنا أتابع ما يحدث على شاشة التلفاز . فقد
بدأ الأمر بصوت المذيعة ، ولم تتاح للمشاهدين رؤية صورتها ،
فقد جاء كصوت الأطفال – مسرسع
وغير ناضج . ولكني عزوت هذه
النقائص البسيطة إلي جلال الحدث وشدة الانفعال ومرت لحظات
قصيرة ، استضافت بعدها المذيعة وزير الداخلية إياه والتي أنعمت
عليه بلقب "معاليك" !
فقلت لنفسي ألم تلغي الثورة
المباركة الرتب والألقاب منذ أكثر من نصف قرن ؟
فما هذا اللقب الذي أسبغته المذيعة
على وزير هو في الحقيقة موظف فاشل في حكومة فاشلة ؟ فهذا هو
الحدث الإرهابي الثاني في سيناء خلال أشهر
قليلة . وعلى أي أساس يستحق
هذا الطاغية لقب المعالي وهو لم ينجح في شيء سوى متابعة أبناء
مصر لإخضاعهم لحكومته الفاشلة المستبدة الظالمة ؟ أليس هذا هو
الرجل الذي ضد مرءوسيه لكبت حريات المصريين وحماية
البلطجية وها نفس الأحداث ومرتكبي
جرائم القتل والنهب في الكشح وغيرها ؟
معالي إيه وهباب إيه إذن؟
تبع المعالي
الأول معالي آخر كان في رحلة إلي الصين(وزير السياحة السعودي
الجنسية) مع وقد من رجاله وكان أسلوب حديثه بالعربية الفصحى
غاية في الركاكة والتفكك بالإضافة طبعاً إلي خلو الحديث من أي
معنى أو فائدة للمستمع .
ثم جاء موظف آخر
في الحكومة الفاشلة ، ونحمد الله أنه لم يحظي بلقب المعالي فهو
مجرد محافظ – محافظ جنوب سيناء .
الموظف الذي عهد إليه أمن وسلامة وراحة أبناء مصر وضيوفها
الذين يجلبون الرزق لأبناء البلاد . هذا الموظف طلع لقطه ! فقد
عزي سيادته التفجيرات إلي الإسرائيليين لأن السيارات
المفخخة عبرت حدود مصر عن طريق طابا ! سيادة المحافظ
مازال يعيش في عهد الزعيم الخالد الذي جلب علينا الكارثة تلو
الأخرى . السيد المحافظ كان نائم بقى له سنين عديدة من أيام
الخطب العصماء عن الاستعمار والرجعية والصهيونية والطعمية
والرز بالملوخية .
وهنا تساءلت كيف
توضع مقدرات وأمن المصريين وضيوفهم في أيدي موظف بمثل هذه
الخيبة من العيار الصناعي الثقيل ! (صحيح خيبة الأمل
راكبة جمل)
هل يؤتمن مثل
هذا الموظف الفاشل على إجراء تحقيقات فعالة للتعرف على منفذي
هذه الجريمة وقد وصل فعلاً إلي القرار بأن هذه الأعمال
الإجرامية هي من فعل إسرائيل ؟
وبذلك لن تكون جنوب سيناء آمنة من تكرار هذه الأعمال الإرهابية
مادام الفاعل الحقيقي غير متعرف عليه وينعم بكامل حريته ليعيد
الكره المرة بعد المرة .
كيف لنا أن
نتوقع الخير لمصر مادام مثل هؤلاء الفاشلين يسيطرون على
مقدراتها ؟
لك
الله يا مصر
دكتور صبري فوزي جوهره
أستاذ جراحة الصدر المساعد
كلية الطب – جامعة أوهايو الطبية