وإذا كان المتكلم مجنون فليكن السامع
عاقل
رد الدكتور صبري جوهره
على مقالة "الفتنة" لصاحب الفضيلة
الشيخ محمود سلطان في جريدة المصريون يوم 13 /9/2005
بقلم الدكتور صبري فوزي جوهره
هذا مقال ، أو قل فتوى ، أفتى بها مولانا الشيخ محمود سلطان وهو
أحد أئمة الكراهية والنفاق والتعصب ، في
جرناله .
يتهم الرجل الأقباط "بالتشنيع" على الأغلبية المسلمة لأنهم يتحدثون
عن مآسي واعتداءات عليهم وعلى عقيدتهم وممتلكاتهم وحتى انتماءهم
لمصر ، وهو حديث كاذب مغرض حسب ادعاء مولانا الشـيخ .
وإذا كان المرء يعرف بصحبته ، فيكفي
لنا أن السيد طارق البشري هو على ما يبدو المثل الذي يحتذي به
مولانا الشيخ سلطان . فقد وصف البشري الذي
يسايره على نفس درب كراهية للأقباط ، بالأمانة والصدق رغم
ما يعلم عنه الجميع من أن أمانته وصدقه تصابان بالسكتة الدماغية
لما تيجي سيرة الأقباط ! فكلا
الإمامين يتباهي بما يعانيه الأقباط الذي أصبح أنينهم "دندنة" كما
وصفها الشيخ سلطان وأن لم يذكر فضيلته إذا كانت هذه الدندنة تطربه
أم تعكر عليه صفو التأمل في كراهية الأقباط .
وحسبما قال السيد سلطان ،فأن الكنيسة هي التي فرضت العزلة على
الأقباط . وليه لأ ؟ أليست الكنيسة
هلي التي استبعدت الأقباط وأسقطتهم حتى في محاولة الحصول على مقاعد
في مجلس الشعب اللي زي قلته؟ يتهم
مولانا الشيخ الأقباط بالانصراف عن الهدف الوطني السامي وهو القضاء
على الاستبداد السياسي وتفرقة صفوف المصريين
"والجماعة الوطنية" وتبنى مطالب طائفية جشعة أنانية ربما ترمي إلي
جعلهم أفضل حالاً من المسلمين كما يفهم مما قاله . ثم يهددهم بقطع
الألسنة وإراقة دماءهم في "حمامات دم" إذا اختلفوا عنه في رؤيته
السياسية لبلادهم .
ده طبعاً مش استبداد سياسي ولا حاجة ،
دي وطنية وهابية ديمقراطية تكره
الصليبية . والله الواحد اتلخبط ! بقى
أيهما أفضل استبداد سياسي لا يودي ولا يجيب
والا حمامات دم للركب وقطع الألسن ؟
يدلف مولانا إلي التاريخ ويستعبط
ويزور وينافق ويناور . فالأقباط هم المبتدئين بالدعوة للانعزالية
كما بدا في مؤتمر أسيوط 1911 ولم يذكر صاحب قضية الكذب أن هذا
المؤتمر أنما عقد كرد فعل لجريمة إسلامية بشعة هي اغتيال بطرس غالي
باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الحين . ثم
يكمل مولانا رحلته مع التدليس ويضع في فم أحمد لطفي السيد
باشا ، أكبر دعاة العلمانية وفصل الدين
عن الدولة ، ما لم يقل . فقد ضر اسم معلم الأجيال ضمن "شلة" ادعى
أنها تدعوا إلي صبغ مصر بصبغة دينية –
هي بلا شك صبغة الإسلام .
ويتحدث مولانا عن عدم قبول الإسلام للتعدد . وطبعاً ما خدش باله أن
في الإسلام سنة وشيعة وفي كل منهم طوائف أخرى وأن الشريعة ذاتها
لها أربعة مدارس تفسرها ، بل وأن لكل مسلم الحق في قراءة القرآن
والاجتهاد في تفسيره . يعني هناك بالصلاة على النبي مليار وربع
يفسر القرآن والشريعة كل على هواه ! فأي
تفسير وأي وحدانية تريد أن تفرضها على المسلمين وغيرهم يا أستاذ
سلطان ؟ تفسير ابن لادن أم تفسير سيادتك أم تفسير العقلاء
المحترمين أمثال المرحوم فرج فوده ونجيب محفوظ ؟ ولا
دول كمان صهاينة وصليبيين ؟
وبصرف النظر عما سبق – دعني أقول لك ببساطة أن أي مبدأ أو أي عقيدة
لا تقبل التعدد هي في الحقيقة خراب وفساد .
لأن الخالق لم يشاء أن يخلقنا جميعاً
من "أسطمبة" واحدة . فإذا كان قد
أراد لنا أن نختلف ، فلا شك أنه لن يتوقع منا أن نمشي وراء بعض مثل
الغنم .
أن
الادعاء بأن عدم قبول التعدد هو مصدر قوة أو هو
فضيلة ، أنما هو خطأ جسيم أوضحت فيه يا
أستاذ سلطان أنك لا تقبل الغير بعد أن أغلقت أبواب عقلك على التفتح
والتعقل والتطور . عدم قبول التعدد يا مولانا مصيبة ثقيلة وخيبة
أثقل .
فهل
تتقبل سيادتك ذبح سفير مصر في العراق – وقد تم حسب تعاليم الشريعة
– بأنه عمل شرعي ؟ وإذا كان ردك بالنفي ،
فماذا تقول عن دين القتلة ؟ هل هو دين صحيح ؟
نيجي
لحكاية الاستبداد السياسي وإزاحته . إلا يعني ذلك أن السيد سلطان
يريد إحلال ما هو عكس الاستبداد – يعني الديمقراطية . ولكن
يبدو أن ديمقراطية فضيلته تختلف حبتين عن ديمقراطية باقي خلق
الله . فخلق الله
بيقولوا أن الديمقراطية لا تعني إهدار حقوق الأقليات .
وسيادتك زعلان من دندنة الأقباط
علشان عايزين
حقوقهم وعايز تكتم أنفاسهم . أليس هذا
هو الاستبداد بعينه ؟ وماذا لو ناصر
أخيك المسلم الأقباط في مطالبهم ؟ حتعمل
فيه إيه ؟ حتجييبوه وتطلعه من دينه
كمان ؟ خف أيدك والنبي علينا اعمل معروف لأن
الاستبداد السياسي أفضل كثيراً من حمامات الدم وقطع الألسن
اللي حضرتك عايز تخوف
بيهم الأقباط .
يا
أستاذ محمود سيادتك نسيت حاجات مهمة جداً بكلامك عن حمامات الدم
والفتن وقطع الألسن .
1
. لسنا نعيش في القرن السابع الميلادي أو في جزيرة العرب
2
. أنت لن تهز شعرة في رأس أي قبطي حقيقي بهده المهاترات . فنحن
الأقباط نعيش الآن بدم ورثناه عن أجداد بذلوه بكل شجاعة دفاعاً عن
إيمانهم وكيانهم . مش
حتيجي سيادتك وأنت المنتمي إلي جماعة
معروف عنها الفشل الذريع كما أثبت 3
مليون إسرائيلي محوا بكرامتها الكرة الأرضية عدة مرات . هذه
الجماعة الفاشلة المتأخرة لن تخيف الأقباط .
3
. الدنيا مش زي زمان يا مولانا . طيب
لو كنت جدع كده أذبح فرخه قبطية وشوف
العالم حيعمل فيك وفي أمثالك أيه .
ولذلك أبعث إليك بنصيحة مخلصة وهي
التوقف عن شرب بول البعير إذا كنت مما يمارسون هذه العادة . لأنه
قد ثبت فعلاً أن تجرع بول البعير ضار جداً على خلايا
المخ . والواضح أن مخ فضيلتك لا يتحمل
ضرر آخر على بالإضافة إلي ما هو عليه الآن (أي سيزيد الطين
بلة أخرى) .
الفتنة يا مولانا هي ما يفتت الوحدة .
ومصر ليست جزء واحد ، أنما هي وطن
لأكثر من فئة . فكل من يصفها بأنها
إسلامية أنما هو يصف 85 % فقط منها . فهناك 15 % قبطية . أما من
يريد أن يصف مصر واحدة وحيدة 100 % فلابد أن
لا يصبغها بصبغة دينية . فهي وطن واحد لـ 100
% من المصريين وأنت مهما وصلت بك درجات الجهل أو
الاستعباط أو التغابي أو التعامي ،
فلن تستطيع إسقاط 15 % من أبناء مصر . وأن فعلت فأنت جاهل مخطئ .
أما الحديث عن" خط أحمر" لا يسمح لأحد
بأن يتعداه عند التحدث عن الإسلام فهذا أمراً أخر . فين الخط
الأحمر ده ومين
اللي رسمه ورسم على إيه وماذا سيحدث للذين يتخطوه يا مولانا ؟
أنا بصراحة مش شايف حاجة حمرة – لا
مؤاخذة – مؤخرة سيادتك .
والسلام على من أتبع هدي سلطان كما يقولون في هذه الأيام
الغبراء .
دكتور
صبري فوزي جوهرة
أستاذ جراحة الصدر المساعد
كلية الطب – جامعة أوهايو الطبية - توليدو
|